9/5/2019
سلسلة خواطر الجمعة
خاطرة رقم 6
تحت عنوان
أخلاقنا
السلام عليكم أحبتي الكرام
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنام
ومبيد الأصنام وسيد جميع الأنياء عليهم السلام
وحبيب الرحمن
والتحيات الزكيات الطيبات والصلوات عليه وعلى آله وصحبه
الذين ذاذوا عنه بالنفس والنفيس
وبلغوا من بعده هدي الإسلام ونشروا لنا القرآن
وكانوا سادة الارض ونشروا السلام
فاطمأن لهم الرعايا الخاص منها والعام
بعدما انقدهم الله من ضلال الجاهلية الى نور الهدى والايمان
تعلموا من النعمة المهداة سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلوات وأزكى السلام
وبعد سادتي سيداتي موضوع خاطرة اليوم تحكي عن واقعبن
عشتهما أمس إحداهما بعد صلاة العصر
والثانية بعد صلاة العشاء والتراويح
وأرجوكم التعليق على ما سيرد بعد سرد كل واقعة على حدة
أولاهما كنت ذاهبا عبر سيارتي في طريقي في مدينة برشيد
المؤدية الى مدينة الدار البيضاء
أريد أن أتوقف بجوار مخبزة لشراء بعض الخبز
وإذا بشخص تظهر عليه علامات الغنى والترف
يرتدي ملابس أنيقة كان يركن سيارته في وضع ثاني الصفوف من الرصيف يفتح باب
سيارته عن عجل ويخرج منها سيارته دون ان ان ينتبه الى سيارتي والسيارت الاخرى
المتجه نحو الدار البيضاء والآتية من خلفه
كنت مارا بجانبه
والحمد لله اني كنت أسير بسرعة منخفضة بغية التوقف ودون ان ينتبه في المرآة العاكسة
وكدت أن أصدمه فيموت أو يصاب بجروح من حادثة محققة
وتجاوزته والحمد لله بسلام
وعندما نبهته بكلامي انتبه ماذا دهاك
أنفجر علي بكلام فاحش لا يمكن بأي حال من الأحوال
أن يتفوه به مسلم صائم
اغتضت كثيرا من كلامه
تمنيت أن ألقنه درسا لن ينساه
والحمد لله انه دخل نفس المخبزة التي أريدها
استوقفت سيارتي وذهبت الى المخبزة ووجدته
قلت له هل أنت صائم فعلا
لم تسبني بكلام سافه فاحش؟
فرد علي بكلام أسفه منه داخل المخبزة وكل من في المخبزة يسمعون
وأرجع أخطاءه البينة لي وقال انت المخطئ
نعم أنا المخطئ لاني تركتك سليما معافى
افلا تشكر الله انك نجوت من موت محقق
قلت له وكيف تسب بكلام السفهاء رجلا في عمر والدها
أفلا تستحيي من الله في نهار هذا اليوم والناس صيام ولم يراعى الناس ولا حرمة الشهر
الفضيل
وزاد حنقي عندما قال ومن تكون انت
قلت له ستعرف من اكون
ولن اتركك حتي تاتي الشرطة واقدم بك شكاية على ما فعلت
ولن اتركك هكذا لا تعرف للاخلاق سبيلا
وسأدبك وستعرف من انا واعوذ بالله من قول أنا
قلت له احمد الله يا هذا ما هكذا علمنا الاسلام
فليس الاسلام بالملابس والمركز الاجتماعي
فرثيت لحاله بعدما ازددت غيضا
وقلت له انه طيش الشباب المتهور
دون تربية او اخلاق هو من جعله هكذا
وقلت له بأعلى صوتي
ادعو أمرك لله وحده هو من يتولى خلاصي فحسبي الله ونعم الوكيل
وانهمرت دموعي أسفا
وانطفأ غضبه لما سمع ذلك ولامه صاحب المخبزة والحضور
وجاءني معتذرا
وقبلت معذرته وقبل رأسي وقال بصوت أجش اسمح لي انت زي والدي وفي كلامة نبرات
الندم
وقلت له سامحتك انت زي ابني ولا أريد أن تخسر شبابك وأسرتك ومركزك
أما انا فلا يهمني إن مت ام حييت
وتساحمنا ومشى كل الى غايته
وثانية الوقائع
كان أحدهم يصلي في الصف الأول
وكنت وراءه في الصف الثاني
وكان يكبر تكبرة الإحرام قبل الإمام
وانتظرت حتي تمام الصلاة
فخرج وتبعته وقلت اخي هل تحب النصيحة
قال نعم
قلت له إنك تبطل صلاتك بفعلك هذا
رد على أعرف هذا
الإمام لا يعرف شيئا عن الصلاة
فعمري أربعة وستون سنة
وهذا الإمام لايعرف المريض ولا ذا الحاجة
أنا لا أقدر على الوقوف كثيرا
اتخذ لنفسك كرسيا
وما جعل الله في الدين من حرج
ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
فلم يرد أن يسمع وركب فكره
هذا الإمام لا يعرف أي شيئ
فهناك امام في المسجد المجاور
قلت صل حيث ترتاح
وارجع المسؤوليه للإمام والمصلين
لا بتكبيرة الامام
يريد أن يقيمهم للصلاه بتكبيرته هو
وكان المسجد عامرا بالمصلين عن آخره يأتي اليه الناس من كل مكان
وكانت قراءته جيدة شجية ترتاح لها النفوس وتطمئن لها الارواح
وسماع آيات الذكر الحكيم المرثلة بالقواعد
انظروا الى الجهل الذي ملأ أفكارنا الخاوية وعقولنا الغير الناضجة
وانظروا الى أخلاقنا كيف تدنت وتسوء يوما بعد يوم
ولا من ينكر منكرا ولا من يأمر بمعروف
وكل يفسر الإسلام برأيه وهواه
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فنحن قوم لا يتناصحون ولا يقبلون النصيحة
يحسبون أنهم قد وصلوا وهم من الله أبعد وصلاتهم خداج في خداج
قال تعالى في خواتم سورة الكهف:
(102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ
يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي
هُزُوًا (106)
أرجوا الله أن يبصرنا بأخطائنا
وليسْعَ علماؤنا إلى تعليم الجهل الذي تفشى فينا تفشي النار في الهشيم
وفقني الله وأياكم إلى ما فيه هداه
وجعلنا من محيي السنة الغراء التي ليلها كنهارها
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والسلام عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإلى الملتقى في القادم بحول الله
مع تحيات محمد نجيب