خاطرة رقم 3 ليلة النصف من شعبان
سلسلة خواطر الجمعة
خاطرة رقم 3
ليلة النصف من شعبان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فعن جماعةٍ مِنَ الأصحابِ - رضوان الله عليهم
جميعًا - مِنْ طُرُقٍ شَتَّى يَشُدُّ بعضُها بعضًا: عن أبي بكرٍ
وأبي هريرةً و عبدِ اللهِ بن عمرو وأبي ثعلبةَ الخُشَنِي ومعاذِ بن جبل
وعوفِ بن مالكٍ وعائشةَ - رضوان الله عليهم
جميعًا - عن النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله
وسلم قال: «يَطَّلِعُ اللهُ تبارك وتعالى إلى خلقِهِ ليلةَ النِّصفِ
مِنْ شعبان فيغفرُ لجميعِ خلقِهِ
إلا لمشركٍ أو مُشاحن». وهذا
الحديثُ حديثٌ صحيحٌ بمجموعِ طُرُقِهِ لا شكَ في ذلك ولا ريبَ فيه.
ألا فاغتنموا واستعدوا لشهر رمضان بصيامه وقيام لياليه
وقيل إن اعمال السنة كلها تعرض على الله في هذه الليلة كما تعرض الأعمال اليومية
في كل يوم بعد صلاة الفجر وصلاة العصر
وأعمال الأسبوع كل يوم بعد عصرالإثنين والخميس
ولنحذر أن نكون من المشركين والمشاحنين
حتى نحرم من هذا الفضل العميم
ألا تحبون أن يغفر الله لكم
عباد الله
الإشراك بالله هو عبادة غير الله من الأوثان والأصنام
ومن كل شيئ غير الله
وهذا والحمد لله غير موجود في مجتمعاتنا الإسلامية
اما الشرك الخفي فهو ما تفشى فينا وهو الرياء
الذين يرقون ويسترقون بغير الرقيا الشرعية ويذهبون عند العرافين ويقيمون
الذبائح في المواسم على الضرائح يلتمسون منها البركة
والتمسح بالقبور وطلب الرزق منها
فلا حظ لهؤلاء من مغفرة الرحيم الرحمان في هذه الليلة المباركة
فما علينا سوى الإكثار من ذكر الله وتلاوة القران الكريم
والتدرب وتهيئة النفس والوجدان
لاستقبال الشهررمضان المعظم من الطاعات والقربات والنفقات و صلة الأرحام
ومسامحة الإخوان وطلب المغفرة لهم وكل عمل صالح خالص لوجه الله ولم يسن أي عمل يحتفل به في هذه الليلة
عند البعض
سوى الصيام بنية الأيام البيض ومن دأب عليها يوم 13و14 و15 من كل شهر قمري
ومن اعتاد قيام الليل فلا بأس أن يقوم هذه الليلة كما عود نفسه في سالف لياليه
في حين ان السلف الصالح كان يعد لها أعدادا سواء في مسجده
او في منزله ومصلاه ويكثر فيها من ذكر الله والصلاة ورد المظالم لاصحابها
في حين ذهب أخرون لإحيائها
كيف لا نحييها وهي الليلة المباركة التي جاءت في سورة الدخان
فيها يفرق كل أمر حكيم
وقد اختلف في مدلولها عن ليلة القدر عند الفسار
كيف لا نحييها
والرسول الكريم كان أكثر صياما في شهر شعبان
كيف لا نحييها
وهي التي نزل فيها قول الله تعالى في سورة البقرة
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطرالمسجد الحرام
واستبدلت القبلة الى بيت الله الحرام
وقال عبد الله صديق الغماري ناصحاً
:في فضلها
فقم ليلة النصف الشريف مصلياً
فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه
وقد نسخت فيه صحيفة حتفه
فكم من فتى قد بات في النصف آمناً
وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه
فبادر بفعل الخير قبل انقضاءه
لتظفر عند الكرب منه بلطفه
وصم يومه لله وأحسن برجاءه
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
وإلى الملتقى في خاطر ة أخرى بحول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم محمد نجيب