سلسلة خواطر الجمعة
خاطرة الجمعة عدد :2
وأتبع السيئة الحسنة تمحها
السلام عليكم أُحيبابي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه
في هذه الجمعة المباركة والتي تصادف أول جمعة
من شهر شعبان أحله الله علينا وعليكم باليمن والبركات
والمزيد من الطاعات والقربات إلى رب العزة والأرض والسماوات
عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ،
وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ:
اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا،
وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ رواهُ التِّرْمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.
وقال تعالى في سورة هود
أٌقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين 113
وقال أيضافي سورة الزمر
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)الزمر
والآيات والأحاديث في هذا المضمار كثيرة
ولا يمكن أن أسردها كلها لأن الوقت لا يتسع
والعبرة بالفائدة
أما بعد أحبتي
ما خلقنا الله إلا لنخطئ ونتوب
فإن الله يفرح بتوبة وأوبة عبده إليه
ويعرف العبد الأواب بأن له ربا كريما
يغفر الذنب ويعفو عن السيئات
فأبونا آدم أول من خالف أمر الله
وعصى بعد أن أزله إبليس فغوى
وتاب الله عليه لما تلقى منه كلمات
واعلم اخي الفاضل أختي الفاضلة ان الله سلط علينا عدوان
النفس والشيطان
فلنحذرهما قبل أن يسقطانا في الهاوية
قال الإمام البوصيري
وخالف النفس والشيطان واعصهما
وإنهما محضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصما ولا حكما
فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
أما عن الكلمات التى تلقاها نبي الله آدم عليه السلام
فقد نقل أهل التفسير عن غير واحد من السلف الصالح
أن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه هي المذكورة في سورة الأعراف في قوله تعالى: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الأعراف: 23}.
وقيل: سبحانك اللهم
وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك، لا إله إلا أنت
ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
والله علم
وجاء في الحديث
( لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار )
"شرح النووي على مسلم" (2/85)
وقد تقدم أن الصغائر لا يجوز التهاون بها
والاستهانة بشأنها وما قد تؤدي إليه ، فإن الإصرار على الصغيرة
كبيرة ، والاستهانة والاستخفاف بها مهلكة .
وقال ابن القيم رحمه الله :
" الإصرار على الصغيرة قد يساوي إثمه إثم الكبيرة أو يربى عليها " .
انتهى من "إغاثة اللهفان" (2/151) .
واعلموا أحبتي أن للتوبة شروطا أهما الندم
حتى تكون نصوحا خالصة لوجه الله
قال تعالى : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى
إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ
وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) النساء/17-18
فنبادر أحبتي بالتوبة ولنأخذ من شهر شعبان هذا مطية إلى رمضان
نتمنى من الله أن يبلغنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه
وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين وإلى الملتقى
في جمعة أخرى بحول الله
مع تحيات محمد نجيب