[center][size=24][color:e40f=blue]
و أمّا بعدُ
أنس إبراهيم الدّغيم
و أمّا بعدُ إنْ يكُ بعدُ بعدُ
فقلبي أمّةٌ و هواكِ فردُ
و أختصرُ المسافةَ بين قلبي
و مجلى لاحظيكِ فأستبدُّ
بكلِّ الشّعر أجعلُهُ كضوءٍ
يغيبُ و أنتِ قبلتُهُ فيبدو
و أحتملُ الهوى جرحاً عميقاً
على شفتيهِ أشعارٌ و شهدُ
و أعلنُ أنّني بحرُ انتماءٍ
فيبحرُ فيَّ قحطانٌ و أزدُ
كذلك كنتُ حين قريشُ كانتْ
و كان لنا خيامٌ كان مجدُ
فيغضبُ حينَ أغضبُ هاشميٌّ
و ينجدني إذا ناديتُ "معدُ"
و حين تصيحُ وانجداهُ شامٌ
تلبّيها بيا لبّيك " نجدُ "
فكيف اليوم يضربني عدوّي
و أنتَ أخي تراهُ و لا تصدُّ ؟!
و كيف تكون يا ملكاً طليقاً
و تاجُكَ ساقطٌ و القلبُ عبدُ
و كيف يكون معتصماً إذا لمْ
يجبْ هنداً و قيدَ الأسرِ "هندُ"
فياعشرينَ عرشاً من حرامٍ
تُداسُ فلا تصدُّ و لا تردُّ
نيامٌ حينَ يُدعى للمعالي
قيامٌ إنْ دعا كأسٌ و نهدُ
وجوهٌ لم يزرْها المجدُ يوماً
و ليسَ لعهرها الرّسميِّ حدُّ
فلا سمعاً و لا طوعاً لعرشٍ
إذا من كان فوق العرشِ وغدُ
*********
فيا روحَ الغمام و أنتِ أدرى
بما عندي و ليس لديّ وردُ
و أعلمُ أنّني و الصّبحُ مثنى
فيجمعنا على خدّيكِ وعدُ
و خيلُ الله تجري في دمائي
و تعدو مثلما ذكراكِ تعدو
و مهما امتدّ بي تاريخُ حبّي
فإنّكِ "غزّةٌ " قبلي و بعدُ
**********
تعاليْ كالغمام فلا ربيعٌ
بغيرِ شؤونِ غيثكِ يستجدُّ
شتاءُ الخزي يقتلنا مراراً
و تنحرنا من الطّاغوتِ زندُ
فمهما شاء غِرٌّ أن تكوني
فكوني مثلما جرحي يودُّ
عواصفَ حين لا تبقى دماءٌ
تثورُ لها يثورُ اللازَوردُ
و قولي للعروشِ الصُّمِّ بيني
و بين مصارعِ العشّاقِ عهدُ
و أنّ كتائبَ القسّامِ حقٌّ
على أرضي قضاءٌ لا يُردُّ
*******
ننام على الجراح نجوعُ نعرى
و لا يغتالُ صبري مستبدُّ
و ما أخذوهُ من لحمي و عظمي
بغير دمي أنا لا يُستردُّ
فما التّنديدُ يُرجعُ لي تراباً
و لكن يرجعُ الأوطانَ أُسدُ
إذا قاموا فـ"بسم الله " صفاً
و "بسم الله " صولتُها أشدُّ
فما أحلى الخيولَ إذا أُعدّتْ
و ما أحلى الكرامَ إذا أعدّوا
و ألويةٌ "صلاحُ الدّينِ " فيها
لها في مستقرّ المجدِ وِردُ
شواهينُ الفضاءُ لها بيوتٌ
على أرياشها برقٌ و رعدُ
نفوسٌ في بيوتِ الله صيغتْ
و ما بنتِ المساجدُ لا يُهدُّ
******
رسمنا بالدّم الغالي دروباً
يفوحُ على الخطى فلٌّ و وَجدُ
فللزّيتون في أرضي سرايا
و للّيمون خارطةٌ و مهدُ
فمهما أوقدوا ناراً لحربٍ
سيطفؤها من الرّحمنِ بردُ
و مهما أزبدوا ناراً و قتلاً
و مهما أغلقوا رفحاً و سدّوا
معابرَ لن يردّوا وهجَ أرضي
و لا عُمقي ففي الأعماقِ طَودُ
و إن هم أحرقوا شيخاً كبيراً
ففي أحفاده "عمرو" و" سعدُ "
يموت المستحيلُ على خطاهم
و ليس بغيرهم ينفكُّ قيدُ
أليسَ غداً لناظرهِ قريبٌ ؟
غداً سيمرُّ نحوَ القدسِ جندُ
كتبها الغنيُّ بمولاه :
أنس ابراهيم الدّغيم
[/color][/size][/center]