[center][color:84a5=darkblue][size=18]
ما هي الفضيلة ؟ و أين حلت ؟ و كيف أمست
كل الناس يدعي الفضيلة و ينتحلها ، و كلهم يلبس لباسها ، و يرتدي رداءها ، و يعد لها عدتها من منظر يستهوي الأذكياء و الأغنياء ، و منظر يخدع أسوأ الناس بالناس ظناً ، فمن لي بالوصل في هذ الظلام ......
الفضيلة تعريفها بتسمية هي : هي مجمع لصفات الحسنة و عكسها الرذيلة : التي هي مجمع لصفات السيئة .
و لكن دعنا نرى كيف تغير مفهوم الناس عن الفضيلة في الماضي و الحاضر .
و كيف أمست ...... الفضيلة .
كان الكرم فضيلة يوم كان الناس يحفظون الجميل لصاحبه ، و يعرفون له يده التي أسداها إليهم ، فإذا هوى به كرمه في هوة من هوى الفقر يجد من بين اللذين أحسن إليهم من يمد إليه يد المعونة ليستنفذه من شقائه ، أو يرفه عليه ، أما اليوم و قد أنكر الناس الجميل ، و استثقلوا حمله على عوائقهم ، بل اصبحوا يشمتون بصاحبه يوم تزل قدمه ، و يصبون على رأسه جميع ما في كتب المترادفات من أسماء الجنون ، فليس الكرم فضيلة ، و ليس من الرأي الدعاء له ، و الحض عليه
كانت الرحمة فضيلة يوم كان الناس صادقين في أحاديثهم عن أنفسهم فلا يعترف بالبؤس إلا البائس ، ولا يلبس القديم إلا من عجز عن لبس الجديد ، أما اليوم و قد ذلت النفوس ، و سفلت المروءات ، فلبس ثوب الفقر غير الفقير ، و انتحل البؤس غير البائس ، و أصبح نصف الناس كسالى متباطلين لا عمل لهم إلا اللجوء إلى ظلال القلوب الرحيمة يعتصرونها و يحتلبون درتها حتى تجف جفاف الخشف البالي ، فالرحمة هي الفقر العاجل ، و الخسران المبين
كانت الشجاعة فضيلة يوم كان الناس ينصرون الشجاع و يؤازرونه و يتبعون خطواته في طريقه التي يذهب فيها ، فلا يتخلون عنه ولا يخذلونه حتى يتم له الظفر الذي يريد ، أما اليوم و قد فترت همم الناس ، و وهت عزائمهم ، وماتت في نفوسهم الحفائظ و الغير ، و وكل كل أمره إلى صاحبه ، فإن رأوه قائماً بدعوة وطنية أو اجتماعية أغروه بالمضي فيها ، و وقفوا عن كثب بنظرون ماذا يفعل فإن ظفر هتفوا له و انحدروا إليه يتقاسمون الغنيمة التي غنمها ، و إن فشل خذلوه ، و تنكروا له ، فالشجاعة لا يجد صاحبها من ورائها إلا التهلكة و الشقاء
كانت القناعة فضيلة يوم كان الفضل هو الميزان يزن به الناس أقدار الناس و قيمهم ، يوم كان الفقر مفخرةٌ للشريف إذا عقدت يده ، و عزفت نفسه ، و الغنى عيب إذا سفلت مساعيه و أغراضه ، أما اليوم و قد مات كل مجد في العالم إلا المجد المالي ، وأصبح الناس يتعارفون بأزيائهم و مظاهرهم ، قبل أن يتعارفوا بصفاتهم و أعمالهم ، فالقناعة ذل الحياة و عارها ، و بؤسها الدائم و شقاؤها الطويل
كان الغضب رذيلة يوم كان الناس يعرفون فضيلة الحلم و يقدرونها قدرها و يطأطئون رؤوسهم إجلالاً لصاحبها ، أما و قد أصبح الناس أشراراً يحملون شرورهم على كواهلهم ، و يدورون بها في كل مكان يطلبون لها رأساً يصبونها عليه ، ولا يعجبهم مثل الرأس الضعيف المتهالك الذي لا يحسن الذياد عن نفسه ، فلا خير في الحلم ، و الخير كل الخير في الغضب
إن الدعاء إلى البر و الإحسان ، و الرحمة و الشفقة ، و العدل و الإنصاف ، و الصدق و الإخلاص ، في هذا العصر ، إنما هي حبالة ينصبها الأقوياء الماكرون للضعفاء ليخدعوهم بها
فلا يدعو الداعي إلى الكرم إلا لينقل ما في جيوب الناس إلى جيبه ، ولا إلى العفو إلا ليصيب بشره من يشاء دون أن يناله من الشر شيء ، ولا إلى القناعة إلا ليقلل من سواد المزاحمين على أمواله و الطامعين فيه ، ولا إلى الصدق إلا ليتمتع وحده بثمرات الكذب و مزاياه
كلنا يكذب ، فلم يعيب بعضنا بعضاً بالكذب و التلفيق ؟، وكلنا يبتسم لصديقه و عدوه إبتسامة واحدة ، فلم نستنكر الرياء و المصانعة ؟ و كلنا يطمع في أن تكون له جميع خيرات الأرض و ثمراتها فلم نستفظع الطمع و الجشع
يجب أن يتعلم الطفل من أول يوم يجلس فيه على مكتب مدرسته أن الموجود في الحياة غير الموجود في الكتب ، و أن قصص الفضائل التي يقرءونها و نوادر المروءات و الكرم و الإيثار ، و أحاديث الشهامة و الشجاعة ، و عزة النفس و إبائها ، إنما هي روايات تاريخية فقد انقضت و مضى عهدها ، حتى لا يصبح ناقماً على العالم يوم ينكشف له وجهه ، و يرى سيئاته و عوراته ، و حتى لا يضيع عليه عمره بين التجارب و الإختبارات
الشر لا يقاوم إلا بالشر ، و الظلم لا يدفع إلا بالظلم و حامل السيف لايغمده في غمده إلا أمام حامل سيف مثله ، و السيل الجارف لا يقف عن جريانه إلا إذا وجد في وجهه سداً يعترض طريقه ، و الظالم لا يظلم إلا إذا وجد بين يديه ضعيفاً ، والمحتال لا يحتال إلا إذا وجد بين يديه غبياً
فلابد ان نقف بجوار أى شخص واى احد يعمل على ان ترجع الفضيلة كما كانت حتى ولو كان هذا الشخص على غير دين الاسلام نعم حتى ولو كان على غير دين الاسلام وعلينا جميعا أن نشارك فى هذة الحملة بكل مانستطيع من قوة ولايهمنا من يقوم بها ومن القائم عليها بقدر مايهمنا ثمرتها التى سنراها بأعيننا أن شاء الله
منقووووووول[/size][/color][/center]