وقفات مع رحلة الإسراء والمعراج

وقفات مع رحلة الإسراء والمعراج
بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة السابع وعشري من شهر رجب الفرضكل عام تحل بنا ذكرى
إسراء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى سدرة المنتهى
قال سبحانه وتعالى في استهلال سورة الإسراء
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا
الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير
الآية
أسرى الله سبحانه وتعالى بعبده ليسليه عن موت أم المومنين
خديجة بنت خويلد ام اولاده رعته واغدقت عليه من حبها ومالها
وخففت عنه من الآلام والاحزان وكانت سندا له يوم نزلت عليه أول سورة من القرآن
بواسطة الأمين جبريل فقال زملوني زملوني
وذهبت به عند ورقة ابن نوفل وطمأنه
لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللهِ. فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ يَكُ صَادِقًا، فَإِنَّ هَذَا نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى، فَإِنْ بُعِثَ وَأَنَا حَيُّ، فَسَأُعَزِّرُهُ، وَأَنْصُرُهُ، وَأُومِنُ بِهِ
وكانت ثاني نكبة أصيب بها النبي صلى الله عليه وسلم موت عمه أبا طالب
الذي كان يحميه من بطش قريش
ذهب صلى الله عليه وسلم الى الطائف ليدعوهم الى الاسلام فسلطوا عليه اطفالهم وسفهاءهم
وررموه بالحجارة وأسمعوه من قبح الكلام ما لا يطيق سماعه
وضاقت عليه صلى الله عليه وسلم الدنيا بما رحبت وكان ذلك العام عام حزن على رسول الله
ونزل عليه ملك الجبال قائلا له: لو شئت يا رسول الله
أطبقت عليهم الأخشبين وهما جبلان
فقال له رسول الله صلى الله عله وسلم :لا
فلربما سيولد من أصلابهم من يومن بالله ورسوله
انظروا الى رحمته بأمته صلى الله عليه وسلم
ولقي صلى الله عليه وسلم من البلاء ما لا يطيق
وخرج من عندهم الى بستان حيث لقي حنانا من صاحبه
أولى البشارات
صلى صلى الله عليه وسلم وهو راجع إلى مكة
صلاة جهرية لا أدرى أهي صلاة المغرب أم صلاة العشاء
وسمعته الجن
ونزل عله قول الله تعالى من سورة الأحقاف
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ
وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31)
وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ
وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (32
فدخله صلى الله عليه وسلم شيئ من السرور
وأراد الله صلى الله عليه وسلم
أن ينسيه آلامه وأحزانه بعدما صبر على ما ابتلي به
ونظم له رحلة أرضيه حملته من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا
على ظهر البراق
وسبحانه يتحكم في الزمان والمكان كيف لا وسبحانه من جعل النار بردا وسلاما على ابراهيم والثابوت أمنا لموسى من الغرق والحوت مسكنا آمنا ليونس عليه السلام ما تعجز الخلائق عن إدراكه بقدرته تعالى وجبروته في ملكوته
فرحل الى بيت المقدس في ظرف قياسي
وأراه من الايات وام بجميع الانبياء وخيرة الامين جبريل بين كاس من ماء وكأس من لبن فاختار صلى الله عله وسلم اللبن
فقال له الامين جبريل لقد اخترت لأمتك الفطرة
وأراد سبحانه وتعالى أن يعرج به في السماوات العلى وذلك عندما ضاق به ضرعا اهل الارض
فتمت رحلته الى السماء للاحتفاء به
حتى أدرك السماء السابعة ولقى الأنبياء ودعوا له ولأمته
وعرج الى سدرة المنتهى
وقال لجبريل: لماذا توقفت اخي هنا
قال جبريل: إن
اخترقت سأحترق
وأنت إن اخترقت ستخترق
أو كما قال
وصعد الى سدرة المنتهى
وأراه سبحانه من آياته الكبرى
قال تعالى في مستهل سورة النجم
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ
(2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ (9) فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا
يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى(17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18)
وفرض الله عليه الصلاة في السماء
خمسين صلاة ولما رجع لقى موسى عليه السلام
قال: له
ارجع إلى ربك فسله التخفيف
لان أمتك لا تستطيع هذا
وقد جربت مع بني اسرائيل
فرجع إلى الله وسأله التخفيف ونقص عليه خمسة
وبقى صلى الله عليه وسلم يرجع إلى موسي ويراجع ربه الى أن بقيت خمسا ولها أجر خمسين صلاة
انظروا الى هذه الرحله المباركة وإلى أهمية الصلاة التي ضيعناها
ورجع صلى الله عليه وسلم إلى بيت الله الحرام
حيث وجد فراشه لازال ساخنا
وانظروا الى مسخر الأكوان والمتحكم في الأوقات والأزمان
كيف اسرى بعبده في ظرف قياسي
لا يستطيع فهم كنهه الأالله سبحانه وتعالى
وحدث صلى الله عليه وسلم قريش عن رحلته فكذبوه
وذهبوا عند ابي بكر الصديق رضي الله عنه
وقالوا له : إن صاحبك زعم أنه أسري به ليلا من بيت الله الحرام الى المسجد الاقصا
وبيت المقدس تشد له الرحال على أكباد الإبل مسيرة شهر أو اكثر
فرد عليهم بقوله :إن كان قال فقد صدق ,
كيف لا وانا أصدقه الى أبعد من ذلك في خبر السماءوالوحي
وحدثهم صلى الله عليه وسلم أن قافلة يتقدمها جمل موصوف ستصل مع إشراقة الشمس
فكان كذلك
ولرحلة الاسراء والمعراج أحاديث كثيرة سأطرحها بمشيئة الله في حلقة أو حلقات أخرى بحول الله
اتمنى ان يرقوقكم ما كتبهالعبد الضعيف إلى ربه بمحض فكري المتواضع وتقبلوا فائق التحيات
والسلام عليكم ورحمة الله
أخوكم محمد نجيب