السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : ادعوا لإخوانكم وأخواتكم بظهر الغيب
من إعداد: محمد نجيب أباتراب
بسم الله الرحمن الرحيم العلي العظيم المجيب لسؤال السائلين
الذين يوحدونه وuk
وعن قضائه راضون وبطاعته عاملون وعن عبادته وذكره دائمون وفي صلاتهم خاشعون وفي صالح الاعمال يتسابقون وعن عباده لا يستكبرون
وجعل الدعاء مستجابا للمخلصين الموقنين
وعن أكل ما حرم الله من الزاهدين
ويدعونه ذلة واستعطافا ويحسبون أنهم لاشيئ
سوى ما أكرمهم به رب العالمين
تجردوا لدعائه وحده لا شريك دون ولي أو معين
والذي قال في محكم كتابه: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب
أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليومنوا بي لعلهم يرشدون 186 البقرة
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة وسلاما متلازمين إلى يوم الدين
والذي جاء بدعوته هاديا للضالين ونورا للعالمين من اقتدى هدي إلى صراط مستقيم ومن أعرض عن سنته وطاعته فقد ظلم نفسه وكان من المسيئين
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم
«مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ» (صحيح مسلم
وعنه صلى الله عليه وسلم أيضا : «لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه» (صحيح البخاري
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ نَفْسٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي.
فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ»، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ،
قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟»، فَقَالَتْ: وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ
فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ» رواه ابن حبان في "صحيحه" وحسنه الألباني (صحيح ابن حبان
أما بعد
إخواني أخواتي المومنين والمؤمنات إن للدعاء لفضلا كثيرا وأعل قمة فيه هو أن تدعو لأخيك أو اختك بظهر الغيب دون علمه أو مشورته
ليكون خالصا لوجهه الكريم فيستجاب للسائل والمسؤول له لان الله سبحانه وكل ملكا يردد ولك بالمثل فيعم الخير لهما معا ذ
قال تعالى :ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة الحشر 9
فأكثروا الدعاء لإخوانكم بظهر الغيب سواء كانو غرباء أو أقرباء
وإذا مس المسلمين قحط أو فيضان أو زلزال أو جائحة أو كارثة فادعو الله لهم أن يرفع عنهم بلاءه أوعذابه وادعو لجميع المسلمين بالغيث النافع ليعم الرخاء ويروى الانسان والنبات والحيوان
وادعوا لمن أساء إليهم من بينهم بالهدايةإن تجرد الأمر من البغي و الاقتتال
أو حصل مكروه دون قصد فليدخل المسلمون بينهم باللين و الحسنى وإصلاح ذات البين بالحكمة والموعظة الحسنة
حتى يعود الإطمئنان ويعم السلام والأمان للأمة أجمع
ونستنتج من هذا أن الدعاء ليس قاصرا للخاصة بل يتعداه للعامة
وكذلك علمنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم
قال سبحانه في سورة الحجرات
وإن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما
فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 8و9
أيها المومنون
إن ما حصل أخيرا في مسجدي نيوزيلاندا
لحدث يدمي القلب ويجرح مشاعر المسلمين
ويذل مكانتهم عند العالم
وإنه لبغي وظلم للإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم
أين هي حقوق الإنسان التي تنادي الجمعيات وتطبل وتزمر لها وتزمر الدول
تطبق على قوم دون قوم ولا تعدو أن تكون كلمة حق أريد بها باطل
أين هي حقوقنا المهضومة وأخواننا يقتلون ويذبحون في كل البلاد
تطاول علينا أعداء وألبسونا ثياب الخوف من أسلحتهم وعتادهم التي يشعلون بها الفتن بين المسلمين
يخربون ديارنا ويستبيحون نساءنا ويسيؤن لنبينا ولديننا الحنيف الذي ارتضاه الله لنا يفسدون أخلاقنا وتعليمنا
ويسلطون علينا الويلات بعد الويلات حتى يشغلونا عن ما حل بنا
يكرهوننا في ديننا الذي هو عصمة أمرنا وسبب عزنا ومجدناونحن لهم منقادون طائعون كغثاء السيل أو كجلمود صخر حطه السيل من عل
ما هذا الذل الذي وصلنا اليه إخواني
كيف الوقوف ضد الإرهاب ومن يصنع الإرهاب يا ترى ؟
ولا ننسى ما حدث في فرنسا ابدو كيف تضامن العرب والعجم ضدا عما حدث وعندما وعندما يحل مكر بالمسلمين الكل غارق في سبات عميق وكأنه أضغاث أحلام
وأين هو القانون الدولي والأعراف الدوليهالتي تحمي الأديان السماوية
ونرى أن المسلمين يقتلون في كل مكان دون حسيب أو رقيب او مانع أو زاجر
وأعداؤهم يتفرجون فرحين غير آبهين ولاآمرين بمعروف ولا ناكرين لمنكر والمسلمون لحمدهم يصفقون عن ديدنهم وما حل بهم غافلون
الا فارجعوا ألى رشدكم واعلموا أن الاديان السماوية كلها حرمت الظلم
واعلموا أن الناس
كلهم من آدم وآدم من تراب
فمرجعنا إلى التراب وإلى رب الأرباب ثم إنكم عند ربكم تختصمون
ليقتص من الظالم ويأخذ الحق للمظلوم
نفعني الله وإياكم بالذكر الحكيم وبهدي نبينا سيد الأولين والآخرين
وهدانا لما فيه خير الدنيا والدين
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والى اللقاء في درس لآخر بحول الله مع قوته
مع تحيات محمد نجيب