اتخذوا لكم صدقة جارية
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي جعل الصدقات سببا من دخول الجنان
وأنجى بها من الجحيم والنيران
وضاعف أجر ثوابها للمومنين الصادقين المخلصين
الذي لا يبطلون ما أنفقوا بالمن والأذى
وتفرد بكونه تعالى هو الحنان المنان
والذي قال في محكم كتابه (وما أنفقتم من شيئ فإن الله يخلفه وهو خير الرازقين 39 سبأ
والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين
سيد الكرماء والمنفقين
والذي جاء في حديثه الشريف
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
مانقص مال من صدقة
رواه مسلم
وبعد إخواني الفاضلين وأخواتي الفُضليات
اخترت هذا الأسبوع موضوعا يتعلق بالإنفاق
وخاصة الصدقات الجارية
أتمنى أن أفيد وأستفيد
مما تخطه أيمانكم من صالح الأعمال
عباد الله
الصدقات نوعان
واجبة ومستحبة
فالصدقات الواجبة هي الزكوات التي أمر بها
سبحانه في عدة آيات من الذكر الحكيم
وما ذكرت آية بإقامة الصلاة إلا جاءت مقرونة بإيتاءالزكاة
وهي الركن الثالت من أركان الاسلام
واقتصر هنا على الصدقات المستحبة
التي فيها الأجر الكثير الوفير
لكننا شغلتنا الدنيا باللهو
والتقصير وتنافسنا على جمعها واذخارها والتفاخر بها
كأننافي دنيانا مقيمون
وليست الموت تطلبنا كل يوم
ونحن عنها مشغولون
فكم من باب من أبواب
الصدقات الجارية نحن عنه غافلون
وقد مهد لنا الله تعالى الطريق
حيث قال صلى الله عليه وسلم
عن عدي ابن حاتم رضي الله عنه
رواه البخاري ومسلم
تصدقوا ولو بشق ثمرة
والذي أتاه الله فضلا من مال
فمن واجبه أن يفكر في اليتامى
والأرامل والجياع والمساكين والمرضى سواء وحدهاو في جماعة
او اقامة جمعيات تسهر على ذلك
قال تعالى في سورة البلد
ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين
وهديناه النجدين
فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة
فك رقبة
أو إطعام في يوم ذي مسغبة
يتيما ذا مقربة
أو مسكيناذا متربة
,,,,الاية
ولا ننسى الطيور والحيوانات
فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
ولا شك انكم تذكرون البغي التي غفر الله لها
بسبب كلب كان يلهت ظمأ فسقته من بئر في يوم اشتدت حرارته
من أعطاه الله دنيا وفضل عنه وعن عياله مال منفردا أو مع الغير
لزمه أن يبني المدارس والمداشر والمستشفيات
ويرعى طلبة القرآن الكريم
ويكرمهم ويأويهم تشجيعا لهم
لتكثير سواد الأمة في تكثير العلماء والفقهاء
كما يفكر في حفر الأبار وكفالة اليتامي
وتقديم الإعانات للخيريات الاجتماعية
بما ذلك توفير المأكل والمشرب والكسوةلهم
وكل ما ييغبر عنه بالتكافل الاجتماعي
فكم من أناس يسكنون الجبال في الكهوف منسيين
لا يجدون مالا ياكلون ولا مايشربون
وقد غمرتهم الثلوج والأمطار وحالت دونهم ودون أسواقهم
يعيشون في
في العراء ولا يجدون لا نارا ولا حطبا به يستدفئون
وما أحوج صبيانهم للمدارس والكتاتيب
يعيشون في شقاء دائم
ولا قلبا رحيما يشفق عليهم
ولا عيشا كريما يشملهم
وهم في دارة الاسلام مع الأسف
فمن المسؤول عنهم ياتري؟
يوم الوقوف أمام رب عظيم
لا طرق ولا مواصلات ولا من يشعل النار ولا من ينقل الأخبار
اذا احتاج مرضاهنم للمعالجة ضلواعلى آلامهم
حتى يموتوا وقد كانوا
من قبل ميتين وهم أحياء
وما هم بأحياء وسط أناس تجافت موائدهم الملئى بالملذات ومالذ من طعام وشراب وإسراف
عن إكرام ذوي الحاجات من المساكين
والفقراءعوض ان تملأ بطون الجياع
وأحبوا رميها بالنفايات
وقد عجت دوالبهم بالكثير من الثيات يرمونها بالزبالة
لا يفيدونغيرهم ولا يستفي
ولا يخفى عليكم أن أحب الأعمال عند الميت هي الصدقة
وكم لها من فضل عند الله
حيث قال سبحانه في سورة (المنافقون
الاية 10
وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْت
فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ
وكما هناك صدقات جارية
فهناك ذنوب جارية
فمن يؤسس حانة للخمر وأوماخوار للفساد
أوملاعب قمر أو ملاهي ليلية او سهرات عارية أو ينشئ مواقع إباحية
فان الذنوب تصل اليه وتزيد في أوزاره ولا تنقطع الى يوم الدين
إخوتي أخواتي أعانني الله
وإياكم عى تقواه
أتمنى أن يكون درسي مفيدا لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإلى اللقاء في درس أخر بحول الله
بقلم محمد نجيب