خير الزاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أخواتي أمضيت في كتابة هذا الدرس المتواضع أكثر من أربع ساعات
أتمنى ان يروقكم ويهدي به الله من يشاء
بسم الله الرحمن الرحيم ذ
والصلاة والسلام على خير المرسلين
وعلى آله وصحبه الغر المحجلين
وبعد
كل ساعة أو دقيقة أوثانية تمضي من يومنا إلا وتزيد في أعمارنا وتنقص من
آجالنا
وكل يوم ودعناه فلن يعود وهو شاهد علينا
وهكذا دواليك الى أن يصافحنا ملك الموت
أو يضرب على وجوهنا والعياذ بالله
فإن كنا من الذين بُشروا فقد فزنا بالنعيم المقيم وعشنا في البرزخ عيشة هنية رفرفت حواليها من الفرحة أرواحنا
وإلا كنا من الخاسرين النادمين حيث لا ينفع الندم
فلا ينفعنا حينئذ لا مال ولا ولد
ولا طبيب ولا صديق ولا غريب ولا قريب
ولو انققنا كل ما نملك وما في الأرض جميعا لم نزداد في آجالنا إلأ أن يشاء الله
يمح الله ما يشاء ويتبث الأية
و الأجل محسوب بعدد الأنفاس
والألحاظ وياتي كلمح بالبصربل هو أسرع
ولا ندري متى ستكون خاتمتنا وكيف
نسال الله أن يحسنها ويقبض أرواحنا وهو راض عنا
فماذا قدمنا يا ترى؟
هل لم نشرك بربنا شيئا ؟
ولم نتقرب إلى الأولياء و والصلحاء وأصحاب الأضرحة بالقرابين والذبائح
ونلتمس منهم أن يعطونا الصحة والعافية
و الجاه والمال والذرية والسلطان
وغير ذلك من متاع الدنيا الفانية
ونشرك بالله مالم ينزل به سلطانا
وكلنا يعلم حق العلم أن الشرك ظلم عظيم لا يغتفر
يقول تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به الآية
ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا
ونحن يا عباد الله
هل أدينا الشهادة على حقها كما
أرادها الله؟
و لم نتخد آلهة من دونه
كإلاه السلطة و الجاه او المال والأهواء؟
وهل أمسكنا ألسنتنا عن الغيبة والنميمة وكلام السوء؟
وهل أكلنا أموال اليتامى ظلما وعدوانأ؟ا
وهل زنينا يوما بجوارحنا أوبقُبلنا أو بأعيننا؟
وهل فجرنا وارتشينا ؟
وهل تعاملنا بالربا؟
وهل زرنا ساحرا أو ساحرة وصدقناه
وهل قمنا يوما بممارسة السحر والشعوذه
وألحقنا الضرر بأحد من الخلق ؟
وهل حسدنا يوما أحدا على نعمة أعطاها الله له ؟
واعترضنا على مشيئته سبحانه؟
وهل تبنا من كل عمل يقربنا الى النار توبة نصوحا؟
وهل أرجعنا المظالم لأصحابها؟
وهل كان عملنا الصالح خالصا لوجهه الكريم
ولم نرائي ولم نصانع فيه أحدا
وهل نافقنا وخذلنا بعضنا البعض
وفضلنا الدنيا على الدين
واشترينا الدنيا بديننا الحنيف الذي ارتضاه الله لنا
وهل نتابع سيرة نبينا ونقف على اسرارها وأقتدينا بسنه الغراء وبمحجته البيضاء ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها إلا هالك وبسنةالخلفاء الراشدين من بعده والتابعين وتابع التابعين
الذين كدوا واجتهدوا وقاتلوا وقتلوا في سبيل الله
وفي سبيل إعلاء كلمة هذا الدين الحنيف الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور
وهل هجرنا القرآن خير كتاب أنزل على خير نبي على خير أمة اخرجت للناس
وتدبرنا آياته ومعانيه ؟
وهل جالسنا أصحاب الفضل من العلماء الأجلاء الذين لا يخافون في الله لومة لائم
وهل ذذنا عن مقدساتنا من براثن الصهاينة الإرهابين المجرمين ولو بقلوبنا
وهل قامت الدول الاسلامية على همة رجل واحد
ودافعوا عن قدسهم ومقدساتهم وحموها من الأدناس الفجار والفسقة أعداء الله والدين
وهل حاربنا
كل من اساء الى رسولنا الكريم
وألحق بنا الذل بعدما كنا آمرين يخافون بطشتنا
لقد اذلنا الله بعد عز
ونحن من فرطنا في ديننا
والحمد لله قد تجاوزنا المليار ونصف مسلم
لكننا أصبحنا غثاء كغتاء السيل
وتداعت علينا الأمم كما تداعى الأكله على قصعتها
الغلط فينا لا في غيرنا
وهل نسينا ملوك بني الأحمر وما دهاهم
في الاندلس حتى ضيعوها
وتركوها للمستعمر الغاشم
واصبحت مساجدها كنائس يعبد فيها الصليب
وضاعت معها آثارنا و عمراننا وحضارتنا التليده
وهل فكرنا يوما في استرجاعها وقد مضت على احتلالها
أكثر من خمسة قرون
تبعنا الملذات والحرام وضيعنا كل شيئ جميل في ديننا
ولم تبق لدينا سوى الدموع والأطلال
نبكي عليها بكاء النساء والأطفال الذين سبوا في مأدبة اللئام
فقد أعزنا الله بالاسلام ومهما ابتغينا العزة بدونه أذلنا الله
ومهما ارضينا الغرب الذي طغوا وعثوا في الأرض فسادا فلن يزيدونا إلا طغيانا وكفرا؟
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم الآية
فالله سبحانه ينظر إلى قلوبنا
لا إلى صورنا
ملئتنا بطوننا بما لذ وطاب من الأطعمة والفواكه
ونمنا على أرقى الفرش الوثيرة
ونسينا إخوانا لنا مرضى وجياعا
لا يجدون ما يسدون به رمقهم
يقتاتون على ورق الأشجار وعلى بقايا النفايات والزبالة الزباله ويفترشون العراء
ومنهم من يقتل وحرق لحد الان في كوسوفو وفي الشيشان
دون حسيب أو رقيب ولا من المسلمين يجيب ويستجيب
بعض اصحابالجاه والملايير الممليرة من الذهب والفضة
يوكلون الكلاب والسباع ولا يرحمون بني جلدتهم من بني آدم وانسانية في طبائعهم ولا رأفة ولا رحمة
ايها الفضلاء والفضليات
أسألكم بالله
هل الدنيا الدنية دار مقر أو ممر؟
وهل تساوينا مع الأنعام في غرائزها؟
وهل نحن أضل منها ؟
وقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا
الآية الاسراء
لقد ميزنا الله عن البهائم بالعقل وهو مناط التمييز
ولم نكن لنعمه من الشاكرين
وهل أقمنا صلاتنا على الوجه المطلوب
وهل أدينا زكوات أموالنا لذويها
وهل صمنا شهرنا كما أحب ربنا وارتضى
وهل حججنا بيت الله الحرام من مال حلال؟
واموالنا تنفق في السهرات و فيما لا يليق وعلى موائد الخمر والقمار والغانيات
وكنا فيها من المسرفين
ومهما استوفت هذه الشروط على الوجه المطلوب شرعا
سنكون مسلمين فقط
وأيننا من الإيمان وأركانه أيها المسلمون
هل آمنا بالله حق الإيمان
بالقلب والجوارح واللسان
هل كان عندنا اليقين
بأن الله هو الفاعل المختار ونحن الفقراء بين يديه
وهل هو الرزاق ذو القوة المثين
هل آمنا بالكتب المنزلة والرسل المرسلة
والملائكه الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون
هل آمنا باليوم الآخر
والقدر خيره وشره حلوه ومره
ورضينا بما ارتضاه الله لنا
لنستقبل أوامره بيا أيها الذين آمنوا
وهل انتقلنا الى درجة الإحسان ؟
وصرنا نعبد الله كأننا نراه
فإن لم نكن نراه فإنه يرانا
لا تخفى عليه خافية يعلم السر وأخفى وما تحت الثرى
أتمنى من كل منا أن بجيب عن الأسئلة في قرارة نفسه
ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب
فإن عذاب الله شديد
ومهما فعلنا فزادنا قليل والرحيل شاق وبعيد
ففيه تقام موازين القسط ليوم القيامة
وهناك صراط ينتظرنا أرق من الشعرة
وأمضى من السيف
وهناك نار ذات لهب يسمع لها شهيق وزفير
وهناك صحف سنشر وبشر سيحشر
وتبدل الارض غير الأرض والسماوات
والبحر سيسجر والكواكب ستنثر
والشمس ستكور
وسيكون الله جل جلاله
قاض والملائكة شهود
وستكمم الأفواه ولا تسمع إلا همسا
وستنطق الجوارح والأمكنة
و الجلود ستشهد علينا ونحن وقوف
لا محامي يدافع عنا ولا زيد ولا عنتر
أين نحن ياعباد الله من ذلك اليوم ذو الشعت الأغبر
غير شفاعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بينما نجد فئة تحت ظل العرش ستروى بالماء الأذفر
وتسقى من زلال وسلسبيل منسوم بنهر الكوثر
سابقوا إلى جنة عرضها كعرض السمارت والارض أعدت للذين آمنوا بالله ورسوله
ذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم صدق الله العظيم
سورة الحديد
لا تحرما ياربنا من فردوسها
وابعثنا مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
وأدخلنا الجنة دون حساب أو سابقة عذاب
فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز الآية
فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها ولا يظلم ربك أحدا
إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
صدق الله العظيم وبه نستعين
والى اللقاء بكم في درس آخر بحول الله
مع تحيات
محمد نجيب أباتراب