لم أطلّع على العالم مُنذ آخر كتابٍ أغلقته ، وكأن الدنيا لاتدور في محورٍ واحد كل الحروب التي أُقيمت
مذ أن عَرفتُ الحياة لم تنتهي ، هي الحياة يا صديقة لاتبرحُ حتى تأكلَ مايجب أن يؤكل ، القدرُ وحده
هو من نسير عليه نحنُ ياعزيزتي مسيرون وفقَ ماكُتب لنا لا مخيرين، وكُلمّا تلقيتي صفعةً أو درس
أو حتى خسارة من تحبين عنّفي ذلك بإصرار التقدم فليسَ بعد التوقف إلا الموت .
قالت لصديقتها التي لا تكف من الشكوى كُلما إنقبضَ على قلبها الحُزن، وتخافُ من أن يكونَ كُل شيء يحدث بغير إرادتها
الصديقةُ التي تنهمرُ دموعها في كل لقاء عندما تبتعد عنها لمسافاتٍ طويلة فيأخذ الشوق دوره .
ردت الصديقة بتهكم : أنتِ البائسة دوماً ، تتحدثين وكأنك منتصرة في كُل شيء ألَستِ من يقوم بدور الناقد
في تصرفات من حولك ثم تبقين وحيدة عدا أنكِ تناضلين شعورَ الوحدة بإبتسماتٍ صفراءَ باهتة
وتحاولين قراءةَ الوجوه كما تقرأينَ كُتبكِ، التضادّ الذي تعيشيه لايُسمن ولايُغني من جوع .
إعتدلت في جلوسها قَامت نحوَ النافذة التي تُطل على المدينة في وقتِ ذروتها صمتت بُرهةً ثمّ قالت :
كَما كُنتِ ترجينَ أن تكوني في مكانةٍ تليقُ بكِ ، أنا أيضاً عزيزتي أبحثُ عن مكاني في هذهِ الحياة
قرأتُ مرةً في إحدى المقولات ( وجوهُ الناسِ في الدُنيا مرآيا ) من المنطقية أن نكوّن فكرةً غيرَ يسيرة
عمن حولنَا حتى لانُخدع ، تعددُ الناس والأوجه يجعلكِ تُشمّرين عن إحصاء غير مُعلن . لِما علينَا أن
ننتظِرَ الزمنَ يدور حتّى نعرفَ من هو أمامنا بينمَا عينَاهُ تتحدثانْ و تقاسيمَ وجههِ مُعبرةْ ؟!
الَمخدعُ الوحيد ليسَ فقط مناماتِنا بلْ أيضاً أوهامُنا ، مانتوهمه أننا لنْ نُخدع مادُمنا حذرين ،
نَحنُ جميعاً يأخُذنا الخوفُ في كُل شيء غيرَ أننا لن نشعر به .. الخوفُ هو من يُحرّك الإرادة وعليه
نديرُ شؤون الحياة حِنَ تكون مترابطة .
الصديقة في ذهول: الخوف ! الخوف من يدير شؤون حياتناَ ؟ أظنكِ تهذينَ أو أن عقلَك لن يُعقلْ ..
أتريدين منّي أن أُمكنَ الخوفَ مني ؟! ثم تضحك بدهشة .
هي تبستم أردفت قائلة : نعم مكّنيه لكن لاتجعليه يسيطر ويتجبر بل أفقديهِ الوعي في مواقف وأفيقيهِ في مواقف لكن لاتفقدي وعيّك أنت أيضاً . وتضحك
الصديقة تكمل شُربَ القهوة : أتسخرين ؟ حسناً إبحثي عن صديقةٍ أخرى تتحمّلُ عقلكِ المُزعج
وفكرُكِ الغريب. هي : أبداً عزيزتي كُنت أمزحُ فقط فلاتعتبي .
الصديقة : أعلمُ ذلك فتبتسم .. تُكمل فتقول : أنا الليلة قد إكتفيتُ منكِ سأخرج .
هي : حسناً .. تخرجُ الصديقة،تغلق الباب ،تطفئ الضوء ، وتنام .
ليسَ كُلّ مايُكتبْ يحدث ولكن كُلّ مايحدث يُكتب
القصة ليست حقيقية .
مشاركة هذا الرد فيفلسفةُ حِوار (ق.ق) قلـميDigg فلسفةُ حِوار (ق.ق) قلـميDel.icio.us
فلسفةُ حِوار (ق.ق) بقلم وتينTechnorati فلسفةُ حِوار (ق.ق) قلـميTwitter
|