[b]فضل العمرة في رمضان[/b]
[hr]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
أيها الأحبة هذه مقالة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النائلي حفظه الله وهي بعنوان فضل العمرة في رمضان نشرها فضيلته اليوم في جريدة الشرق القطرية أنقلها في هذا الملتقى المبارك حتى تعم الفائدة
[center][font:e9ad="]بسم الله الرحمن الرحيم [/font][/center]
[center][font:e9ad="]فضل العمرة في رمضان[/font][/center]
[color:e9ad=black][font:e9ad="]إن أفضل ما تقضى به الأوقات وتستثمر به الإجازات في شهر الطاعات زيارة بيت رب البريات لأداء العمرة [/font][/color][font:e9ad="]،[/font][color:e9ad=black][font:e9ad="] فلا يخفاكم أيها الأحبة ما لهذه العبادة في هذا الشهر الكريم من أجر عظيم .[/font][/color]
[font:e9ad="]يقول الإمام ابن الجوزي –رحمه الله- : "ثواب الأعمال يزيد بزيادة شرف الوقت ، أو خلوص القصد ، أو حضور قلب العامل " . كشف المشكل (2 / 352 )[/font]
[font:e9ad="]ويقول الإمام ابن رجب –رحمه الله-: وجعل الله سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلاً على بعض كما قال [b](منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)[/b][التوبة ]وقال الله تعالى [b](الحج أشهر معلومات )[/b][البقرة ] وقال تعالى [b]( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)[/b] [ البقرة ] ، كما جعل بعض الأيام والليالي أفضل من بعض، وجعل ليلة القدر خيراً من ألف شهر... وما من هذه المواسم الفاضلة موسم إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعاته يتقرب بها إليه،ولله فيه لطيفه من لطائف نفحاته يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات[/font][font:e9ad="]، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات،فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات". لطائف المعارف ( ص225)[/font]
[font:e9ad="]فأيها الكرام إن للاعتمار في شهر رمضان ثمار ينبغي علينا أن نحرص على قطفها ، كتكفير السيئات والازدياد من الحسنات ورفع الدرجات بعون رب البريات،فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [b]:"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ،و الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". [/b]رواه البخاري(1683) ومسلم (1349)[/font]
[font:e9ad="]قال الإمام ابن عبد البر –رحمه الله -:" كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر " .التمهيد لابن عبد البر (22/ 38)[/font]
[font:e9ad="]وقال الإمام النووي –رحمه الله- : "هذا ظاهر في فضيلة العمرة[/font] [font:e9ad="]،وأنها مكفرة للخطايا الواقعة بين العمرتين " . الشرح على صحيح مسلم ( 9/117)[/font]
[font:e9ad="]وقال الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"وفي قوله صلى الله عليه وسلم العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة دليل على التفريق بين الحج والعمرة في التكرار وتنبيه على ذلك إذ لو كانت العمرة كالحج لا تفعل في السنة إلا مرة لسوى بينهما ولم يفرق".زاد المعاد(2/100)[/font]
[font:e9ad="]ومن فضائلها أيضا أيها الأفاضل أنها تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يُقال لها أم سِنَان: ما منعك أن تكوني حَجَجْتِ معنا؟ قالت: نَاضِحَانِ -بعيران- كانا لأَبي فلان زوجها حج هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر يسقي غلامنا، قال: [b]"فَعُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَقْضِي[/b] – تعدل في رواية- [b]حَجَّةً أو حَجَّةً مَعِي[/b] " .مسلم (1256)[/font]
[font:e9ad="]قال الإمام النووي –رحمه الله- : "أي تقوم مقامها في الثواب لا أنها تعدلها في كل شيء فإنه لو كان عليه حجة فاعتمر في رمضان لا تجزئه عن الحجة". الشرح على صحيح مسلم (9/2)[/font]
[font:e9ad="]وقال الحافظ ابن حجر :" قال ابن العربي حديث العمرة هذا صحيح وهو فضل من الله ونعمة فقد أدركت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها ". فتح الباري (3/604)[/font]
[font:e9ad="]مما يجدر التنبيه عليه أيها الكرام أن العمرة في رمضان تعدل بعون الله حجة ، سواء اعتمر المسلم في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره .[/font]
[font:e9ad="]قد يقال أيها الأحبة لم يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم إلا في أشهر الحج ،[/font] [font:e9ad="]فعن أنس-رضي الله عنه- قال:" اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أَربع عُمَرٍ، كلهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته: عُمْرَةً من الحُدَيْبِيَةِ في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وَعُمْرَةً من الْجِعْرَانَةِ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ، في ذي القعدة، وَعُمْرَةً مع حجته".رواه البخاري (3917)، ومسلم (1253)[/font]
[font:e9ad="]وحديث ابن عباس–رضي الله عنهما-يدل على أن الأفضل في العمرة أن تكون في رمضان، فأيهما أفضل ؟ [/font]
[font:e9ad="]يقول الإمام ابن القيم-رحمه الله-مجيبا على هذا التساؤل:"وقد يقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشتغل في رمضان من العبادات بما هو أهم من العمرة،ولم يكن يمكنه الجمع بين تلك العبادات وبين العمرة، فأخر العمرة إلى أشهر الحج". زاد المعاد (2/96)[/font]
[font:e9ad="]وقال الحافظ ابن حجر –رحمه الله- :"الذي يظهر أن العمرة في رمضان لغير النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأما في حقه فما صنعه هو أفضل لأن فعله لبيان جواز ما كان أهل الجاهلية يمنعونه فأراد الرد عليهم بالقول والفعل وهو لو كان مكروها لغيره لكان في حقه أفضل والله أعلم ".فتح الباري (3/605)[/font]
[font:e9ad="]فعلينا أيها الأحبة اغتنام هذه الأوقات بالتزود فيها بالإيمان والتقوى، ومحو آثار الذنوب و السيئات[/font][font:e9ad="]،فإن الأعمار تمضي و الساعات تنقضي،ولعلنا لا نوفق لإدراك رمضان المقبل ، فلنبادر إلى الإكثار من فعل الخيرات ولنبتعد عن كامل المحرمات،ونسأل الله رب الأرض والسموات أن يوفقنا لطاعته ويتقبل منا صيامنا و قيامنا وسائر الطاعات، فهو سبحانه قدير و بالإجابة جدير .[/font]
[center][b][font:e9ad="]وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[/font][/b][/center]
[left][right][b][font:e9ad="]أبو عبد الله النايلي[/font][/b][/right]
[/left]