منتدى الحكمة والابداع
[center:][color:=white][b:][size=18:]سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 902dc311
زائرنا الكريم زائرتنا الكريمة يشرفنا تسجيلكم بمنتدانا تفيدوا وتستفيدوا






وشكرا

ادارة المنتدى[/size:][/b:][/color:][/center:]
منتدى الحكمة والابداع
[center:][color:=white][b:][size=18:]سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 902dc311
زائرنا الكريم زائرتنا الكريمة يشرفنا تسجيلكم بمنتدانا تفيدوا وتستفيدوا






وشكرا

ادارة المنتدى[/size:][/b:][/color:][/center:]
منتدى الحكمة والابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الحكمة والابداع

منتدى اسلامي و ثقافي متنوع
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل    
مرحبا بزوارنا الكرام نتمنى لكم قضاء وقت ممتع معنا تفيدوا وتستفيدوا فسجلوا انفسكم معنا لتعم الفائدة

 

 سيرة ابن هشام ج2

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 13 مايو 2009 - 10:54

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

[color:8417=green][size=24]الجزء الثاني

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ

[ ذِكْرُ أَسْرَى قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ ]
<3> قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَأُسِرَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ يَوْم بَدْر ، مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ ; وَنَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ .

وَمِنْ بَنِي الْمُطّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَاف ٍ : السّائِبُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطّلِبِ وَنُعْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْمُطّلِبِ . رَجُلَانِ .

<4> وَمِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ : عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ; وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي وَجْزَةَ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ . وَيُقَالُ ابْنُ أَبِي وَحْرَةَ ، فِيمَا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَأَبُو الْعَاصِ بْنِ الرّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ ( عَبْدِ ) شَمْسٍ ; وَأَبُو الْعَاصِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ .

وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ أَبُو رِيشَةَ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ; وَعَمْرُو بْنُ الْأَزْرَقِ ; وَعُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَضْرَمِيّ . سَبْعَةُ نَفَرٍ


وَمِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَاف ٍ عَدِيّ بْنُ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيّ بْنِ نَوْفَلٍ ; وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ ابْنِ أَخِي غَزْوَانَ بْنِ جَابِرٍ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ مَنْصُورٍ وَأَبُو ثَوْرٍ ، حَلِيفٌ لَهُمْ . ثَلَاثَةُ نَفَرٍ .

وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدّارِ بْنِ قُصَيّ : أَبُو عَزِيزِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدّارِ وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَلِيفٌ لَهُمْ . وَيَقُولُونَ نَحْنُ بَنُو الْأَسْوَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ السّبّاقِ . رَجُلَانِ .


وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ قُصَيّ : السّائِبُ بْنُ أَبِي حُبَيْشِ بْنِ الْمُطّلِبِ بْنِ أَسَدٍ ; وَالْحُوَيْرِث بْنُ عَبّادِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسَدٍ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : هُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَائِذِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسَدٍ .

<5> قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَسَالِمُ بْنُ شَمّاخٍ حَلِيفٌ لَهُمْ . ثَلَاثَةُ نَفَرٍ .

وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَة بْنِ مُرّةَ خَالِدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ; وَأُمَيّةُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ; وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ; وَصَيْفِيّ بْنُ أَبِي رِفَاعَةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي رِفَاعَةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ; وَأَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي السّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَالْمُطّلِبُ بْنُ حَنْطَبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَخَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ حَلِيفٌ لَهُمْ وَهُوَ كَانَ - فِيمَا يَذْكُرُونَ - أَوّلُ مَنْ وَلّى فَارّا مُنْهَزِمًا ، وَهُوَ الّذِي يَقُولُ

وَلَسْنَا عَلَى الْأَدْبَارِ تَدْمَى كُلُومُنَا

وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا يَقْطُرُ الدّمُ


تِسْعَةُ نَفَرٍ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُرْوَى : " لَسْنَا عَلَى الْأَعْقَابِ " . وَخَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ مِنْ خُزَاعَةَ ، وَيُقَال : عُقَيْلِيّ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَمِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْص بْنِ كَعْبٍ : أَبُو وَدَاعَةَ بْنُ ضُبَيْرَة بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْم ، كَانَ أَوّلَ أَسِيرٍ أَفْتُدِيَ مِنْ أَسْرَى بَدْرٍ افْتَدَاهُ ابْنُهُ الْمُطّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ ; وَفَرْوَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَدِيّ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ <6> وَحَنْظَلَةُ بْنُ قَبِيصَةَ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَالْحَجّاجُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَدِيّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ . أَرْبَعَةُ نَفَرٍ .

وَمِنْ بَنِي جُمَحَ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْص بْنِ كَعْبٍ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُبَيّ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَأَبُو عَزّةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ وُهَيْب بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَالْفَاكِهُ مَوْلَى أُمَيّةَ بْنِ خَلَفٍ ، ادّعَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ رَبَاحُ بْنُ الْمُغْتَرِفِ وَهُوَ يَزْعُمُ أَنّهُ مِنْ بَنِي شَمّاخِ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ - وَيُقَال : إنّ الْفَاكِهَ ابْنَ جَرْوَل بْنِ حِذْيَمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَضْب بْنِ شَمّاخِ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ - وَوَهْبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَرَبِيعَةُ بْنُ دَرّاجِ بْنِ الْعَنْبَس بْنِ أُهْبَان بْنِ وَهْب بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ . خَمْسَةُ نَفَرٍ .[/size][/color]


عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة 12 يونيو 2009 - 18:21 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام




سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 10:58

[color:f6df=green][size=24][ بَقَاءُ هُبَيْرَةَ عَلَى كُفْرِهِ وَشِعْرُهُ فِي إسْلَامِ زَوْجِهِ أُمّ هَانِئٍ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَأَمّا هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ الْمَخْزُومِيّ فَأَقَامَ بِهَا حَتّى مَاتَ كَافِرًا ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أُمّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ وَاسْمُهَا هِنْدٌ . وَقَدْ قَالَ حِينَ بَلَغَهُ إسْلَامُ أُمّ هَانِئٍ <421> :

أَشَاقَتْكَ هِنْدٌ أَمْ أَتَاكَ سُؤَالُهَا

كَذَاكَ النّوَى أَسْبَابُهَا وَانْفِتَالُهَا

وَقَدْ أَرّقَتْ فِي رَأْسِ حِصْنٍ مُمَنّعٍ

بِنَجْرَانَ يُسْرِي بَعْدَ لَيْلٍ خَيَالُهَا

وَعَاذِلَةٍ هَبّتْ بِلَيْلٍ تَلُومُنِي

وَتَعْذِلُنِي بِاللّيْلِ ضَلّ ضَلَالُهَا

وَتَزْعُمُ أَنّي إنْ أَطَعْتُ عَشِيرَتِي

سَأُرْدَى وَهَلْ يُرْدِينِ إلّا زِيَالُهَا

فَإِنّي لَمِنْ قَوْمٍ إذَا جَدّ جِدّهُمْ

عَلَى أَيّ حَالٍ أَصْبَحَ الْيَوْمَ حَالُهَا

وَإِنّي لَحَامٍ مِنْ وَرَاءِ عَشِيرَتِي

إذَا كَانَ مِنْ تَحْتِ الْعَوَالِي مَجَالُهَا

وَصَارَتْ بِأَيْدِيهَا السّيُوفُ كَأَنّهَا

مَخَارِيقُ وِلْدَانٍ وَمِنْهَا ظِلَالُهَا

وَإِنّي لَأَقْلَى الْحَاسِدِينَ وَفِعْلَهُمْ

عَلَى اللّهِ رِزْقِي نَفْسُهَا وَعِيَالُهَا

وَإِنّ كَلَامَ الْمَرْءِ فيَ غَيْرِ كُنْهِهِ

لَكَالنّبْلِ تَهْوِي لَيْسَ فِيهَا نِصَالُهَا

فَإِنْ كُنْتِ قَدْ تَابَعْت دِينَ مُحَمّدٍ

وَعَطّفَتْ الْأَرْحَامَ مِنْك حِبَالُهَا

فَكُونِي عَلَى أَعْلَى سَحِيقٍ بِهَضْبَةٍ

مُلَمْلَمَةٍ غَبْرَاءَ يَبْسٍ بِلَالُهَا


قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَيُرْوَى :

وَقَطّعَتْ الْأَرْحَامَ مِنْك حِبَالُهَا


. [ عِدّةُ مَنْ شَهِدَ فَتْحَ مَكّةَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَ جَمِيعُ مَنْ شَهِدَ فَتْحَ مَكّةَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَشَرَةَ آلَافٍ . مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ سَبْعُ مِئَةٍ . وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ أَلْفٌ ؟ وَمِنْ بَنِي غِفَار ٍ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَمِنْ أَسْلَمَ أَرْبَعُ مِئَةٍ ؟ وَمِنْ مُزَيْنَةَ أَلْفٌ وَثَلَاثَةُ نَفَرٍ وَسَائِرُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ وَحُلَفَائِهِمْ وَطَوَائِفُ الْعَرَبِ مِنْ تَمِيمٍ وَقَيْسٍ وَأَسَدٍ .

[ شِعْرُ حَسّانَ فِي فَتْحِ مَكّةَ ]

وَكَانَ مِمّا قِيلَ مِنْ الشّعْرِ فِي يَوْمِ الْفَتْحِ قَوْلُ حَسّانَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيّ <422> : <423>

عَفَتْ ذَاتُ الْأَصَابِعِ فَالْجِوَاءُ

إلَى عَذْرَاءَ مَنْزِلُهَا خَلَاءُ

دِيَارٌ مِنْ بَنِي الْحَسْحَاسِ قَفْرٌ

تُعَفّيهَا الرّوَامِسُ وَالسّمَاءُ

وَكَانَتْ لَا يَزَالُ بِهَا أَنِيسٌ

خِلَالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ

فَدَعْ هَذَا ، وَلَكِنْ مَنْ لِطَيْفِ

يُؤَرّقُنِي إذَا ذَهَبَ الْعِشَاءُ

لِشَعْثَاءَ الّتِي قَدْ تَيّمَتْهُ

فَلَيَسَ لِقَلْبِهِ مِنْهَا شِفَاءُ

كَأَنّ خَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ

يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ

إذَا مَا الْأَشْرِبَاتُ ذُكِرْنَ يَوْمًا

فَهُنّ لِطَيّبِ الرّاحِ الْفِدَاءُ

ن‏‏وَلّيهَا الْمَلَامَةَ إنْ أَلَمْنَا

إذَا مَا كَانَ مَغْثٌ أَوْ لِحَاءُ

وَنَشْرَبُهَا فَتَتْرُكُنَا مُلُوكًا

وَأُسْدًا مَا يُنَهْنِهُنَا اللّقَاءُ

عَدِمْنَا خَيْلَنَا إنْ لَمْ تَرَوْهَا

تُثِيرُ النّقْعَ مَوْعِدُهَا كَدَاءُ

يُنَازِعْنَ الْأَعِنّةَ مُصْغِيَاتٍ

عَلَى أَكْتَافِهَا الْأَسَلُ الظّمَاءُ

تَظَلّ ، جِيَادُنَا مُتَمَطّرَاتٍ

يُلَطّمُهُنّ بِالْخُمُرِ النّسَاءُ

فَإِمّا تُعْرِضُوا عَنّا اعْتَمَرْنَا

وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ

وَإِلّا فَاصْبِرُوا لِجِلَادِ يَوْمٍ

يُعِينُ اللّهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ

وَجِبْرِيلُ رَسُولُ اللّهِ فِينَا

وَرُوحُ الْقُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ

وَقَالَ اللّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا

يَقُولُ الْحَقّ إنْ نَفَعَ الْبَلَاءُ

شَهِدْتُ بِهِ فَقُومُوا صَدّقُوهُ

فَقُلْتُمْ لَا نَقُومُ وَلَا نَشَاءُ

وَقَالَ اللّهُ قَدْ سَيّرْتُ جُنْدًا

هُمْ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللّقَاءُ

لَنَا فِي كُلّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدّ

سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ

فَنُحْكِمُ بِالْقَوَافِي مَنْ هَجَانَا

وَنَضْرِبُ حِينَ تَخْتَلِطُ الدّمَاءُ

أَلَا أَبْلِغْ أَبَا سُفْيَانَ عَنّي

مُغَلْغَلَةً فَقَدْ بَرِحَ الْخَفَاءُ

بِأَنّ سُيُوفَنَا تَرَكَتْكَ عَبْدًا

وَعَبْدُ الدّارِ سَادَتُهَا الْإِمَاءُ

هَجَوْتَ مُحَمّدًا وَأَجَبْتُ

عَنْهُ وَعِنْدَ اللّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

أَتَهْجُوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِكُفْءٍ

فَشَرّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الْفِدَاءُ

هَجَوْتَ مُبَارَكًا بَرّا حَنِيفًا

أَمِينَ اللّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ

أَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللّهِ مِنْكُمْ

وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ ؟

فَإِنّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي

لِعِرْضِ مُحَمّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

لِسَانِي صَارِمٌ لَا عَيْبَ فِيهِ

وَبَحْرِي لَا تُكَدّرُهُ الدّلَاءُ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : <424> قَالَهَا حَسّانُ يَوْمَ الْفَتْحِ . وَيُرْوَى : " لِسَانِي صَارِمٌ لَا عَتْبَ فِيهِ " وَبَلَغَنِي عَنْ الزّهْرِيّ أَنّهُ قَالَ لَمّا رَأَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ النّسَاءَ يَلْطِمْنَ الْخَيْلَ بِالْخُمُرِ تَبَسّمَ إلَى أَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ .[/size][/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام




سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 11:01

[center][color:d0d2=green][size=24]شِعْرُ أَنَسِ بْنِ زُنَيْمٍ فِي الِاعْتِذَارِ إلَى الرّسُولِ عَمّا قَالَ ابْنُ سَالِمٍ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ أَنَسُ بْنُ زُنَيْمٍ الدّيلِيّ يَعْتَذِرُ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِمّا كَانَ قَالَ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ سَالِمٍ الْخُزَاعِيّ <425> :

أَأَنْتَ الّذِي تُهْدَى مَعَدّ بِأَمْرِهِ

بَلْ اللّهُ يَهْدِيهِمْ وَقَالَ لَك اشْهَدْ

وَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلِهَا

أَبَرّ وَأَوْفَى ذِمّةً مِنُ مُحَمّدِ

أَحَثّ عَلَى خَيْرٍ وَأَسْبَغَ نَائِلًا

إذَا رَاحَ كَالسّيْفِ الصّقِيلِ الْمُهَنّدِ

وَأَكْسَى لِبُرْدِ الْخَالِ قَبْلَ ابْتِذَالِهِ

وَأَعْطَى لِرَأْسِ السّابِقِ الْمُتَجَرّدِ

تَعَلّمْ رَسُولَ اللّهِ أَنّكَ مُدْرِكِي

وَأَنّ وَعِيدًا مِنْك كَالْأَخْذِ بِالْيَدِ

تَعَلّمْ رَسُولَ اللّهِ أَنّكَ قَادِرٌ

عَلَى كُلّ صِرْمٍ مُتْهِمِينَ وَمُنْجِدِ

تَعَلّمْ بِأَنّ الرّكْبَ رَكْبُ عُوَيْمِرٍ

هُمْ الْكَاذِبُونَ الْمُخْلِفُو كُلّ مَوْعِدِ

ونَبّوْا رَسُولَ اللّهِ أَنّي هَجَوْتُهُ

فَلَا حَمَلَتْ سَوْطِي إلَيّ إذَنْ يَدِي

سِوَى أَنّنِي قَدْ قُلْتُ وَيْلُ امّ فِتْيَةٍ

أُصِيبُوا بِنَحْسٍ لَا بِطَلْقٍ وَأَسْعُدِ

أَصَابَهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ لِدِمَائِهِمْ

كِفَاءً فَعَزّتْ عَبْرَتِي وَتَبَلّدِي

فَإِنّكَ قَدْ أَخَفَرْتَ إنْ كُنْتَ سَاعِيًا

بِعَبْدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ وَابْنَةِ مَهْوِدِ

ذُوَيْبٌ وَكُلْثُومٌ وَسَلْمَى تَتَابَعُوا

جَمِيعًا فَإِلّا تَدْمَعْ الْعَيْنُ اكْمَدْ

وَسَلْمَى وَسَلْمَى لَيْسَ حَيّ كَمِثْلِهِ

وَإِخْوَتِهِ وَهَلْ مُلُوكٌ كَأَعْبُدِ ؟

فَإِنّي لَا دِينًا فَتَقْتُ وَلَا دَمًا

هَرَقْتُ تَبَيّنْ عَالِمَ الْحَقّ وَاقْصِدْ


[ شِعْرُ بُدَيْلٍ فِي الرّدّ عَلَى ابْنِ زُنَيْمٍ ]

فَأَجَابَهُ بُدَيْلُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ أُمّ أَصْرَمَ ، فَقَالَ

بَكَى أَنَسٌ رَزْنًا فَأَعْوَلَهُ اُلْبُكَا

فَأَلّا عَدِيّا إذْ تُطَلّ وَتُبْعَدُ

بَكَيْتَ أَبَا عَبْسٍ لِقُرْبِ دِمَائِهَا

فَتُعْذِرَ إذْ لَا يُوقِدُ الْحَرْبَ مُوقِدُ

أَصَابَهُمْ يَوْمَ الْخَنَادِمِ فِتْيَةٌ

كِرَامٌ فَسَلْ مِنْهُمْ نُفَيْلٌ وَمَعْبَدُ

هُنَالِكَ إنْ تُسْفَحْ دُمُوعُك لَا تُلَمْ

عَلَيْهِمْ وَإِنْ لَمْ تَدْمَعْ الْعَيْنُ فَاكْمَدُوا


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ .

[ شِعْرُ بُجَيْرٍ فِي يَوْمِ الْفَتْحِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ بُجَيْرُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى فِي يَوْمِ الْفَتْحِ <426> :

نَفَى أَهْلَ الْحَبَلّقِ كُلّ فَجّ

مُزَيْنَةُ غُدْوَةً وَبَنُو خُفَافِ

ضَرَبْنَاهُمْ بِمَكّةَ يَوْمَ فَتْحِ النّ

بِيّ الْخَيْرِ بِالْبِيضِ الْخِفَافِ

صَبَحْنَاهُمْ بِسَبْعٍ مِنْ سُلَيْمٍ

وَأَلْفٍ مِنْ بَنِي عُثْمَانَ وَافِ

نَطَا أَكْتَافَهُمْ ضَرْبًا وَطَعْنًا

وَرَشْقًا بِالْمُرَيّشَةِ اللّطَافِ

تَرَى بَيْنَ الصّفُوفِ لَهَا حَفِيفًا

كَمَا انْصَاعَ الْفُوَاقُ مِنْ الرّصَافِ

فَرُحْنَا وَالْجِيَادُ تَجُولُ فِيهِمْ

بِأَرْمَاحٍ مُقَوّمَةِ الثّقَافِ

فَأُبْنَا غَانِمِينَ بِمَا اشْتَهَيْنَا

وَآبُوا نَادِمِينَ عَلَى الْخِلَافِ

وَأَعْطَيْنَا رَسُولَ اللّهِ مِنّا

مَوَاثِقَنَا عَلَى حُسْنِ التّصَافِي

وَقَدْ سَمِعُوا مَقَالَتَنَا فَهَمّوا

غَدَاةَ الرّوْعِ مِنّا بِانْصِرَافِ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام




سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 11:03

[center][color:44c0=green][size=24][ شِعْرُ ابْنِ مِرْدَاسٍ فِي فَتْحِ مَكّةَ ]

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السّلَمِيّ فِي فَتْحِ مَكّةَ <427> :

مِنّا بِمَكّةَ يَوْمَ فَتْحِ مُحَمّدٍ

أَلْفٌ تَسِيلُ بِهِ الْبِطَاحُ مُسَوّمُ

نَصَرُوا الرّسُولَ وَشَاهَدُوا أَيّامَهُ

وَشِعَارُهُمْ يَوْمَ اللّقَاءِ مُقَدّمُ

فِي مَنْزِلٍ ثَبَتَتْ بِهِ أَقْدَامُهُمْ

ضَنْكٍ كَأَنّ الْهَامَ فِيهِ الْحَنْتَمُ

جَرّتْ سَنَابِكَهَا بِنَجْدٍ قَبْلَهَا

حَتّى اسْتَقَادَ لَهَا الْحِجَازُ الْأَدْهَمُ

اللّهُ مَكّنَهُ لَهُ وَأَذَلّهُ

حُكْمُ السّيُوفِ لَنَا وَجَدّ مِزْحَمُ

عَوْدُ الرّيَاسَةِ شَامِخٌ عِرْنِينُهُ

مُتَطَلّعٌ ثُغَرَ الْمَكَارِمِ خِضْرِمُ


إسْلَامُ عَبّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَكَانَ إسْلَامُ عَبّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ فِيمَا حَدّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ وَحَدِيثُهُ أَنّهُ كَانَ لِأَبِيهِ مِرْدَاسٍ وَثَنٌ يَعْبُدُهُ وَهُوَ حَجَرٌ كَانَ يُقَالُ لَهُ ضِمَارِ ، فَلَمّا حَضَرَ مِرْدَاسٌ قَالَ لِعَبّاسِ أَيْ بُنَيّ اُعْبُدْ ضِمَارِ فَإِنّهُ يَنْفَعُك وَيَضُرّك ، فَبَيْنَا عَبّاسٌ يَوْمًا عِنْدَ ضِمَارِ ، إذْ سَمِعَ مِنْ جَوْفِ ضِمَارِ مُنَادِيًا يَقُولُ

قُلْ لِلْقَبَائِلِ مِنْ سُلَيْمٍ كُلّهَا

أَوْدَى ضِمَارِ وَعَاشَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ

إنّ الّذِي وَرِثَ النّبُوّةَ وَالْهُدَى

بَعْدَ ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ قُرَيْشٍ مُهْتَدِي

أَوْدَى ضِمَارِ وَكَانَ يُعْبَدُ مَرّةً

قَبْلَ الْكِتَابِ إلَى النّبِيّ مُحَمّدِ


فَحَرّقَ عَبّاسٌ ضِمَارِ ، وَلَحِقَ بِالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَسْلَمَ .

[ شِعْرُ جَعْدَةَ فِي يَوْمِ الْفَتْحِ ]

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَقَالَ جَعْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الْخُزَاعِيّ يَوْمَ فَتْحِ مَكّةَ :

أَكَعْبَ بْنُ عَمْرٍو دَعْوَةً غَيْرَ بَاطِلِ

لِحَيْنٍ لَهُ يَوْمَ الْحَدِيدِ مُتَاحِ

أُتِيحَتْ لَهُ مِنْ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ

لِتَقْتُلَهُ لَيْلًا بِغَيْرِ سِلَاحِ

وَنَحْنُ الْأُلَى سَدّتْ غَزَالَ خُيُولُنَا

وَلِفْتًا سَدَدْنَاهُ وَفَجّ طِلَاحِ

خَطَرْنَا وَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ بِجَحْفَلٍ

ذَوِي عَضُدٍ مِنْ خَيْلِنَا وَرِمَاحِ


<428> وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ فِي أَبْيَاتٍ لَهُ .

[ شِعْرُ بُجَيْدٍ فِي يَوْمِ الْفَتْحِ ]

وَقَالَ بُجَيْدُ بْنُ عِمْرَانَ الْخُزَاعِيّ :

وَقَدْ أَنْشَأَ اللّهُ السّحَابَ بِنَصْرِنَا

رُكَامَ صِحَابِ الْهَيْدَبِ الْمُتَرَاكِبِ

وَهِجْرَتُنَا فِي أَرْضِنَا عِنْدَنَا بِهَا

كِتَابٌ أَتَى مِنْ خَيْرِ مُمْلٍ وَكَاتِبِ

وَمِنْ أَجْلِنَا حَلّتْ بِمَكّةَ حُرْمَةٌ

لِنُدْرِكَ ثَأْرًا بِالسّيُوفِ الْقَوَاضِبِ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام




سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 11:11

[center][color:1867=green][size=24]مَسِيرُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بَعْدَ الْفَتْحِ إلَى بَنِي جَذِيمَةَ مِنْ كِنَانَةَ وَمَسِيرُ عَلِيّ لِتَلَافِي خَطَأِ خَالِد
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَدْ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِيمَا حَوْلَ مَكّةَ السّرَايَا تَدْعُو إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ بِقِتَالِ وَكَانَ مِمّنْ بَعَثَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ بِأَسْفَلِ تِهَامَةَ دَاعِيًا ، وَلَمْ يَبْعَثْهُ مُقَاتِلًا فَوَطِئَ بَنِي جَذِيمَةَ . فَأَصَابَ مِنْهُمْ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السّلَمِيّ فِي ذَلِكَ

فَإِنْ تَكُ قَدْ أَمّرْت فِي الْقَوْمِ خَالِدًا

وَقَدّمْته فَإِنّهُ قَدْ تَقَدّمَا

بِجُنْدِ هَدَاهُ اللّهُ أَنْتَ أَمِيرُهُ

نُصِيبُ بِهِ فِي الْحَقّ مَنْ كَانَ أَظْلَمَا


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَهَذَانِ الْبَيْتَانِ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ فِي حَدِيثِ يَوْمِ حُنَيْنٍ سَأَذْكُرُهَا إنْ شَاءَ اللّهُ فِي مَوْضِعِهَا .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبّادِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيّ ، قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ حِينَ <429> افْتَتَحَ مَكّةَ دَاعِيًا ، وَلَمْ يَبْعَثْهُ مُقَاتِلًا ، وَمَعَهُ قَبَائِلُ مِنْ الْعَرَبِ : سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورٍ وَمُدْلِجُ بْنُ مُرّةَ فَوَطِئُوا بَنِي جَذِيمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةِ بْنِ كِنَانَةَ فَلَمّا رَآهُ الْقَوْمُ أَخَذُوا السّلَاحَ فَقَالَ خَالِدٌ ضَعُوا السّلَاحَ فَإِنّ النّاسَ قَدْ أَسْلَمُوا .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ قَالَ لَمّا أَمَرَنَا خَالِدٌ أَنْ نَضَعَ السّلَاحَ قَالَ رَجُلٌ مِنّا يُقَالُ لَهُ جَحْدَمٌ وَيْلَكُمْ يَا بَنِي جَذِيمَةَ إنّهُ خَالِدٌ وَاَللّهِ مَا بَعْدَ وَضْعِ السّلَاحِ إلّا الْإِسَارُ وَمَا بَعْدَ الْإِسَارِ إلّا ضَرْبُ الْأَعْنَاقِ وَاَللّهِ لَا أَضَعُ سِلَاحِي أَبَدًا . قَالَ فَأَخَذَهُ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ فَقَالُوا : يَا جَحْدَمُ أَتُرِيدُ أَنْ تَسْفِكَ دِمَاءَنَا ؟ إنّ النّاسَ قَدْ أَسْلَمُوا وَوَضَعُوا السّلَاحَ وَوُضِعَتْ الْحَرْبُ وَأَمِنَ النّاسُ . فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتّى نَزَعُوا سِلَاحَهُ وَوَضَعَ الْقَوْمُ السّلَاحَ لِقَوْلِ خَالِدٍ

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيّ ، قَالَ فَلَمّا وَضَعُوا السّلَاحَ أَمَرَ بِهِمْ خَالِدٌ عِنْدَ ذَلِكَ فَكُتِفُوا ، ثُمّ عَرَضَهُمْ عَلَى السّيْفِ فَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ فَلَمّا انْتَهَى الْخَبَرُ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ إلَى السّمَاءِ ثُمّ قَالَ اللّهُمّ إنّي أَبْرَأُ إلَيْك مِمّا صَنَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيد

[ غَضَبُ الرّسُولِ مِمّا فَعَلَ خَالِدٌ وَإِرْسَالُهُ عَلِيّا ]
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : حَدّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنّهُ حُدّثَ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَحْمُودِيّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَأَيْتُ كَأَنّي لَقِمْت لُقْمَةً مِنْ حَيْسٍ فَالْتَذَذْتُ طَعْمَهَا ، فَاعْتَرَضَ فِي حَلْقِي مِنْهَا شَيْءٌ حِينَ ابْتَلَعْتهَا ، فَأَدْخَلَ عَلِيّ يَدَهُ فَنَزَعَهُ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هَذِهِ سَرِيّةٌ مِنْ سَرَايَاك تَبْعَثُهَا ، فَيَأْتِيك مِنْهَا بَعْضُ مَا تُحِبّ ، وَيَكُونُ فِي بَعْضِهَا اعْتِرَاضٌ فَتَبْعَثُ عَلِيّا فَيُسَهّلُهُ

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَحَدّثَنِي أَنّهُ انْفَلَتَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَأَتَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ <430> : هَلْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ؟ فَقَالَ نَعَمْ قَدْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ رَجُلٌ أَبْيَضُ رَبْعَةٌ فَنَهَمَهُ خَالِدٌ فَسَكَتَ عَنْهُ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ طَوِيلٌ مُضْطَرِبٌ فَرَاجَعَهُ فَاشْتَدّتْ مُرَاجَعَتُهُمَا ; فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ : أَمّا الْأَوّلُ يَا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَابْنِي عَبْدُ اللّهِ وَأَمّا الْآخَرُ فَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيّ قَالَ ثُمّ دَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ ، اُخْرُجْ إلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَانْظُرْ فِي أَمْرِهِمْ وَاجْعَلْ أَمْرَ الْجَاهِلِيّةِ تَحْتَ قَدَمَيْك . فَخَرَجَ عَلِيّ حَتّى جَاءَهُمْ وَمَعَهُ مَالٌ قَدْ بَعَثَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَوَدَى لَهُمْ الدّمَاءَ وَمَا أُصِيبَ لَهُمْ مِنْ الْأَمْوَالِ حَتّى إنّهُ لَيَدِي لَهُمْ مِيلَغَةَ الْكَلْبِ حَتّى إذَا لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ وَلَا مَالٍ إلّا وَدَاهُ بَقِيَتْ مَعَهُ بَقِيّةٌ مِنْ الْمَالِ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيّ رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْهِ حِينَ فَرَغَ مِنْهُمْ هَلْ بَقِيَ لَكُمْ بَقِيّةٌ مِنْ دَمٍ أَوْ مَالٍ لَمْ يُودَ لَكُمْ ؟ قَالُوا : لَا . قَالَ فَإِنّي أُعْطِيكُمْ هَذِهِ الْبَقِيّةَ مِنْ هَذَا الْمَالِ احْتِيَاطًا لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِمّا يَعْلَمُ وَلَا تَعْلَمُونَ فَفَعَلَ . ثُمّ رَجَعَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ : فَقَالَ أَصَبْت وَأَحْسَنْت قَالَ ثُمّ قَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ قَائِمًا شَاهِرًا يَدَيْهِ حَتّى إنّهُ لَيُرَى مِمّا تَحْتَ مَنْكِبَيْهِ يَقُولُ اللّهُمّ إنّي أَبْرَأُ إلَيْك مِمّا صَنَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَلَاثَ مَرّات[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام




سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 11:16

[center][color:2049=green][size=24][ مَعْذِرَةُ خَالِدٍ فِي قِتَالِ الْقَوْمِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَدْ قَالَ بَعْضُ مَنْ يَعْذِرُ خَالِدًا إنّهُ قَالَ مَا قَاتَلْت حَتّى أَمَرَنِي بِذَلِك عَبْدُ اللّهِ بْنُ حُذَافَةَ السّهْمِيّ ، وَقَالَ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ أَمَرَك أَنْ تُقَاتِلَهُمْ لِامْتِنَاعِهِمْ مِنْ الْإِسْلَامِ .

<431> قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : قَالَ أَبُو عَمْرٍو الْمَدَنِيّ : لَمّا أَتَاهُمْ خَالِدٌ قَالُوا : صَبَأْنَا صَبَأْنَا

[ مَا كَانَ بَيْنَ خَالِدٍ وَبَيْنَ عَبْدِ الرّحْمَنِ وَزَجْرُ الرّسُولِ لِخَالِدِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَدْ كَانَ جَحْدَمٌ قَالَ لَهُمْ حِينَ وَضَعُوا السّلَاحَ وَرَأَى مَا يَصْنَعُ خَالِدٌ بِبَنِي جَذِيمَةَ يَا بَنِي جَذِيمَةَ ضَاعَ الضّرْبُ ، قَدْ كُنْت حَذّرْتُكُمْ مَا وَقَعْتُمْ فِيهِ قَدْ كَانَ بَيْنَ خَالِدٍ وَبَيْنَ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فِيمَا بَلَغَنِي ، كَلَامٌ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : عَمِلْت بِأَمْرِ الْجَاهِلِيّةِ فِي الْإِسْلَامِ . فَقَالَ إنّمَا ثَأَرْت بِأَبِيك . فَقَالَ عَبْدُ الرّحْمَنِ كَذَبْت ، قَدْ قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِي ، وَلَكِنّك ثَأَرْتَ بِعَمّك الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، حَتّى كَانَ بَيْنَهُمَا شَرّ . فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ مَهْلًا يَا خَالِدُ دَعْ عَنْك أَصْحَابِي ، فَوَاَللّهِ لَوْ كَانَ لَك أُحُدٌ ذَهَبًا ثُمّ أَنْفَقْته فِي سَبِيلِ اللّهِ مَا أَدْرَكَتْ غَدْوَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي وَلَا رَوْحَتَهُ

[ مَا كَانَ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَبَنِيّ جَذِيمَةَ مِنْ اسْتِعْدَادٍ لِلْحَرْبِ ثُمّ صُلْحٍ ]
وَكَانَ الْفَاكِهُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَعَوْفُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَعَفّانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ قَدْ خَرَجُوا تُجّارًا إلَى الْيَمَنِ ، وَمَعَ عَفّانَ ابْنُهُ عُثْمَانُ وَمَعَ عَوْفٍ ابْنُهُ عَبْدُ الرّحْمَنِ فَلَمّا أَقْبَلُوا حَمَلُوا مَالَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ بْنِ عَامِرٍ كَانَ هَلَكَ بِالْيَمَنِ ، إلَى وَرَثَتِهِ فَادّعَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ خَالِدُ بْنُ هِشَامٍ وَلَقِيَهُمْ بِأَرْضِ بَنِي جَذِيمَةَ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إلَى أَهْلِ الْمَيّتِ فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَقَاتَلَهُمْ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى الْمَالِ لِيَأْخُذُوهُ وَقَاتَلُوهُ فَقُتِلَ عَوْفُ بْنُ عَبْدِ عَوْفٍ وَالْفَاكِهُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، وَنَجَا عَفّانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَابْنُهُ عُثْمَانُ وَأَصَابُوا مَالَ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَمَالَ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ فَانْطَلَقُوا بِهِ وَقَتَلَ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ هِشَامٍ قَاتِلَ أَبِيهِ فَهَمّتْ قُرَيْشٌ بِغَزْوِ بَنِي جَذِيمَةَ فَقَالَتْ بَنُو جَذِيمَةَ : مَا كَانَ مُصَابُ أَصْحَابِكُمْ عَنْ مَلَإِ مِنّا ، إنّمَا عَدَا <432> عَلَيْهِمْ قَوْمٌ بِجَهَالَةٍ فَأَصَابُوهُمْ وَلَمْ نَعْلَمْ فَنَحْنُ نَعْقِلُ لَكُمْ مَا كَانَ لَكُمْ قِبَلَنَا مِنْ دَمٍ أَوْ مَالٍ فَقَبِلَتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ وَوَضَعُوا الْحَرْبَ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام




سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 11:19

[center][color:e1c6=green][size=24][ شِعْرُ سَلْمَى فِيمَا بَيْنَ جَذِيمَةَ وَقُرَيْشٍ ]

وَقَالَ قَائِلٌ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا سَلْمَى :

وَلَوْلَا مَقَالُ الْقَوْمِ لِلْقَوْمِ أَسْلِمُوا

لَلَاقَتْ سُلَيْمٌ يَوْمَ ذَلِكَ نَاطِحَا

لَمَاصَعَهُمْ بُسْرٌ وَأَصْحَابُ جَحْدَمٍ

وَمُرّةُ حَتّى يَتْرُكُوا الْبَرْكَ نَاضِحَا

فَكَائِنْ تَرَى يَوْمَ الْغُمَيْصَاءِ مِنْ فَتًى

أُصِيبَ وَلَمْ يَجْرَحْ وَقَدْ كَانَ جَارِحَا

أَلَظّتْ بِخُطّابِ الْأَيَامَى وَطَلّقَتْ

غَدَاتَئِذٍ مِنْهُنّ مَنْ كَانَ نَاكِحَا


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : قَوْلُهُ " " بُسْرٌ " ، " وَأَلَظّتْ بِخُطّابِ " عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ .

[ شِعْرُ ابْنِ مِرْدَاسٍ فِي الرّدّ عَلَى سَلْمَى ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَأَجَابَهُ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ وَيُقَالُ بَلْ الْجَحّافُ بْنُ حَكِيمٍ السّلَمِيّ <433> :

دَعِي عَنْك تِقْوَال الضّلَالِ كَفَى بِنَا

لِكَبْشِ الْوَغَى فِي الْيَوْمِ وَالْأَمْسِ نَاطِحَا

فَخَالِدُ أَوْلَى بِالتّعَذّرِ مِنْكُمْ

غَدَاةَ عَلَا نَهْجًا مِنْ الْأَمْرِ وَاضِحَا

مُعَانًا بِأَمْرِ اللّهِ يُزْجِي إلَيْكُمْ

سَوَانِحَ لَا تَكْبُو لَهُ وَبَوَارِحَا

نَعَوْا مَالِكًا بِالسّهْلِ لَمّا هَبَطْنَهُ

عَوَابِسَ فِي كَابِي الْغُبَارِ كَوَالِحَا

فَإِنْ نَكُ أَثْكَلْنَاكِ سَلْمَى فَمَالِكٌ

تَرَكْتُمْ عَلَيْهِ نَائِحَاتٍ وَنَائِحَا


[ شِعْرُ الْجَحّافِ فِي الرّدّ عَلَى سَلْمَى ]

وَقَالَ الْجَحّافُ بْنُ حَكِيمٍ السّلَمِيّ :

شَهِدْنَ مَعَ النّبِيّ مُسَوّمَاتٍ

حُنَيْنًا وَهْيَ دَامِيَةُ الْكِلَامِ

وَغَزْوَةَ خَالِدٍ شَهِدَتْ وَجَرّتْ

سَنَابِكَهُنّ بِالْبَلَدِ الْحَرَامِ

نُعَرّضُ لِلطّعَانِ إذَا الْتَقَيْنَا

وُجُوهًا لَا تُعَرّضُ لِلّطَامِ

وَلَسْتُ بِخَالِعٍ عَنّي ثِيَابِي

إذَا هَزّ الْكُمَاةُ وَلَا أُرَامِي

وَلَكِنّي يَجُولُ الْمُهْرُ تَحْتِي

إلَى الْعَلَوَاتِ بِالْعَضْبِ الْحُسَامِ


[ حَدِيثُ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْفَتَى الْجَذْمِيّ يَوْمَ الْفَتْحِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ عَنْ الزّهْرِيّ ، عَنْ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيّ قَالَ كُنْت يَوْمَئِذٍ فِي خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، فَقَالَ لِي فَتَى مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ وَهُوَ فِي سِنّي ، وَقَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إلَى عُنُقِهِ بِرُمّةٍ وَنِسْوَةٌ مُجْتَمِعَاتٌ غَيْرَ بَعِيدٍ مِنْهُ يَا فَتَى ، فَقُلْت : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ هَلْ أَنْتَ آخِذٌ بِهَذِهِ الرّمّةِ فَقَائِدِي إلَى هَؤُلَاءِ النّسْوَةِ حَتّى أَقْضِيَ إلَيْهِنّ حَاجَةً تَمّ تَرُدّنِي بَعْدُ فَتَصْنَعُوا بِي مَا بَدَا لَكُمْ ؟ قَالَ قُلْت : وَاَللّهِ لَيَسِيرٌ مَا طَلَبْت . فَأَخَذْت بِرُمّتِهِ فَقُدْته بِهَا ، حَتّى وَقَفَ عَلَيْهِنّ فَقَالَ اسْلَمِي حُبَيْشِ عَلَى نَفَذٍ مِنْ الْعَيْشِ <434> :

أَرَيْتُكِ إذْ طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ

بِحَلْيَةَ أَوْ أَلْفَيْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ

أَلَمْ يَكُ أَهْلًا أَنْ يُنَوّلَ عَاشِقٌ

تَكَلّفَ إدْلَاجَ السّرَى وَالْوَدَائِقِ

فَلَا ذَنْبَ لِي قَدْ قُلْت إذْ أَهْلُنَا مَعًا

أَثِيبِي بِوُدّ قَبْلَ إحْدَى الصّفَائِقِ

أَثِيبِي بِوُدّ قَبْلَ أَنْ تَشْحَطَ النّوَى

وَيَنْأَى الْأَمِيرُ بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ

فَإِنّي لَا ضَيّعْتُ سِرّ أَمَانَةٍ

وَلَا رَاقَ عَيْنِي عَنْك بَعْدَك رَائِقُ

سِوَى أَنّ مَا نَالَ الْعَشِيرَةَ شَاغِلٌ

عَنْ الْوُدّ إلّا أَنْ يَكُونَ التّوَامُقُ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ يُنْكِرُ الْبَيْتَيْنِ الْآخِرَيْنِ مِنْهَا لَهُ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ عَنْ الزّهْرِيّ عَنْ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيّ ( قَالَ ) قَالَتْ وَأَنْتَ فَحُيّيت سَبْعًا وَعَشْرَا ، وِتْرًا وَثَمَانِيًا تَتْرَى . قَالَ ثُمّ انْصَرَفْتُ بِهِ . فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي أَبُو فِرَاسِ بْنُ أَبِي سُنْبُلَةَ الْأَسْلَمِيّ ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْهُمْ عَمّنْ كَانَ حَضَرَهَا مِنْهُمْ قَالُوا : فَقَامَتْ إلَيْهِ حِينَ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ فَأَكَبّتْ عَلَيْهِ فَمَا زَالَتْ تُقَبّلُهُ حَتّى مَاتَتْ عِنْدَهُ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام




سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 11:22

[center][color:2a2f=green][size=24][ شِعْرُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ فِي يَوْمِ الْفَتْحِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ <435> :

جَزَى اللّهُ عَنّا مُدْلِجًا حَيْثُ أَصْبَحَتْ

جَزَاءَةَ بُوسَى حَيْثُ سَارَتْ وَحَلّتْ

أَقَامُوا عَلَى أَقْضَاضِنَا يَقْسِمُونَهَا

وَقْدَ نُهِلَتْ فِينَا الرّمَاحُ وَعَلّتْ

فَوَاَللّهِ لَوْلَا دِينُ آلِ مُحَمّدٍ

لَقَدْ هَرَبَتْ مِنْهُمْ خُيُولُ فَشَلّتْ

وَمَا ضَرّهُمْ أَنْ لَا يُعِينُوا كَتِيبَةً

كَرِجْلِ جَرَادٍ أُرْسِلَتْ فَاشْمَعَلّتِ

فَإِمّا يَنْبُوا أَوْ يَثُوبُوا لِأَمْرِهِمْ

فَلَا نَحْنُ نَجْزِيهِمْ بِمَا قَدْ أَضَلّتْ


فَأَجَابَهُ وَهْبٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَقَالَ

دَعَوْنَا إلَى الْإِسْلَامِ وَالْحَقّ عَامِرًا

فَمَا ذَنْبُنَا فِي عَامِرٍ إذْ تَوَلّتْ

وَمَا ذَنْبُنَا فِي عَامِرٍ لَا أَبَا لَهُمْ

لِأَنْ سَفِهَتْ أَحْلَامُهُمْ ثُمّ ضَلّتْ


وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ

لِيَهْنِئْ بَنِي كَعْبٍ مُقَدّمُ خَالِدٍ

وَأَصْحَابِهِ إذْ صَبّحَتْنَا الْكَتَائِبُ

فَلَا تِرَةٌ يَسْعَى بِهَا ابْنُ خُوَيْلِدٍ

وَقَدْ كُنْتَ مَكْفِيّا لَوَ انّكَ غَائِبُ

فَلَا قَوْمُنَا يَنْهَوْنَ عَنّا غُوَاتَهُمْ

وَلَا الدّاءُ مِنْ يَوْمِ الْغُمَيْصَاءِ ذَاهِبُ


[ شِعْرُ غُلَامٍ جَذْمِيّ هَارِبٍ أَمَامَ خَالِدٍ ]

وَقَالَ غُلَامٌ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ وَهُوَ يَسُوقُ بِأُمّهِ وَأُخْتَيْنِ لَهُ وَهُوَ هَارِبٌ بِهِنّ مِنْ جَيْشِ خَالِدٍ

رَخّينَ أَذْيَالَ الْمُرُوطِ وَارْبَعَنْ

مَشْيَ حَيِيّاتٍ كَأَنْ لَمْ يُفْزَعَنْ


إنْ تُمْنَعْ الْيَوْمَ نِسَاءٌ تُمْنَعَنْ

[ ارْتِجَازُ غِلْمَةٍ مَعَ بَنِي جَذِيمَةَ حِينَ سَمِعُوا بِخَالِدِ ]

وَقَالَ غِلْمَةٌ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو مُسَاحِقٍ يَرْتَجِزُونَ حِينَ سَمِعُوا بِخَالِدِ فَقَالَ أَحَدُهُمْ

قَدْ عَلِمَتْ صَفْرَاءُ بَيْضَاءُ الْإِطِلْ

يَحُوزُهَا ذُو ثَلّةٍ وَذُو إبِلْ


لَأُغْنِيَنّ الْيَوْمَ مَا أَغْنَى رَجُلْ

<436> وَقَالَ الْآخَرُ

قَدْ عَلِمَتْ صَفْرَاءُ تُلْهِي الْعِرْسَا

لَا تَمْلَأُ الْحَيْزُومَ مِنْهَا نَهْسَا

لَأَضْرِبَنّ الْيَوْمَ ضَرْبًا وَعْسَا

ضَرْبَ الْمُحِلّينَ مَخَاضًا قُعْسَا


وَقَالَ الْآخَرُ

أَقْسَمْتُ مَا إنْ خَادِرٌ ذُو لِبْدَهْ

شَثْنُ الْبَنَانِ فِي غَدَاةٍ بَرْدَهْ

جَهْمُ الْمُحَيّا ذُو سِبَالٍ وَرْدَهْ

يُرْزِمُ بَيْنَ أَيْكَةٍ وَجَحْدَهْ

ضَارٍ بِتَأْكَالِ الرّجَالِ وَحْدَهْ

بِأَصْدَقَ الْغَدَاةَ مَنّي نَجْدَهْ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام




سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 11:44

[center][color:37dd=green][size=24]مَسِيرُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ لِهَدْمِ الْعُزّى
ثُمّ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إلَى الْعُزّى ، وَكَانَتْ بِنَخْلَةَ وَكَانَتْ بَيْتًا يُعَظّمُهُ هَذَا الْحَيّ مِنْ قُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ وَمُضَرَ كُلّهَا ، وَكَانَتْ سَدَنَتُهَا وَحُجّابُهَا بَنِي شَيْبَانَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ حَلْفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ فَلَمّا سَمِعَ صَاحِبُهَا السّلَمِيّ بِمَسِيرِ خَالِدٍ إلَيْهَا ، عَلّقَ عَلَيْهَا سَيْفَهُ وَأَسْنَدَ فِي الْجَبَلِ الّذِي هِيَ فِيهِ وَهُوَ يَقُولُ <437>

أَيَا عُزّ شُدّي شِدّةً لَا شَوَى لَهَا

عَلَى خَالِدٍ أَلْقِي الْقِنَاعَ وَشَمّرِي

يَا عُزّ إنْ لَمْ تَقْتُلِي الْمَرْءَ خَالِدًا

فَبُوئِي بِإِثْمِ عَاجِلٍ أَوْ تَنَصّرِي


فَلَمّا انْتَهَى إلَيْهَا خَالِدٌ هَدَمَهَا ، ثُمّ رَجَعَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزّهْرِيّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ أَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعْدَ فَتْحِهَا خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يَقْصُرُ الصّلَاةَ قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَ فَتْحُ مَكّةَ لِعَشْرِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ .


غَزْوَةُ حُنَيْنٍ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ بَعْدَ الْفَتْحِ
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَلَمّا سَمِعَتْ هَوَازِنُ بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْهِ مِنْ مَكّةَ ، جَمَعَهَا مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النّصْرِيّ فَاجْتَمَعَ إلَيْهِ مَعَ هَوَازِنَ ثَقِيفٌ كُلّهَا ، وَاجْتَمَعَتْ نَصْرٌ وَجُشَمٌ كُلّهَا ، وَسَعْدُ بْنُ بَكْرٍ ، وَنَاسٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ وَهُمْ قَلِيلٌ وَلَمْ يَشْهَدْهَا مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ إلّا هَؤُلَاءِ وَغَابَ عَنْهَا فَلَمْ يَحْضُرْهَا مِنْ هَوَازِنَ كَعْبٌ وَلَا كِلَابٌ وَلَمْ يَشْهَدْهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ لَهُ اسْمٌ وَفِي بَنِي جُشَمٍ دُرَيْدُ بْنُ الصّمّةِ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ إلّا التّيَمّنَ بِرَأْيِهِ وَمُعْرِفَتَهُ بِالْحَرْبِ وَكَانَ شَيْخًا مُجَرّبًا ، وَفِي ثَقِيفٍ سَيّدَانِ لَهُمْ

( و ) فِي الْأَحْلَافِ قَارِبُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتّبٍ ، وَفِي بَنِي مَالِكٍ ذُو الْخِمَارِ سُبَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ وَأَخُوهُ أَحْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ وَجِمَاعُ أَمْرِ النّاسِ إلَى مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ النّصْرِيّ فَلَمّا أَجْمَعَ السّيْرَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَطّ مَعَ النّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ فَلَمّا نَزَلَ بِأَوْطَاسٍ <438> اجْتَمَعَ إلَيْهِ النّاسُ وَفِيهِمْ دُرَيْدُ بْنُ الصّمّةِ فِي شِجَارٍ لَهُ يُقَادُ بِهِ فَلَمّا نَزَلَ قَالَ بِأَيّ وَادٍ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : بِأَوْطَاسٍ قَالَ نِعْمَ مَجَالُ الْخَيْلِ لَا حَزْنٌ ضِرْسٌ وَلَا سَهْلٌ دَهْسٌ مَا لِي أَسْمَعُ رُغَاءَ الْبَعِيرِ . وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ وَبُكَاءَ الصّغِيرِ وَيُعَارَ الشّاءِ ؟ قَالُوا : سَاقَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ مَعَ النّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ .

قَالَ أَيْنَ مَالِكٌ ؟ قِيلَ هَذَا مَالِكٌ وَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ يَا مَالِكُ إنّك قَدْ أَصْبَحْتَ رَئِيسَ قَوْمِك ، وَإِنّ هَذَا يَوْمٌ كَائِنٌ لَهُ مَا بَعْدَهُ مِنْ الْأَيّامِ مَالِي أَسْمَعُ رُغَاءَ الْبَعِيرِ وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ وَبُكَاءَ الصّغِيرِ وَيُعَارَ الشّاءِ ؟ قَالَ سُقْت مَعَ النّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ قَالَ وَلِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ أَرَدْت أَنْ أَجْعَلَ خَلْفَ كُلّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَهْلَهُ وَمَالَهُ لِيُقَاتِلَ عَنْهُمْ قَالَ فَأَنْقَضَ بِهِ . ثُمّ قَالَ رَاعِي ضَأْنٍ وَاَللّهِ وَهَلْ يَرُدّ الْمُنْهَزِمَ شَيْءٌ ؟ إنّهَا إنْ كَانَتْ لَك لَمْ يَنْفَعْك إلّا رَجُلٌ بِسَيْفِهِ وَرُمْحِهِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْك فُضِحْت فِي أَهْلِك وَمَالِك ، ثُمّ قَالَ مَا فَعَلَتْ كَعْبٌ وَكِلَابٌ ؟ قَالُوا : لَمْ يَشْهَدْهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ ، قَالَ غَابَ الْحَدّ وَالْجِدّ ، وَلَوْ كَانَ يَوْمَ عَلَاءٍ وَرِفْعَةٍ لَمْ تَغِبْ عَنْهُ كَعْبٌ وَلَا كِلَابٌ وَلَوَدِدْتُ أَنّكُمْ فَعَلْتُمْ مَا فَعَلَتْ كَعْبٌ وَكِلَابٌ فَمَنْ شَهِدَهَا مِنْكُمْ ؟ قَالُوا : عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ ، وَعَوْفُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ ذَانِكَ الْجَذَعَانِ مِنْ عَامِرٍ لَا يَنْفَعَانِ وَلَا يَضُرّانِ يَا مَالِكُ إنّك لَمْ تَصْنَعْ بِتَقْدِيمِ <439> الْبَيْضَةِ بَيْضَةِ هَوَازِنَ إلَى نُحُورِ الْخَيْلِ شَيْئًا ، ارْفَعْهُمْ إلَى مُتَمَنّعِ بِلَادِهِمْ وَعُلْيَا قَوْمِهِمْ ثُمّ الْقَ الصّبَاءَ عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ فَإِنْ كَانَتْ لَك لَحِقَ بِك مَنْ وَرَاءَك ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْك أَلْفَاك ذَلِكَ قَدْ أَحْرَزْت أَهْلَك وَمَالَك . قَالَ وَاَللّهِ لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ إنّك قَدْ كَبِرْت وَكَبِرَ عَقْلُك . وَاَللّهِ لَتُطِيعُنّنِي يَا مَعْشَرَ هَوَازِنَ أَوْ لَأَتّكِئَنّ عَلَى هَذَا السّيْفِ حَتّى يَخْرُجَ مِنْ ظَهْرِي . وَكَرِهَ أَنْ يَكُونَ لِدُرَيْدِ بْنِ الصّمّةِ فِيهَا ذِكْرٌ أَوْ رَأْيٌ ؟ فَقَالُوا : أَطَعْنَاك ، فَقَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصّمّةِ : هَذَا يَوْمٌ لَمْ أَشْهَدْهُ وَلَمْ يَفُتْنِي :

يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ

أَخُبّ فِيهَا وَأَضَعْ

أَقُودُ وَطْفَاءَ الزّمَعْ

كَأَنّهَا شَاةٌ صَدَعْ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : أَنْشَدَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ قَوْلَهُ "

يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام




سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 11:46

[center][size=24][color:2201=green][ الْمَلَائِكَةُ وَعُيُونُ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمّ قَالَ مَالِكٌ لِلنّاسِ إذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاكْسِرُوا جُفُونَ سُيُوفِكُمْ ثُمّ شُدّوا شَدّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ . قَالَ . وَحَدّثَنِي أُمَيّةُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَنّهُ حَدّثَ أَنّ مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ بَعَثَ عُيُونًا مِنْ رِجَالِهِ ، فَأَتَوْهُ وَقَدْ تَفَرّقَتْ أَوْصَالُهُمْ فَقَالَ وَيْلَكُمْ مَا شَأْنُكُمْ ؟ فَقَالُوا رَأَيْنَا رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ فَوَاَللّهِ مَا تَمَاسَكْنَا أَنْ . أَصَابَنَا مَا تَرَى ، فَوَاَللّهِ مَا رَدّهُ ذَلِكَ عَنْ وَجْهِهِ أَنْ مَضَى عَلَى مَا يُرِيد

[ بَعْثُ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ عَيْنًا عَلَى هَوَازِنَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَلَمّا سَمِعَ بِهِمْ نَبِيّ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعَثَ إلَيْهِمْ عَبْدَ اللّهِ <440> بْن أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيّ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْخُلَ فِي النّاسِ فَيُقِيمَ فِيهِمْ حَتّى يَعْلَمَ عِلْمَهُمْ ثُمّ يَأْتِيَهُ بِخَبَرِهِمْ . فَانْطَلَقَ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ فَدَخَلَ فِيهِمْ فَأَقَامَ فِيهِمْ حَتّى سَمِعَ وَعَلِمَ مَا قَدْ أَجْمَعُوا لَهُ مِنْ حَرْبِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسَمِعَ مِنْ مَالِكٍ وَأَمْرِ هَوَازِنَ مَا هُمْ عَلَيْهِ ثُمّ أَقْبَلَ حَتّى أَتَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَدَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَقَالَ عُمَرُ كَذَبَ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ . فَقَالَ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ إنْ كَذّبْتنِي فَرُبّمَا كَذّبْت بِالْحَقّ يَا عُمَرُ فَقَدْ كَذّبْتَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنّي . فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُهُ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ كُنْت ضَالّا فَهَدَاك اللّهُ يَا عُمَرُ

[ سَأَلَ الرّسُولُ صَفْوَانَ أَدْرَاعَهُ وَسِلَاحَهُ فَقَبِلَ ]
فَلَمّا أَجْمَعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ السّيْرَ إلَى هَوَازِنَ لِيَلْقَاهُمْ ذُكِرَ لَهُ أَنّ عِنْدَ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيّةَ أَدْرَاعًا لَهُ وَسِلَاحًا فَأَرْسَلَ إلَيْهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ . فَقَالَ يأ أَبَا أُمَيّةَ أَعِرْنَا سِلَاحَك هَذَا نَلْقَ فِيهِ عَدُوّنَا غَدًا ، فَقَالَ صَفْوَانُ أَغَصْبًا يَا مُحَمّدُ ؟ قَالَ بَلْ عَارِيَةٌ وَمَضْمُونَةٌ حَتّى نُؤَدّيَهَا إلَيْك ، قَالَ لَيْسَ بِهَذَا بَأْسٌ فَأَعْطَاهُ مِئَةَ دِرْعٍ بِمَا يَكْفِيهَا مِنْ السّلَاحِ فَزَعَمُوا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَأَلَهُ أَنْ يَكْفِيَهُمْ حَمْلَهَا ، فَفَعَلَ .

[ خُرُوجُ الرّسُولِ بِجَيْشِهِ إلَى هَوَازِنَ ]
قَالَ ثُمّ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَعَهُ أَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ مَكّةَ مَعَ عَشَرَةِ آلَافٍ مِنْ أَصْحَابِهِ الّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ فَفَتَحَ اللّهُ بِهِمْ مَكّةَ ، فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَتّابَ بْنَ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ عَلَى مَكّةَ ، أَمِيرًا عَلَى مَنْ تَخَلّفَ عَنْهُ مِنْ النّاسِ ثُمّ مَضَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى وَجْهِهِ يُرِيدُ لِقَاءَ هَوَازِنَ <441> .

[ قَصِيدَةُ عَبّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ ]

فَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السّلَمِيّ :

أَصَابَتْ الْعَامَ رِعْلًا غُولُ قَوْمِهِمْ

وَسْطَ الْبُيُوتِ وَلَوْنُ الْغُولِ أَلْوَانُ

يَا لَهْفَ أُمّ كِلَابٍ إذْ تُبَيّتُهُمْ

خَيْلُ ابْنِ هَوْذَةَ لَا تُنْهَى وَإِنْسَانُ

لَا تَلْفِظُوهَا وَشُدّوا عَقْدَ ذِمّتِكُمْ

أَنّ ابْنَ عَمّكُمْ سَعْدٌ وَدُهْمَانُ

لَنْ تَرْجِعُوهَا وَإِنْ كَانَتْ مُجَلّلَةً

مَا دَامَ فِي النّعَمِ الْمَأْخُوذِ أَلْبَانُ

شَنْعَاءُ جُلّلَ مِنْ سَوْآتِهَا حَضَنٌ

وَسَالَ ذُو شَوْغَرٍ مِنْهَا وَسُلْوَانُ

لَيْسَتْ بِأَطْيَبَ مِمّا يَشْتَوِي حَذَفٌ

إذْ قَالَ كُلّ شِوَاءِ الْعَيْرِ جُوفَانُ

وَفِي هَوَازِنَ قَوْمٌ غَيْرَ أَنّ بِهِمْ

دَاءَ الْيَمَانِيّ فَإِنْ لَمْ يَغْدِرُوا خَانُوا

فِيهِمْ أَخٌ لَوْ وَفَوْا أَوْ بَرّ عَهْدُهُمْ

وَلَوْ نَهَكْنَاهُمْ بِالطّعْنِ قَدْ لَانُوا

أَبْلِغْ هَوَازِنَ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلَهَا

مِنّي رِسَالَةَ نُصْحٍ فِيهِ تِبْيَانُ

أَنّي أَظُنّ رَسُولَ اللّهِ صَابِحَكُمْ

جَيْشًا لَهُ فِي فَضَاءِ الْأَرْضِ أَرْكَانُ

فِيهِمْ أَخُوكُمْ سُلَيْمٌ غَيْرَ تَارِكِكُمْ

وَالْمُسْلِمُونَ عِبَادَ اللّهِ غَسّانُ

وَفِي عِضَادَتِهِ الْيُمْنَى بَنُو أَسَدٍ

وَالْأَجْرَبَانِ بَنُو عَبْسٍ وَذُبْيَانُ

تَكَادُ تَرْجُفُ مِنْهُ الْأَرْضُ رَهْبَتَهُ

وَفِي مُقَدّمِهِ أَوْسٌ وَعُثْمَانُ


<442> قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : أَوْسٌ وَعُثْمَانُ قَبِيلَا مُزَيْنَةَ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : مِنْ قَوْلِهِ " أَبْلِغْ هَوَازِنَ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلَهَا " إلَى آخِرِهَا ، فِي هَذَا الْيَوْمِ وَمَا قَبْلَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْيَوْمِ وَهُمَا مَفْصُولَتَانِ وَلَكِنّ ابْنَ إسْحَاقَ جَعَلَهُمَا وَاحِدَةً .[/color][/size][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:09

[center][color:2bb2=green][size=24][ أَمْرُ ذَاتِ أَنْوَاطٍ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزّهْرِيّ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدّؤَلِيّ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللّيْثِيّ أَنّ الْحَارِثَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حَدِيثُو عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيّةِ قَالَ فَسِرْنَا مَعَهُ إلَى حُنَيْنٍ ، قَالَ وَكَانَتْ كُفّارُ قُرَيْشٍ وَمَنْ سِوَاهُمْ مِنْ الْعَرَبِ لَهُمْ شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ خَضْرَاءُ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، يَأْتُونَهَا كُلّ سَنَةٍ فَيُعَلّقُونَ أَسْلِحَتَهُمْ عَلَيْهَا ، وَيَذْبَحُونَ عِنْدَهَا ، وَيَعْكُفُونَ عَلَيْهَا يَوْمًا . قَالَ فَرَأَيْنَا وَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سِدْرَةً خَضْرَاءَ عَظِيمَةً قَالَ فَتَنَادَيْنَا مِنْ جَنَبَاتِ الطّرِيقِ يَا رَسُولَ اللّهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ . قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اللّهُ أَكْبَرُ قُلْتُمْ وَاَلّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى : " اجْعَلْ لَنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إنّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إنّهَا السّنَنُ لَتَرْكَبُنّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ

[ لِقَاءُ هَوَازِنَ وَثَبَاتُ الرّسُولِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، <443> قَالَ لَمّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِيَ حُنَيْنٍ انْحَدَرْنَا فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ أَجْوَفَ حَطُوطٍ إنّمَا نَنْحَدِرُ فِيهِ انْحِدَارًا ، قَالَ وَفِي عَمَايَةِ الصّبْحِ وَكَانَ الْقَوْمُ . قَدْ سَبَقُونَا إلَى الْوَادِي ، فَكَمَنُوا لَنَا فِي شِعَابِهِ وَأَحْنَائِهِ وَمَضَايِقِهِ وَقَدْ أَجْمَعُوا وَتَهَيّئُوا وَأَعَدّوا ، فَوَاَللّهِ مَا رَاعَنَا وَنَحْنُ مُنْحَطّونَ إلّا الْكَتَائِبُ قَدْ شَدّوا عَلَيْنَا شَدّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَانْشَمَرَ النّاسُ رَاجِعِينَ لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ . وَانْحَازَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ذَاتَ الْيَمِينِ ثُمّ قَالَ أَيْنَ أَيّهَا النّاسُ ؟ هَلُمّوا إلَيّ ، أَنَا رَسُولُ اللّهِ أَنَا مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ . قَالَ فَلَا شَيْءَ حَمَلَتْ الْإِبِلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَانْطَلَقَ النّاسُ إلّا أَنّهُ قَدْ بَقِيَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَفَرٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ

[ أَسَمَاءُ مَنْ ثَبَتَ مَعَ الرّسُولِ ]
وَفِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْعَبّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُهُ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبّاس ِ وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ . وَأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قُتِلَ يَوْمَئِذٍ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : اسْمُ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ جَعْفَرٌ وَاسْمُ أَبِي سُفْيَانَ الْمُغِيرَةُ وَبَعْضُ النّاسِ يَعُدّ فِيهِمْ قُثَمَ بْنَ الْعَبّاسِ ، وَلَا يَعُدّ ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، قَالَ وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ بِيَدِهِ رَايَةٌ سَوْدَاءُ فِي رَأْسِ رُمْحٍ لَهُ طَوِيلٍ أَمَامَ هَوَازِنَ ، وَهَوَازِنُ خَلْفَهُ إذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ وَإِذَا فَاتَهُ النّاسُ رَفَعَ رُمْحَهُ لِمَنْ وَرَاءَهُ فَاتّبَعُوهُ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:13

[center][color:cc76=green][size=24][ شَمَاتَةُ أَبِي سُفْيَانَ وَغَيْرِهِ بِالْمُسْلِمِينَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَلَمّا انْهَزَمَ النّاسُ وَرَأَى مَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ جُفَاةِ أَهْلِ مَكّةَ الْهَزِيمَةَ تَكَلّمَ رِجَالٌ مِنْهُمْ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ الضّغْنِ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ : لَا تَنْتَهِي هَزِيمَتُهُمْ دُونَ الْبَحْرِ وَإِنّ الْأَزْلَامَ لَمَعَهُ فِي كِنَانَتِهِ . وَصَرَخَ جَبَلَةُ بْنُ الْحَنْبَلِ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : كَلَدَةُ بْنُ الْحَنْبَلِ وَهُوَ <444> مَعَ أَخِيهِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيّةَ مُشْرِكٌ فِي الْمُدّةِ الّتِي جَعَلَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَلَا بَطَلَ السّحْرُ الْيَوْمَ فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ اُسْكُتْ فَضّ اللّهُ فَاكَ فَوَاَللّهِ لَأَنْ يَرُبّنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبّ إلَيّ مِنْ أَنْ يَرُبّنِي رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ

[ شِعْرُ حَسّانَ فِي هِجَاءِ كَلَدَةَ ]

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَهْجُو كَلَدَةَ

رَأَيْتُ سَوَادًا مِنْ بَعِيدٍ فَرَاعَنِي

أَبُو حَنْبَلٍ يَنْزُو عَلَى أُمّ حَنْبَلِ

كَأَنّ الّذِي يَنْزُو بِهِ فَوْقَ بَطْنِهَا

ذِرَاعُ قَلُوصٍ مِنْ نِتَاجِ ابْنِ عِزْهِلِ


أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَذَكَرَ لَنَا أَنّهُ هَجَا بِهِمَا صَفْوَانَ بْنَ أُمَيّةَ ، وَكَانَ أَخَا كَلَدَةَ لِأُمّهِ .

[ عَجْزُ شَيْبَةَ عَنْ قَتْلِ الرّسُولِ وَقَدْ هَمّ بِهِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الدّارِ قُلْت : الْيَوْمَ أُدْرِكُ ثَأْرِي ( مِنْ مُحَمّدٍ ) ، وَكَانَ أَبُوهُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ ، الْيَوْمَ أَقْتُلُ مُحَمّدًا . قَالَ فَأَدَرْتُ بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِأَقْتُلَهُ فَأَقْبَلَ شَيْءٌ حَتّى تَغَشّى فُؤَادِي ، فَلَمْ أُطِقْ ذَاكَ وَعَلِمْت أَنّهُ مَمْنُوعٌ مِنّي .

قَال ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ مَكّةَ ، أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ حِينَ فَصَلَ مِنْ مَكّةَ إلَى حُنَيْنٍ ، وَرَأَى كَثْرَةَ مَنْ مَعَهُ مِنْ جُنُودِ اللّهِ لَنْ نُغْلَبَ الْيَوْمَ مِنْ قِلّة

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَزَعَمَ بَعْضُ النّاسِ أَنّ رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْرٍ قَالَهَا .

[ رُجُوعُ النّاسِ بِنِدَاءِ الْعَبّاسِ وَالِانْتِصَارُ بَعْدَ الْهَزِيمَةِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي الزّهْرِيّ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الْعَبّاسِ عَنْ أَبِيهِ الْعَبّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ قَالَ إنّي لَمَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ آخِذٌ بِحَكَمَةِ <445> بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ قَدْ شَجَرْتُهَا بِهَا ، قَالَ وَكُنْتُ امْرَأً جَسِيمًا شَدِيدَ الصّوْتِ قَالَ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ حِينَ رَأَى مَا رَأَى مِنْ النّاسِ أَيْنَ أَيّهَا النّاسُ ؟ فَلَمْ أَرَ النّاسَ يَلْوُونَ عَلَى شَيْءٍ فَقَالَ يَا عَبّاسُ اُصْرُخْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ : يَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ السّمُرَةِ قَالَ فَأَجَابُوا : لَبّيْكَ لَبّيْكَ قَالَ فَيَذْهَبُ الرّجُلُ لِيُثْنِيَ بَعِيرَهُ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَيَأْخُذُ دِرْعَهُ فَيَقْذِفُهَا فِي عُنُقِهِ وَيَأْخُذُ سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ وَيَقْتَحِمُ عَنْ بَعِيرِهِ وَيُخَلّي سَبِيلَهُ فَيَؤُمّ الصّوْتَ حَتّى يَنْتَهِيَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى إذَا اجْتَمَعَ إلَيْهِ مِنْهُمْ مِئَةٌ اسْتَقْبَلُوا النّاسَ فَاقْتَتَلُوا ، وَكَانَتْ الدّعْوَى أَوّلَ مَا كَانَتْ يَا لَلْأَنْصَارِ . ثُمّ خَلَصَتْ أَخَيْرًا : يَا لَلْخَزْرَجِ . وَكَانُوا صُبْرًا عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَشْرَفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي رَكَائِبِهِ . فَنَظَرَ إلَى مُجْتَلَدِ الْقَوْمِ وَهُمْ يَجْتَلِدُونَ فَقَالَ الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:19

[center][size=24][color:0a15=green][ بَلَاءُ عَلِيّ وَأَنْصَارِيّ فِي هَذِهِ الْحَرْبِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، قَالَ بَيْنَا ذَلِكَ الرّجُلُ مِنْ هَوَازِنَ صَاحِبُ الرّايَةِ عَلَى جَمَلِهِ يَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ إذْ هَوَى لَهُ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْهِ وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُرِيدَانِهِ قَالَ فَيَأْتِيهِ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ خَلْفِهِ فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْ الْجَمَلِ فَوَقَعَ عَلَى عَجُزِهِ وَوَثَبَ الْأَنْصَارِيّ عَلَى الرّجُلِ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَطَنّ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ فَانْجَعَفَ عَنْ رَحْلِهِ قَالَ وَاجْتَلَدَ النّاسُ فَوَاَللّهِ مَا رَجَعَتْ رَاجِعَةُ النّاسِ مِنْ هَزِيمَتِهِمْ حَتّى وَجَدُوا الْأُسَارَى مُكَتّفِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

<446> قَالَ وَالْتَفَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، وَكَانَ مِمّنْ صَبَرَ يَوْمَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَ حَسَنَ الْإِسْلَامِ حِينَ أَسْلَمَ ، وَهُوَ آخِذٌ بِثَفَرِ بَغْلَتِهِ فَقَالَ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ أَنَا ابْنُ أُمّك يَا رَسُولَ اللّهِ .

[ شَأْنُ أُمّ سُلَيْمٍ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْتَفَتَ فَرَأَى أُمّ سُلَيْمٍ بْنَةَ مِلْحَانَ وَكَانَتْ مَعَ زَوْجِهَا أَبِي طَلْحَةَ وَهِيَ حَازِمَةٌ وَسَطَهَا بِبُرْدٍ لَهَا ، وَإِنّهَا لَحَامِلٌ بِعَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَمَعَهَا جَمَلُ أَبِي طَلْحَةَ وَقَدْ خَشِيَتْ أَنْ يَعُزّهَا الْجَمَلُ فَأَدْنَتْ رَأْسَهُ مِنْهَا ، فَأَدْخَلَتْ يَدَهَا فِي خِزَامَتِهِ مَعَ الْخِطَامِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أُمّ سُلَيْمٍ ؟ قُلْت : نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي يَا رَسُولَ اللّهِ اُقْتُلْ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يَنْهَزِمُونَ عَنْك كَمَا تَقْتُلُ الّذِينَ يُقَاتِلُونَك ، فَإِنّهُمْ لِذَلِكَ أَهْلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَوَ يَكْفِي اللّهُ يَا أُمّ سُلَيْمٍ ؟ قَالَ وَمَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَلْحَةَ مَا هَذَا الْخِنْجَرُ مَعَكِ يَا أُمّ سُلَيْمٍ ؟ قَالَتْ خِنْجَرٌ أَخَذْته ، إنْ دَنَا مِنّي أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ <447> بَعَجْته بِهِ قَالَ يَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ أَلَا تَسْمَعُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا تَقُولُ أُمّ سُلَيْمٍ الرّمَيْصَاءُ .

[ شِعْرُ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ فِي هَزِيمَةِ النّاسِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ وَجّهَ إلَى حُنَيْنٍ ، قَدْ ضَمّ بَنِي سُلَيْمٍ الضّحّاكَ بْنَ سُفْيَانَ الْكِلَابِيّ ، فَكَانُوا إلَيْهِ وَمَعَهُ وَلَمّا انْهَزَمَ النّاسُ قَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ يَرْتَجِزُ بِفَرَسِهِ

أَقْدِمْ مُحَاجُ إنّهُ يَوْمٌ نُكُرْ

مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ يَحْمِي وَيَكُرّ

إذَا أُضِيعَ الصّفّ يَوْمًا والدّبُرْ

ثُمّ احْزَأَلّتْ زُمَرٌ بَعْدَ زُمَرْ

كَتَائِبٌ يَكِلّ فِيهِنّ الْبَصَرْ

قَدْ أَطْعَنُ الطّعْنَةَ تَقْذِي بِالسّبُرْ

حِينَ يُذَمّ الْمُسْتَكِينُ الْمُنْجَحِرْ

وَأَطْعَنُ النّجْلَاءَ تَعْوِي وَتَهِرْ

لَهَا مِنْ الْجَوْفِ رَشَاشٌ مُنْهَمِرْ

تَفْهَقُ تَارَاتٍ وَحِينًا تَنْفَجِرْ

وَثَعْلَبُ الْعَامِلِ فِيهَا مُنْكَسِرْ

يَا زَيْدُ يَا بْنَ هَمْهَمٍ أَيْنَ تَفِرّ

قَدْ نَفِدَ الضّرْسُ وَقَدْ طَالَ الْعُمُرْ

قَدْ عَلِمَ الْبِيضُ الطّوِيلَاتُ الْخُمُرْ

أَنّي فِي أَمْثَالِهَا غَيْرُ غَمِرْ

إذْ تُخْرَجُ الْحَاصِنُ مِنْ تَحْتِ السّتُرْ


<448> وَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ أَيْضًا :

أَقْدِمْ مُحَاجُ إنّهَا الْأَسَاوِرَهْ

وَلَا تَغُرّنّكَ رِجْلٌ نَادِرَهْ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَهَذَانِ الْبَيْتَانِ لِغَيْرِ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ فِي غَيْرِ هَذَا الْيَوْمِ

[ شَأْنُ أَبِي قَتَادَةَ وَسَلَبُهُ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، أَنّهُ حُدّثَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيّ قَالَ وَحَدّثَنِي مَنْ لَا أَتّهِمُ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ أَبِي مُحَمّدٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، قَالَا : قَالَ أَبُو قَتَادَةَ : رَأَيْت يَوْمَ حُنَيْنٍ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ مُسْلِمًا وَمُشْرِكًا ، قَالَ وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ يُرِيدُ أَنْ يُعِينَ صَاحِبَهُ الْمُشْرِكَ عَلَى الْمُسْلِمِ . قَالَ فَأَتَيْته ، فَضَرَبْت يَدَهُ فَقَطَعْتُهَا ، وَاعْتَنَقَنِي بِيَدِهِ الْأُخْرَى ، فَوَاَللّهِ مَا أَرْسَلَنِي حَتّى وَجَدْت رِيحَ الدّمِ وَيُرْوَى : رِيحَ الْمَوْتِ فِيمَا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ ، وَكَادَ يَقْتُلُنِي ، فَلَوْلَا أَنّ الدّمَ نَزَفَهُ لَقَتَلَنِي ، فَسَقَطَ فَضَرَبْته فَقَتَلْته ، وَأَجْهَضَنِي عَنْهُ الْقِتَالُ وَمَرّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكّةَ فَسَلَبَهُ فَلَمّا وَضَعَتْ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَفَرَغْنَا مِنْ الْقَوْمِ ، قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُه فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللّهِ وَاَللّهِ لَقَدْ قَتَلْت قَتِيلًا ذَا سَلَبٍ فَأَجْهَضَنِي عَنْهُ الْقِتَالُ فَمَا أَدْرِي مَنْ اسْتَلَبَهُ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكّةَ : صَدَقَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَسَلَبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي ، فَأَرْضِهِ عَنّي مِنْ سَلَبِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ لَا وَاَللّهِ لَا يُرْضِيهِ مِنْهُ تَعْمِدُ إلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللّهِ يُقَاتِلُ عَنْ دِينِ اللّهِ تُقَاسِمُهُ سَلَبَهُ اُرْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ <449> : صَدَقَ اُرْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَهُ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ : فَأَخَذْته مِنْهُ فَبِعْته ، فَاشْتَرَيْت بِثَمَنِهِ مَخْرَفًا ، فَإِنّهُ لَأَوّلُ مَالٍ اعْتَقَدْتُهُ

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي مَنْ لَا أَتّهِمُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ إسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ لَقَدْ اسْتَلَبَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَحْدَهُ عِشْرِينَ رَجُلًا .[/color][/size][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:24

[center][color:9536=green][size=24][ نُصْرَةُ الْمَلَائِكَةِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي أَبِي إسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ ، ( أَنّهُ حُدّثَ ) عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ قَبْلَ هَزِيمَةِ الْقَوْمِ وَالنّاسُ يَقْتَتِلُونَ مِثْلَ الْبِجَادِ الْأَسْوَدِ أَقْبَلَ مِنْ السّمَاءِ حَتّى سَقَطَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ فَنَظَرْت ، فَإِذَا نَمَلٌ أَسْوَدُ مَبْثُوثٌ قَدْ مَلَأَ الْوَادِيَ لَمْ أَشُكّ أَنّهَا الْمَلَائِكَةُ ثُمّ لَمْ يَكُنْ إلّا هَزِيمَةُ الْقَوْمِ .

[ هَزِيمَةُ الْمُشْرِكِينَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَلَمّا هَزَمَ اللّهُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ حُنَيْنٍ ، وَأَمْكَنَ رَسُولَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْهُمْ قَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ

قَدْ غَلَبَتْ خَيْلُ اللّهِ خَيْلَ اللّاتِ

وَاَللّهُ أَحَقّ بِالثّبَاتِ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالرّوَايَةِ لِلشّعْرِ

غَلَبْتِ خَيْلُ اللّهِ خَيْلَ اللّاتِ

وَخَيْلُهُ أَحَقّ بِالثّبَاتِ


قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَلَمّا انْهَزَمَتْ هَوَازِنُ اسْتَحَرّ الْقَتْلُ مِنْ ثَقِيفٍ فِي بَنِي مَالِكٍ فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا تَحْتَ رَايَتِهِمْ فِيهِمْ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ <450> بْنِ حَبِيبٍ وَكَانَتْ رَايَتُهُمْ مَعَ ذِي الْخِمَارِ فَلَمّا قُتِلَ أَخَذَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ ، فَقَاتَلَ بِهَا حَتّى قُتِلَ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَأَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ وَهْبِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ لَمّا بَلَغَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَتْلُهُ قَالَ أَبْعَدَهُ اللّهُ فَإِنّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا .

[ الْغُلَامُ النّصْرَانِيّ الْأَغْرَلُ وَمَا كَادَ يَلْحَقُ ثَقِيفًا بِسَبَبِهِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنّهُ قُتِلَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ غُلَامٌ لَهُ نَصْرَانِيّ أَغْرَلُ قَالَ فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَسْلُبُ قَتْلَى ثَقِيفٍ ، إذْ كَشَفَ الْعَبْدَ يَسْلُبُهُ فَوَجَدَهُ أَغْرَلَ . قَالَ فَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ يَعْلَمُ اللّهُ أَنّ ثَقِيفًا غُرْلٌ . قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ : فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَخَشِيت أَنْ تَذْهَبَ عَنّا فِي الْعَرَبِ ، فَقُلْتُ لَا تَقُلْ ذَاكَ فَدَاك أَبِي وَأُمّي ، إنّمَا هُوَ غُلَامٌ لَنَا نَصْرَانِيّ . قَالَ ثُمّ جَعَلْت أَكْشِفُ لَهُ عَنْ الْقَتْلَى ، وَأَقُولُ لَهُ أَلَا تَرَاهُمْ مُخْتَتَنِينَ كَمَا تَرَى

[ فِرَارُ قَارِبٍ وَقَوْمِهِ وَشِعْرُ ابْنِ مِرْدَاسٍ فِي هِجَائِهِمْ ]

قَالَ ابْنُ أَبِي إسْحَاقَ وَكَانَتْ رَايَةُ الْأَحْلَافِ مَعَ قَارِبِ بْنِ الْأَسْوَدِ ، فَلَمّا انْهَزَمَ النّاسُ أَسْنَدَ رَايَتَهُ إلَى شَجَرَةٍ وَهَرَبَ هُوَ وَبَنُو عَمّهِ وَقَوْمُهُ مِنْ الْأَحْلَافِ ، فَلَمْ يُقْتَلْ مِنْ الْأَحْلَافِ غَيْرُ رَجُلَيْنِ رَجُلٍ مِنْ غِيَرَةَ يُقَالُ لَهُ وَهْبٌ وَآخَرُ مِنْ بَنِي كُبّةَ يُقَال لَهُ الْجُلَاحُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ بَلَغَهُ قَتْلُ الْجُلَاحِ قُتِلَ الْيَوْمَ سَيّدُ شَبَابِ ثَقِيفٍ إلّا مَا كَانَ مِنْ ابْنِ هُنَيْدَةَ يَعْنِي بِابْنِ هُنَيْدَةَ الْحَارِثَ بْنَ أُوَيْسٍ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:25

[center][color:74a6=green][size=24][ قَصِيدَةٌ أُخْرَى لِابْنِ مِرْدَاسٍ ]

فَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السّلَمِيّ يَذْكُرُ قَارِبَ بْنَ الْأَسْوَدِ وَفِرَارَهُ مِنْ بَنِي أَبِيهِ وَذَا الْخِمَارِ وَحَبْسَهُ قَوْمَهُ لِلْمَوْتِ <451> <452> :

أَلَا مِنْ مُبَلّغٍ غَيْلَانَ عَنّي

وَسَوْفَ إخَالُ يَأْتِيهِ الْخَبِيرُ

وَعُرْوَةَ إنّمَا أُهْدِي جَوَابًا

وَقَوْلًا غَيْرَ قَوْلِكُمَا يَسِيرُ

بِأَنّ مُحَمّدًا عَبْدٌ رَسُولٌ

لِرَبّ لَا يَضِلّ وَلَا يَجُورُ

وَجَدْنَاهُ نَبِيّا مِثْلَ مُوسَى

فَكُلّ فَتَى يُخَايِرُهُ مَخِيرُ

وَبِئْسَ الْأَمْرُ أَمْرُ بَنِي قَسِيّ

بِوَجّ إذْ تُقُسّمَتْ الْأُمُورُ

أَضَاعُوا أَمْرَهُمْ وَلِكُلّ قَوْمٍ

أَمِيرٌ وَالدّوَائِرُ قَدْ تَدُورُ

فَجِئْنَا أُسْدَ غَابَاتٍ إلَيْهِمْ

جُنُودُ اللّهِ ضَاحِيَةً تَسِيرُ

يَؤُمّ الْجَمْعَ جَمْعَ بَنِي قَسِيّ

عَلَى حَنَقٍ نَكَادُ لَهُ نَطِيرُ

وَأُقْسِمُ لَوْ هُمْ مَكَثُوا لَسِرْنَا

إلَيْهِمْ بِالْجُنُودِ وَلَمْ يَغُورُوا

فَكُنّا أُسْدَ لِيّةَ ثَمّ حَتّى

أَبَحْنَاهَا وَأُسْلِمَتْ النّصُورُ

وَيَوْمٌ كَانَ قَبْلُ لَدَى حُنَيْنٍ

فَأَقْلَعَ وَالدّمَاءُ بِهِ تَمُورُ

مِنْ الْأَيّامِ لَمْ تَسْمَعْ كَيَوْمٍ

وَلَمْ يَسْمَعْ بِهِ قَوْمٌ ذُكُورُ

قَتَلْنَا فِي الْغُبَارِ بَنِي حُطَيْطٍ

عَلَى رَايَاتِهَا وَالْخَيْلُ زُورُ

وَلَمْ يَكُ ذُو الْخِمَارِ رَئِيسَ قَوْمٍ

لَهُمْ عَقْلٌ يُعَاقِبُ أَوْ مَكِيرُ

أَقَامَ بِهِمْ عَلَى سَنَنِ الْمَنَايَا

وَقَدْ بَانَتْ لِمُبْصِرِهَا الْأُمُورُ

فَأَفْلَتَ مَنْ نَجَا مِنْهُمْ جَرِيضًا

وَقُتّلَ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرُ

وَلَا يُغْنِي الْأُمُورَ أَخُو الْتَوَانِي

وَلَا الْغَلِقُ الصّرَيّرَةُ الْحَصُورُ

أَحَانَهُمُ وَحَانَ وَمَلّكُوهُ

أُمُورَهُمْ وَأَفْلَتَتْ الصّقُورُ

بَنُو عَوْفٍ تَمِيحُ بِهِمْ جِيَادٌ

أُهِينَ لَهَا الْفَصَافِصُ وَالشّعِيرُ

فَلَوْلَا قَارِبٌ وَبَنُو أَبِيهِ

تُقُسّمتَ الْمَزَارِعُ وَالْقُصُورُ

وَلَكِنّ الرّيَاسَةَ عُمّمُوهَا

عَلَى يُمْنٍ أَشَارَ بِهِ الْمُشِيرُ

أَطَاعُوا قَارِبًا وَلَهُمْ جُدُودٌ

وَأَحْلَامٌ إلَى عِزّ تَصِيرُ

فَإِنْ يُهْدَوْا إلَى الْإِسْلَامِ يُلْفَوْا

أُنُوفَ النّاسِ مَا سَمَرَ السّمِيرُ

وَإِنْ لَمْ يُسْلِمُوا فَهُمْ أَذَانٌ

بِحَرْبِ اللّهِ لَيْسَ لَهُمْ نَصِيرُ

كَمَا حَكّتْ بَنِي سَعْدٍ وَحَرْبٌ

بِرَهْطِ بَنِي غَزِيّةَ عَنْقَفِيرُ

كَأَنّ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ

إلَى الْإِسْلَامِ ضَائِنَةٌ تَخُورُ

فَقُلْنَا أَسْلِمُوا إنّا أَخُوكُمْ

وَقَدْ بَرَأَتْ مِنْ الْإِحَنِ الصّدُورُ

كَأَنّ الْقَوْمَ إذْ جَاءُوا إلَيْنَا

مِنْ الْبَغْضَاءِ بَعْد السّلْمِ عُورُ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : غَيْلَانُ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ الثّقَفِيّ ، وَعُرْوَةُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثّقَفِيّ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:28

[center][color:9acb=green][size=24][ مَقْتَلُ دُرَيْدِ بْنِ الصّمّةِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ <453> : وَلَمّا انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ أَتَوْا الطّائِفَ وَمَعَهُمْ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ ، وَعَسْكَرَ بَعْضُهُمْ بِأَوْطَاسٍ ، وَتَوَجّهَ بَعْضُهُمْ نَحْوَ نَخْلَةَ ، وَلَمْ يَكُنْ فِيمَنْ تَوَجّهَ نَحْوَ نَخْلَةَ إلّا بَنُو غِيَرَةَ مِنْ ثَقِيفٍ ، وَتَبِعَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ سَلَكَ فِي نَخْلَةَ مِنْ النّاسِ وَلَمْ تَتْبَعْ مَنْ سَلَكَ الثّنَايَا .

فَأَدْرَكَ رَبِيعَةُ بْنُ رُفَيْعِ بْنِ أُهْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ سَمّالِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الدّغُنّةِ وَهِيَ أُمّهُ فَغَلَبَتْ عَلَى اسْمِهِ وَيُقَالُ ابْنُ لَذْعَةَ فِيمَا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ دُرَيْدَ بْنَ الصّمّةِ فَأَخَذَ بِخِطَامِ جَمَلِهِ وَهُوَ يَظُنّ أَنّهُ امْرَأَةٌ وَذَلِكَ أَنّهُ فِي شِجَارٍ لَهُ فَإِذَا بِرَجُلِ فَأَنَاخَ بِهِ فَإِذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ وَإِذَا هُوَ دُرَيْدُ بْنُ الصّمّةِ وَلَا يَعْرِفُهُ الْغُلَامُ فَقَالَ لَهُ دُرَيْدٌ مَاذَا تُرِيدُ بِي قَالَ أَقْتُلُك .

قَالَ وَمَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَبِيعَةُ بْنُ رُفَيْعٍ السّلَمِيّ ثُمّ ضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ فَلَمْ يُغْنِ شَيْئًا ، فَقَالَ بِئْسَ مَا سَلّحَتْك أُمّك خُذْ سَيْفِي هَذَا مِنْ مُؤَخّرِ الرّحْلِ وَكَانَ الرّحْلُ فِي الشّجَارِ ثُمّ اضْرِبْ بِهِ وَارْفَعْ عَنْ الْعِظَامِ وَاخْفِضْ عَنْ الدّمَاغِ فَإِنّي كُنْت كَذَلِكَ أَضْرِبُ الرّجَالَ ثُمّ إذَا أَتَيْتَ أُمّك فَأَخْبِرْهَا أَنّك قَتَلْت دُرَيْدَ بْنَ الصّمّةِ ، فَرُبّ وَاَللّهِ يَوْمٍ قَدْ مَنَعْتُ فِيهِ نِسَاءَك فَزَعَمَ بَنُو سُلَيْمٍ أَنّ رَبِيعَةَ لَمّا ضَرَبَهُ فَوَقَعَ تَكَشّفَ فَإِذَا عِجَانُهُ وَبُطُونُ فَخِذَيْهِ مِثْلُ الْقِرْطَاسِ مِنْ رُكُوبِ الْخَيْلِ أَعْرَاءً فَلَمّا رَجَعَ رَبِيعَةُ إلَى أُمّهِ أَخْبَرَهَا بِقَتْلِهِ إيّاهُ فَقَالَتْ أَمَا وَاَللّهِ لَقَدْ أَعْتَقَ أُمّهَاتٍ لَك ثَلَاثًا . فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ دُرَيْدٍ فِي قَتْلِ رَبِيعَةَ دُرَيْدًا <454> :

لَعَمْرُكَ مَا خَشِيت عَلَى دُرَيْدٍ

بِبَطْنِ سُمَيْرَةٍ جَيْشَ الْعَنَاقِ

جَزَى عَنْهُ الْإِلَهُ بَنِي سُلَيْمٍ

وَعَقّتْهُمْ بِمَا فَعَلُوا عَقَاقِ

وَأَسْقَانَا إذَا قُدْنَا إلَيْهِمْ

دِمَاءَ خِيَارِهِمْ عِنْدَ التّلَاقِي

فَرُبّ عَظِيمَةٍ دَافَعْتَ عَنْهُمْ

وَقَدْ بَلَغَتْ نَفُوسُهُمْ التّرَاقِي

وَرُبّ كَرِيمَةٍ أَعْتَقْتَ مِنْهُمْ

وَأُخْرَى قَدْ فَكَكْتَ مِنْ الْوَثَاقِ

وَرُبّ مُنَوّهٍ بِكَ مِنْ سُلَيْمٍ

أَجَبْتَ وَقَدْ دَعَاكَ بِلَا رَمَاقِ

فَكَانَ جَزَاؤُنَا مِنْهُمْ عُقُوقًا

وَهَمّا مَاعَ مِنْهُ مُخّ سَاقِي

عَفَتْ آثَارُ خَيْلِك بَعْدَ أَيْنٍ

بِذِي بَقَرٍ إلَى فَيْفِ النّهَاقِ


وَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ دُرَيْدٍ أَيْضًا :

قَالُوا قَتَلْنَا دُرَيْدًا قُلْتُ قَدْ صَدَقُوا

فَظَلّ دَمْعِي عَلَى السّرْبَالِ يَنْحَدِرُ

لَوْلَا الّذِي قَهَرَ الْأَقْوَامَ كُلّهُمْ

رَأَتْ سُلَيْمٌ وَكَعْبٌ كَيْفَ تَأْتَمِرُ

إذَنْ لَصَبّحَهُمْ غِبّا وَظَاهِرَةً

حَيْثُ اسْتَقَرّتْ نَوَاهُمْ جَحْفَلٌ ذَفِرُ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ اسْمُ الّذِي قَتَلَ دُرَيْدًا : عَبْدُ اللّهِ بْنُ قُنَيْعِ بْنِ أُهْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:30

[center][color:791e=green][size=24][ مَقْتَلُ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيّ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي آثَارِ مَنْ تَوَجّهَ قِبَلَ أَوْطَاسٍ أَبَا عَامِرٍ الْأَشْعَرِيّ فَأَدْرَكَ مِنْ النّاسِ بَعْضَ مَنْ انْهَزَمَ فَنَاوَشُوهُ الْقِتَالَ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ بِسَهْمِ فَقُتِلَ فَأَخَذَ الرّايَةَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ، وَهُوَ ابْنُ عَمّهِ <455> فَقَاتَلَهُمْ فَفَتَحَ اللّهُ عَلَى يَدَيْهِ وَهَزَمَهُمْ . فَيَزْعُمُونَ أَنّ سَلَمَةَ بْنَ دُرَيْدٍ هُوَ الّذِي رَمَى أَبَا عَامِرٍ الْأَشْعَرِيّ بِسَهْمِ فَأَصَابَ رُكْبَتَهُ فَقَتَلَهُ فَقَالَ

إنْ تَسْأَلُوا عَنّي فَإِنّي سَلَمَهْ

ابْنُ سَمَادِيرَ لِمَنْ تَوَسّمَهْ


أضْرِبُ بِالسّيْفِ رُءُوسَ الْمُسْلِمَهْ

[ دُعَاءُ الرّسُولِ لِبَنِي رِئَابٍ ]
وَسَمَادِيرُ أُمّهُ .

وَاسْتَحَرّ الْقَتْلُ مِنْ بَنِي نَصْر ٍ فِي بَنِي رِئَابٍ فَزَعَمُوا أَنّ عَبْدَ اللّهِ بْنَ قَيْسٍ وَهُوَ الّذِي يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْعَوْرَاءِ وَهُوَ أَحَدُ بَنِي وَهْبِ بْنِ رِئَاب ٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَلَكَتْ بَنُو رِئَابٍ فَزَعَمُوا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ اللّهُمّ اُجْبُرْ مُصِيبَتَهُمْ .

[ وَصِيّةُ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ لِقَوْمِهِ وَلِقَاءُ الزّبَيْرِ لَهُمْ ]
وَخَرَجَ مَالِكُ بْنُ عَوْف ٍ عِنْدَ الْهَزِيمَةِ فَوَقَفَ فِي فَوَارِسَ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى ؟ ثَنِيّةٍ مِنْ الطّرِيقِ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ قِفُوا حَتّى تَمْضِيَ ضُعَفَاؤُكُمْ وَتَلْحَقَ أُخْرَاكُمْ . فَوَقَفَ هُنَاكَ حَتّى مَضَى مَنْ كَانَ لَحِقَ بِهِمْ مِنْ مُنْهَزِمَةِ النّاسِ فَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْف ٍ فِي ذَلِكَ

وَلَوْلَا كَرّتَانِ عَلَى مُحَاجٍ

لَضَاقَ عَلَى الْعَضَارِيطِ الطّرِيقُ

وَلَوْلَا كَرّ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرٍ

لَدَى النّخَلَاتِ مُنْدَفَعَ الشّدِيقِ

لَآبَتْ جَعْفَرٌ وَبَنُو هِلَالٍ

خَزَايَا مُحْقِبِينَ عَلَى شُقُوقِ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : هَذِهِ الْأَبْيَاتُ لِمَالِكِ بْنِ عَوْفٍ فِي غَيْرِ هَذَا الْيَوْمِ . وَمِمّا يَدُلّك <456> عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ دُرَيْدِ بْنِ الصّمّةِ فِي صَدْرِ هَذَا الْحَدِيثِ مَا فَعَلَتْ كَعْبٌ وَكِلَابٌ ؟

فَقَالُوا لَهُ لَمْ يَشْهَدْهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ . وَجَعْفَرٌ بْنُ كِلَابٍ . وَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْف ٍ فِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ " لَآبَتْ جَعْفَرٌ وَبَنُو هِلَالٍ " .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَبَلَغَنِي أَنّ خَيْلًا طَلَعَتْ وَمَالِكٌ وَأَصْحَابُهُ عَلَى الثّنِيّةِ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ مَاذَا تَرَوْنَ ؟ فَقَالُوا : نَرَى قَوْمًا وَاضِعِي رِمَاحِهِمْ بَيْنَ آذَانِ خَيْلِهِمْ طَوِيلَةً بَوَادّهُمْ فَقَالَ هَؤُلَاءِ بَنُو سُلَيْمٍ ، وَلَا بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ فَلَمّا أَقْبَلُوا سَلَكُوا بَطْنَ الْوَادِي . ثُمّ طَلَعَتْ خَيْلٌ أُخْرَى تَتْبَعُهَا ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ مَاذَا تَرَوْنَ ؟ قَالُوا : نَرَى قَوْمًا عَارِضِي رِمَاحِهِمْ أَغْفَالًا عَلَى خَيْلِهِمْ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ ، وَلَا بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ . فَلَمّا انْتَهَوْا إلَى أَصْلِ الثّنِيّةِ سَلَكُوا طَرِيقَ بَنِي سُلَيْمٍ . ثُمّ طَلَعَ فَارِسٌ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ مَاذَا تَرَوْنَ ؟ قَالُوا : نَرَى فَارِسًا طَوِيلَ الْبَادّ وَاضِعًا رُمْحَهُ عَلَى عَاتِقِهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِمُلَاءَةِ حَمْرَاءَ فَقَالَ هَذَا الزّبَيْرُ بْنُ الْعَوّامِ وَأَحْلِفُ بِاللّاتِ لَيُخَالِطَنّكُمْ فَاثْبُتُوا لَهُ . فَلَمّا انْتَهَى الزّبَيْرُ إلَى أَصْلِ الثّنِيّةِ أَبْصَرَ الْقَوْمَ فَصَمَدَ لَهُمْ فَلَمْ يَزَلْ يُطَاعِنُهُمْ حَتّى أَزَاحَهُمْ عَنْهَا[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:34

[center][color:fca5=green][size=24][ شِعْرُ سَلَمَةَ فِي فِرَارِهِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ دُرَيْدٍ وَهُوَ يَسُوقُ بِامْرَأَتِهِ حَتّى أَعْجَزَهُمْ

نَسّيْتِنِي مَا كُنْتِ غَيْرَ مُصَابَةٍ

وَلَقَدْ عَرَفْتِ غَدَاةَ نَعْفِ الْأَظْرُبِ

أَنّي مَنَعْتُكِ وَالرّكُوبُ مُحَبّبٌ

وَمَشَيْتُ خَلْفَكِ مِثْلَ مَشْيِ الْأَنْكَبِ

إذْ فَرّ كُلّ مُهَذّبٍ ذِي لِمّةٍ

عَنْ أُمّهِ وَخَلِيلِهِ لَمْ يَعْقِبِ


<457>

[ بَقِيّةُ حَدِيثِ مَقْتَلِ أَبِي عَامِرٍ ]

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَحَدّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ وَحَدِيثُهُ أَنّ أَبَا عَامِرٍ الْأَشْعَرِيّ لَقِيَ يَوْمَ أَوْطَاسٍ عَشَرَةَ إخْوَةٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَحَدُهُمْ فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَبُو عَامِرٍ وَهُوَ يَدْعُوهُ إلَى الْإِسْلَامِ وَيَقُولُ اللّهُمّ اشْهَدْ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ أَبُو عَامِرٍ ثُمّ حَمَلَ عَلَيْهِ آخَرُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَبُو عَامِرٍ وَهُوَ يَدْعُوهُ إلَى الْإِسْلَامِ وَيَقُولُ اللّهُمّ اشْهَدْ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ أَبُو عَامِرٍ ثُمّ جَعَلُوا يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ رَجُلًا رَجُلًا ، وَيَحْمِلُ أَبُو عَامِرٍ وَيَقُولُ ذَلِكَ حَتّى قَتَلَ تِسْعَةً وَبَقِيَ الْعَاشِرُ فَحَمَلَ عَلَى أَبِي عَامِرٍ وَحَمَلَ عَلَيْهِ أَبُو عَامِرٍ وَهُوَ يَدْعُوهُ إلَى الْإِسْلَامِ وَيَقُولُ اللّهُمّ اشْهَدْ عَلَيْهِ فَقَالَ الرّجُلُ اللّهُمّ لَا تَشْهَدْ عَلَيّ فَكَفّ عَنْهُ أَبُو عَامِرٍ فَأَفْلَتْ ثُمّ أَسْلَمَ بَعْدُ فَحَسُنَ إسْلَامُهُ . فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا رَآهُ قَالَ هَذَا شَرِيدُ أَبِي عَامِرٍ .

وَرَمَى أَبَا عَامِرٍ أَخَوَانِ الْعَلَاءُ وَأَوْفَى ابْنَا الْحَارِثِ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، فَأَصَابَ أَحَدُهُمَا قَلْبَهُ وَالْآخَرُ رُكْبَتَهُ فَقَتَلَاهُ . وَوَلِيَ النّاسَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَحَمَلَ عَلَيْهِمَا فَقَتَلَهُمَا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ يَرْثِيهِمَا

إنّ الرّزِيّةَ قَتْلُ الْعَلَاءِ

وَأَوْفَى جَمِيعًا وَلَمْ يُسْنَدَا

هُمَا الْقَاتِلَانِ أَبَا عَامِرٍ

وَقَدْ كَانَ ذَا هَبّةٍ أَرْبَدَا

هُمَا تَرَكَاهُ لَدَى مَعْرَكٍ

كَأَنّ عَلَى عِطْفِهِ مُجْسَدَا

فَلَمْ تَرَ فِي النّاسِ مِثْلَيْهِمَا

أَقَلّ عِثَارًا وَأَرْمَى يَدَا


[ نَهْيُ الرّسُولِ عَنْ قَتْلِ الضّعَفَاءِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَرّ <458> يَوْمَئِذٍ بِامْرَأَةِ وَقَدْ قَتَلَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَالنّاسُ . مُتَقَصّفُونَ عَلَيْهَا فَقَالَ مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : امْرَأَةٌ قَتَلَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِبَعْضِ مَنْ مَعَهُ أَدْرِكْ خَالِدًا ، فَقُلْ لَهُ : إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَنْهَاك أَنْ تَقْتُلَ وَلِيدًا أَوْ امْرَأَةً أَوْ عَسِيفًا

[ شَأْنُ بِجَادٍ وَالشّيْمَاءِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ ، وَحَدّثَنِي بَعْضُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ يَوْمَئِذٍ إنْ قَدَرْتُمْ عَلَى بِجَادٍ ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ، فَلَا يُفْلِتَنّكُم ، وَكَانَ قَدْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَلَمّا ظَفِرَ بِهِ الْمُسْلِمُونَ سَاقُوهُ وَأَهْلَهُ وَسَاقُوا مَعَهُ الشّيْمَاءَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى أُخْتَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الرّضَاعَةِ فَعَنُفُوا عَلَيْهَا فِي السّيَاقِ فَقَالَتْ لِلْمُسْلِمِينَ تَعَلَمُوا وَاَللّهِ أَنّي لَأُخْتُ صَاحِبِكُمْ مِنْ الرّضَاعَةِ فَلَمْ يُصَدّقُوهَا حَتّى أَتَوْا بِهَا إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ السّعْدِيّ ، قَالَ فَلَمّا اُنْتُهِيَ بِهَا إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّي أُخْتُك مِنْ الرّضَاعَةِ قَالَ وَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَتْ عَضّةٌ عَضَضْتَنِيهَا فِي ظَهْرِي وَأَنَا مُتَوَرّكَتُك ; قَالَ فَعَرَفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْعَلَامَةَ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ فَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ وَخَيّرَهَا ، وَقَالَ إنْ أَحْبَبْتِ فَعِنْدِي مُحَبّةٌ مُكْرَمَةٌ وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُمَتّعَك وَتَرْجِعِي إلَى قَوْمِك فَعَلْتُ فَقَالَتْ بَلْ تُمَتّعُنِي وَتَرُدّنِي إلَى قَوْمِي .فَمَتّعَهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَرَدّهَا إلَى قَوْمِهَا . فَزَعَمَتْ بَنُو سَعْدٍ أَنّهُ أَعْطَاهَا غُلَامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ مَكْحُولٌ ، وَجَارِيَةً فَزَوّجَتْ أَحَدَهُمَا الْأُخْرَى ، فَلَمْ يَزَلْ فِيهِمْ مِنْ نَسْلِهِمَا بَقِيّةٌ

<459> قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ : لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ . . . إلَى قَوْلِهِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:36

[center][color:c51e=green][size=24][ تَسْمِيَةُ مَنْ اُسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَهَذِهِ تَسْمِيَةُ مَنْ اُسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ . مِنْ قُرَيْشٍ ثُمّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ : أَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ . وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى : يَزِيدُ بْنُ زَمَعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطّلِبِ بْنِ أَسَدٍ ، جَمَحَ بِهِ فَرَسٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ الْجَنَاحُ فَقُتِلَ .

وَمِنْ الْأَنْصَارِ : سُرَاقَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيّ مِنْ بَنِي الْعَجْلَانِ . وَمِنْ الْأَشْعَرِيّينَ أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيّ .

[ جَمْعُ سَبَايَا حُنَيْنٍ ]
ثُمّ جُمِعَتْ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَبَايَا حُنَيْنٍ وَأَمْوَالُهَا ، وَكَانَ عَلَى الْمَغَانِمِ مَسْعُودُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيّ ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالسّبَايَا وَالْأَمْوَالِ إلَى الْجِعْرَانَةِ ، فَحُبِسَتْ بِهَا .

[ شِعْرُ بُجَيْرٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ ]

وَقَالُ بُجَيْرُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ :

لَوْلَا الْإِلَهُ وَعَبْدُهُ وَلّيْتُمْ

حِينَ اسْتَخَفّ الرّعْبُ كُلّ جَبَانِ

بِالْجِزْعِ يَوْمَ حَبَا لَنَا أَقْرَانُنَا

وَسَوَابِحٌ يَكْبُونَ لِلْأَذْقَانِ

مِنْ بَيْنِ سَاعٍ ثَوْبُهُ فِي كَفّهِ

وَمُقَطّرٍ بِسَنَابِكِ وَلَبَانِ

وَاَللّهُ أَكْرَمَنَا وَأَظْهَرَ دِينَنَا

وَأَعَزّنَا بِعِبَادَةِ الرّحْمَنِ

وَاَللّهُ أَهْلَكَهُمْ وَفَرّقَ جَمْعَهُمْ

وَأَذَلّهُمْ بِعِبَادَةِ الشّيْطَانِ


<460> قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيَرْوِي فِيهَا بَعْضُ الرّوَاةِ

إذْ قَامَ عَمّ نَبِيّكُمْ وَوَلِيّهُ

يَدْعُونَ يَا لَكَتِيبَةِ الْإِيمَانِ

أَيْنَ الّذِينَ هُمْ أَجَابُوا رَبّهُمْ

يَوْمَ الْعُرَيْضِ وَبَيْعَةِ الرّضْوَانِ


[ شِعْرٌ لِعَبّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ :

إنّي وَالسّوَابِحَ يَوْمَ جَمْعٍ

وَمَا يَتْلُو الرّسُولُ مِنْ الْكِتَابِ

لَقَدْ أَحْبَبْتُ مَا لَقِيَتْ ثَقِيفٌ

بِجَنْبِ الشّعْبِ أَمْسِ مِنْ الْعَذَابِ

هُمْ رَأْسُ الْعَدُوّ مِنْ اهْلِ نَجْدٍ

فَقَتْلُهُمْ أَلَذّ مْنَ الشّرَابِ

هَزَمْنَا الْجَمْعَ جَمْعَ بَنِي قَسِيّ

وَحَكّتْ بَرْكَهَا بِبَنِي رِئَابِ

وَصِرْمًا مِنْ هِلَالٍ غَادَرَتْهُمْ

بِأَوْطَاسٍ تُعَفّرُ بِالتّرَابِ

وَلَوْ لَاقَيْنَ جَمْعَ بَنِي كِلَابٍ

لَقَامَ نِسَاؤُهُمْ وَالنّقْعُ كَابِي

رَكَضْنَا الْخَيْلَ فِيهِمْ بَيْنَ بُسّ

إلَى الْأَوْرَالِ تَنْحِطُ بِالنّهَابِ

بِذِي لَجَبٍ رَسُولُ اللّهِ فِيهِمْ

كَتِيبَتُهُ تَعَرّضُ لِلضّرَابِ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : قَوْلُهُ " تُعَفّرُ بِالتّرَابِ " : عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:37

[center][color:dc72=green][size=24][ شِعْرُ ابْنِ عُفَيّفٍ فِي الرّدّ عَلَى ابْنِ مِرْدَاسٍ ]

فَأَجَابَهُ عَطِيّةُ بْنُ عُفَيّفٍ النّصْرِيّ فِيمَا حَدّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ ، فَقَالَ <461> :

أَفَاخِرَةٌ رِفَاعَةُ فِي حُنَيْنٍ

وَعَبّاسُ بْنُ رَاضِعَةِ اللّجَابِ

فَانّكَ وَالْفِجَارَ كَذَاتِ مِرْطٍ

لِرَبّتِهَا وَتَرْفُلُ فِي الْإِهَابِ


قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : قَالَ عَطِيّةُ بْنُ عُفَيّفٍ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ لَمّا أَكْثَرَ عَبّاسٌ عَلَى هَوَازِنَ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ . وَرِفَاعَةُ مِنْ جُهَيْنَةَ .

[ شِعْرٌ آخَرُ لِعَبّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا :

يَا خَاتَمُ النّبَآءِ إنّكَ مُرْسَلٌ

بِالْحَقّ كُلّ ، هُدَى السّبِيلِ هُدَاكَا

إنّ الْإِلَهَ بَنَى عَلَيْك مَحَبّةً

فِي خَلْقِهِ وَمُحَمّدًا سَمّاكَا

ثُمّ الّذِينَ وَفَوْا بِمَا عَاهَدْتَهُمْ

جُنْدٌ بَعَثْتَ عَلَيْهِمْ الضّحّاكَا

رَجُلًا بِهِ ذَرَبُ السّلَاحِ كَأَنّهُ

لَمّا تَكَنّفَهُ الْعَدُوّ يَرَاكَا

يَغْشَى ذَوِي النّسَبِ الْقَرِيبِ وَإِنّمَا

يَبْغِي رِضَا الرّحْمَنِ ثُمّ رِضَاكَا

أُنْبِيكَ أَنّي قَدْ رَأَيْتُ مَكَرّهُ

تَحْتَ الْعَجَاجَةِ يَدْمَغُ الْإِشْرَاكَا

طَوْرًا يُعَانِقُ بِالْيَدَيْنِ وَتَارَةً

يَفْرِي الْجَمَاجِمَ صَارِمًا بَتّاكَا

يَغْشَى بِهِ هَامَ الْكُمَاةِ وَلَوْ تَرَى

مِنْهُ الّذِي عَايَنْتُ كَانَ شِفَاكَا

وَبَنُو سُلَيْمٍ مُعْنِقُونَ أَمَامَهُ

ضَرْبًا وَطَعْنًا فِي الْعَدُوّ دِرَاكًا

يَمْشُونَ تَحْتَ لِوَائِهِ وَكَأَنّهُمْ

أُسْدُ الْعَرِينِ أَرَدْنَ ثَمّ عِرَاكَا

مَا يَرْتَجُونَ مِنْ الْقَرِيبِ قَرَابَةً

إلّا لِطَاعَةِ رَبّهِمْ وَهَوَاكَا

هَذِي مَشَاهِدُنَا الّتِي كَانَتْ لَنَا

مَعْرُوفَةً وَوَلِيّنَا مَوْلَاكَا


وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا <462> :

إمّا تَرَيْ يَا أُمّ فَرْوَةَ خَيْلَنَا

مِنْهَا مُعَطّلَةٌ تُقَادُ وظُلّعُ

أَوْهَى مُقَارَعَةُ الْأَعَادِي دَمّهَا

فِيهَا نَوَافِذُ مِنْ جِرَاحٍ تَنْبَعُ

فَلَرُبّ قَائِلَةٍ كَفَاهَا وَقْعُنَا

أَزْمَ الْحُرُوبِ فَسِرْبُهَا لَا يُفْزَعُ

لَا وَفْدَ كَالْوَفْدِ الْأُلَى عَقَدُوا لَنَا

سَبَبًا بِحَبْلِ مُحَمّدٍ لَا يُقْطَعُ

وَفْدٌ أَبُو قَطَنٍ حُزَابَةُ مِنْهُمْ

وَ أَبُو الْغُيُوثِ وَوَاسِعٌ وَالْمِقْنَعُ

وَالْقَائِدُ الْمِئَةُ الّتِي وَفّى بِهَا

تِسْعَ الْمِئِينَ فَتَمّ أَلْفٌ أَقْرَعُ

جَمَعَتْ بَنُو عَوْفٍ وَرَهْطُ مُخَاشِنٍ

سِتّا وَأَحْلُبُ مِنْ خُفَافٍ أَرْبَعُ

فَهُنَاكَ إذْ نُصِرَ النّبِيّ بِأَلْفِنَا

عَقَدَ النّبِيّ لَنَا لِوَاءً يَلْمَعُ

ر فُزْنَا بِرَايَتِهِ وَأَوْرَثَ عَقْدُهُ

مَجْدَ الْحَيَاةِ وسُودَدًا لَا يُنْزَعُ

وَغَدَاةَ نَحْنُ مَعَ النّبِيّ جَنَاحُهُ

بِبِطَاحِ مَكّةَ وَالْقَنَا يَتَهَزّعُ

كَانَتْ إجَابَتُنَا لِدَاعِي رَبّنَا

بِالْحَقّ مِنّا حَاسِرٌ وَمُقَنّعُ

فِي كُلّ سَابِغَةٍ تَخَيّرَ سَرْدَهَا

دَاوُدُ إذْ نَسَجَ الْحَدِيدَ وَتُبّعُ

وَلَنَا عَلَى بِئْرَيْ حُنَيْنٍ مَوْكِبٌ

دَمَغَ النّفَاقَ وَهَضْبَةٌ مَا تُقْلَعُ

نُصِرَ النّبِيّ بِنَا وَكُنّا

مَعْشَرًا فِي كُلّ نَائِبَةٍ نَضُرّ وَنَنْفَعُ

ذُدْنَا غَدَاتَئِذٍ هَوَازِنَ بِالْقَنَا

وَالْخَيْلُ يَغْمُرُهَا عَجَاجٌ يَسْطَعُ

إذْ خَافَ حَدّهُمْ النّبِيّ وَأَسْنَدُوا

جَمْعًا تَكَادُ الشّمْسُ مِنْهُ تَخْشَعُ

تُدْعَى بَنُو جُشَمٍ وَتُدْعَى وَسْطَهُ

أَفْنَاءُ نَصْرٍ وَالْأَسِنّةُ شُرّعُ

حَتّى إذَا قَالَ الرّسُولُ مُحَمّدٌ

أَبَنِي سُلَيْمٍ قَدْ وَفَيْتُمْ فَارْفَعُوا

رُحْنَا وَلَوْلَا نَحْنُ أَجْحَفَ بَأْسُهُمْ

بِالْمُؤْمِنِينَ وَأَحْرَزُوا ماَ جَمّعُوا[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:39

[center][color:bc71=green][size=24]463> وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ :

عَفَا مِجْدَلٌ مِنْ أَهْلِهِ فَمُتَالِعُ

فَمِطْلَا أَرِيكٍ قَدْ خَلَا فَالْمَصَانِعُ

دِيَارٌ لَنَا يَا جُمْلُ إذْ جُلّ عَيْشِنَا

رَخِيّ وَصَرْفُ الدّارِ لِلْحَيّ جَامِعُ

حُبَيّبَةٌ أَلْوَتْ بِهَا غُرْبَةُ النّوَى

لِبَيْنِ فَهَلْ مَاضٍ مِنْ الْعَيْشِ رَاجِعُ

فَإِنْ تَبْتَغِي الْكُفّارَ غَيْرَ مَلُومَةٍ

فَإِنّي وَزِيرٌ لِلنّبِيّ وَتَابِعُ

دَعَانَا إلَيْهِمْ خَيْرُ وَفْدٍ عَلِمْتُهُمْ

خُزَيمَةُ وَالْمَرّارُ مِنْهُمْ وَوَاسِعُ

فَجِئْنَا بِأَلْفِ مِنْ سُلَيْمٍ عَلَيْهِمْ

لَبُوسٌ لَهُمْ مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ رَائِعُ

نُبَايِعُهُ بِالْأَخْشَبَيْنِ وَإِنّمَا

يَدَ اللّهِ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ نُبَايِعُ

فَجُسْنَا مَعَ الْمَهْدِيّ مَكّةَ عَنْوَةً

بِأَسْيَافِنَا وَالنّقْعُ كَابٍ وَسَاطِعُ

عَدَنِيّةً وَالْخَيْلُ يَغْشَى مُتُونَهَا

حَمِيمٌ وَآنٍ مِنْ دَمِ الْجَوْفِ نَاقِعُ

وَيَوْمَ حُنَيْنٍ حِينَ سَارَتْ هَوَازِنُ

إلَيْنَا وَضَاقَتْ بِالنّفُوسِ الْأَضَالِعُ

صَبَرْنَا مَعَ الضّحّاكِ لَا يَسْتَفِزّنَا

قِرَاعُ الْأَعَادِي مِنْهُمْ وَالْوَقَائِعُ

أَمَامَ رَسُولِ اللّهِ يَخْفِقُ فَوْقَنَا

لِوَاءٌ كَخُذْرُوفِ السّحَابَةِ لَامِعُ

عَشِيّةَ ضَحّاكُ بْنُ سُفْيَانَ مُعْتَصٍ

بِسَيْفِ رَسُولِ اللّهِ وَالْمَوْتُ كَانِعُ

نَذُودُ أَخَانَا عَنْ أَخِينَا وَلَوْ نَرَى

مَصَالًا لَكُنّا الْأَقْرَبِينَ نُتَابِعُ

وَلَكِنّ دِينَ اللّهِ دِينُ مُحَمّدٍ

رَضِينَا بِهِ فِيهِ الْهُدَى وَالشّرَائِعُ

أَقَامَ بِهِ بَعْدَ الضّلَالَةِ أَمْرَنَا

وَلَيْسَ لِأَمْرٍ حَمّهُ اللّهُ دَافِعُ


<464>

وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ <465> :

تَقَطّعَ بَاقِي وَصْلِ أُمّ مُؤَمّلٍ

بِعَاقِبَةِ وَاسْتَبْدَلَتْ نِيّةً خُلْفَا

وَقَدْ حَلَفَتْ بِاَللّهِ لَا تَقْطَعُ الْقُوَى

فَمَا صَدَقَتْ فِيهِ وَلَا بَرّتْ الْحَلْفَا

خُفَافِيّةٌ بَطْنُ الْعَقِيقِ مَصِيفُهَا

وَتَحْتَلّ فِي الْبَادِينَ وَجْرَةَ فَالْعُرْفَا

فَإِنْ تَتْبَعْ الْكُفّارَ أُمّ مُؤَمّلٍ

فَقَدْ زَوّدَتْ قَلْبِي عَلَى نَأْيِهَا شَغْفَا

وَسَوْفَ يُنَبّيهَا الْخَبِيرُ بِأَنّنَا

أَبَيْنَا وَلَمْ نَطْلُبْ سِوَى رَبّنَا حِلْفَا

وَأَنّا مَعَ الْهَادِي النّبِيّ مُحَمّدٍ

وَفَيْنَا وَلَمْ يَسْتَوْفِهَا مَعْشَرٌ أَلْفَا

بِفِتْيَانِ صِدْقٍ مِنْ سُلَيْمٍ أَعِزّةٍ

أَطَاعُوا فَمَا يَعْصُونَ مِنْ أَمْرِهِ حَرْفَا

خُفَافٌ وذَكْوَانٌ وَعَوْفٌ تَخَالُهُمْ

مَصَاعِبَ زَافَتْ فِي طَرُوقَتِهَا كُلْفَا

كَأَنّ النّسِيجَ الشُهْبَ وَالْبِيضَ مُلْبَسٌ

أُسُودًا تَلَاقَتْ فِي مَرَاصِدِهَا غُضْفَا

بِنَا عَزّ دِينُ اللّهِ غَيْرَ تَنَحّلٍ

وَزِدْنَا عَلَى الْحَيّ الّذِي مَعَهُ ضِعْفَا

بِمَكّةَ إذْ جِئْنَا كَأَنّ لِوَاءَنَا

عُقَابٌ أَرَادَتْ بَعْدَ تَحْلِيقِهَا خَطْفَا

عَلَى شُخّصِ الْأَبْصَارِ تَحْسِبُ بَيْنَهَا

إذَا هِيَ جَالَتْ فِي مَرَاوِدِهَا عَزْفَا

غَدَاةَ وَطِئْنَا الْمُشْرِكِينَ وَلَمْ نَجِدْ

لِأَمْرِ رَسُولِ اللّهِ عَدْلًا وَلَا صَرْفَا

بِمُعْتَرَكٍ لَا يَسْمَعُ الْقَوْمُ وَسْطَهُ

لَنَا زَجْمَةٌ إلّا التّذَامُرَ وَالنّقْفَا

بِبِيضٍ نُطِيرُ الْهَامَ عَنْ مُسْتَقَرّهَا

وَنَقْطِفُ أَعْنَاقَ الْكُمَاةِ بِهَا قَطْفَا

فَكَائِنْ تَرَكْنَا مِنْ قَتِيلٍ مُلَحّبٍ

وَأَرْمَلَةٍ تَدْعُو عَلَى بَعْلِهَا لَهْفَا

رِضَا اللّهِ نَنْوِي لَا رِضَا النّاسِ نَبْتَغِي

وَلِلّهِ مَا يَبْدُو جَمِيعًا وَمَا يَخْفَى[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:41

[center][color:dcc1=green][size=24]<466> وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاس ٍ أَيْضًا :

مَا بَالُ عَيْنِكَ فِيهَا عَائِرٌ سَهِرٌ

مِثْلُ الْحَمَاطَةِ أَغْضَى فَوْقَهَا الشّفُرُ

عَيْنٌ تَأَوّبَهَا مِنْ شَجْوِهَا أَرَقٌ

فَالْمَاءُ يَغْمُرُهَا طَوْرًا وَيَنْحَدِرُ

كَأَنّهُ نَظْمُ دُرّ عِنْدَ نَاظِمَةٍ

تَقَطّعُ السّلْكُ مِنْهُ فَهُوَ مُئْتَثِرُ

يَا بُعْدَ مَنْزِلِ مَنْ تَرْجُو مَوَدّتَهُ

وَمَنْ أَتَى دُونَهُ الصّمّانُ فَالْحَفَرُ

دَعْ مَا تَقَدّمَ مِنْ عَهْدِ الشّبَابِ فَقَدْ

وَلّى الشّبَابُ وَزَارَ الشّيْبُ وَالزّعَرُ

وَاذْكُرْ بَلَاءَ سُلَيْمٍ فِي مَوَاطِنِهَا

وَفِي سُلَيْمٍ لِأَهْلِ الْفَخْرِ مُفْتَخَرُ

قَوْمٌ هُمْ نَصَرُوا الرّحْمَنَ وَاتّبَعُوا

دِينَ الرّسُولِ وَأَمْرُ النّاسِ مُشْتَجِرُ

لَا يَغْرِسُونَ فَسِيلَ النّخْلِ وَسْطَهُمْ

وَلَا تَخَاوَرُ فِي مَشْتَاهُمْ الْبَقَرُ

إلّا سَوَابِحَ كَالْعِقْبَانِ مَقْرَبَةً

فِي دَارَةٍ حَوْلَهَا الْأَخْطَارُ وَالْعَكَرُ

تُدْعَى خُفَافٌ وَعَوْفٌ فِي جَوَانِبِهَا

وَحَيّ ذَكْوَانَ لَا مِيلٌ وَلَا ضُجُرُ

الضّارِبُونَ جُنُودَ الشّرْكِ ضَاحِيَةً

بِبَطْنِ مَكّةَ وَالْأَرْوَاحُ تَبْتَدِرُ

حَتّى دَفَعْنَا وَقَتْلَاهُمْ كَأَنّهُمْ

نَخْلٌ بِظَاهِرَةِ الْبَطْحَاءِ مُنْقَعِرُ

وَنَحْنُ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ مَشْهَدُنَا

لِلدّينِ عِزّا وَعِنْدَ اللّهِ مُدّخَرُ

إذْ نَرْكَبُ الْمَوْتَ مُخْضَرّا بَطَائِنُهُ

وَالْخَيْلُ يَنْجَابُ عَنْهَا سَاطِعٌ كَدِرُ

تَحْتَ اللّوَاءِ مَعَ الضّحّاكِ يَقْدُمُنَا

كَمَا مَشَى اللّيْثُ فِي غَابَاتِهِ الْخَدِرُ

فِي مَأْزِقٍ مِنْ مَجَرّ الْحَرْبِ كَلْكَلُهَا

تَكَادُ تَأْفِلُ مِنْهُ الشّمْسُ وَالْقَمَرُ

وَقَدْ صَبَرْنَا بِأَوْطَاسٍ أَسِنّتَنَا

لِلّهِ نَنْصُرُ مَنْ شِئْنَا وَنَنْتَصِرُ

حَتّى تَأَوّبَ أَقْوَامٌ مَنَازِلَهُمْ

لَوْلَا الْمَلِيكُ وَلَوْلَا نَحْنُ مَا صَدَرُوا

فَمَا تَرَى مَعْشَرًا قَلّوا وَلَا كَثُرُوا

إلّا قَدَ اصْبَحَ مِنّا فِيهِمْ أَثَرُ


<464>

<468> وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا :

يَأَيّهَا الرّجُلُ الّذِي تَهْوِي بِهِ

وَجْنَاءُ مُجْمَرَةُ الْمَنَاسِمِ عِرْمِسُ

إمّا أَتَيْتَ عَلَى النّبِيّ فَقُلْ لَهُ

حَقّا عَلْيَكَ إذَا اطْمَأَنّ الْمَجْلِسُ

يَا خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطِيّ وَمَنْ مَشَى

فَوْقَ التّرَابِ إذَا تُعَدّ الْأَنْفُسُ

إنّا وَفَيْنَا بِاَلّذِي عَاهَدْتَنَا

وَالْخَيْلُ تُقْدَعُ بِالْكُمَاةِ وَتُضْرَسُ

إذَا سَالَ مِنْ أَفْنَاءِ بُهْثَةَ كُلّهَا

جَمْعٌ تَظَلّ بِهِ الْمَخَارِمُ تَرْجُسُ

حَتّى صَبَحْنَا أَهْلَ مَكّةَ فَيْلَقًا

شَهْبَاءَ يَقْدُمُهَا الْهُمَامُ الْأَشْوَسُ

مِنْ كُلّ أَغْلَبَ مِنْ سُلَيْمٍ فَوْقَهُ

بَيْضَاءُ مُحْكَمَةُ الدّخَالِ وَقَوْنَسُ

يُرْوِي الْقَنَاةَ إذَا تَجَاسَرَ فِي الْوَغَى

وَتَخَالُهُ أَسَدًا إذَا مَا يَعْبِسُ

يَغْشَى الْكَتِيبَةَ مُعْلِمًا وَبِكَفّهِ

عَضْبٌ يَقُدّ بِهِ وَلَدْنٌ مِدْعَسُ

وَعَلَى حُنَيْنٍ قَدْ وَفَى مِنْ جَمْعِنَا

أَلْفٌ أُمِدّ بِهِ الرّسُولُ عَرَنْدَسُ

كَانُوا أَمَامَ الْمُؤْمِنِينَ دَرِيئَةً

وَالشّمْسُ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِمْ أَشْمُسُ

نَمْضِي وَيَحْرُسُنَا الْإِلَهُ بِحِفْظِهِ

وَاَللّهُ لَيْسَ بِضَائِعِ مَنْ يَحْرُسُ

وَلَقَدْ حُبِسْنَا بِالْمَنَاقِبِ مَحْبِسًا

رَضِىَ الْإِلَهُ بِهِ فَنِعْمَ الْمَحْبِسُ

وَغَدَاةَ أَوْطَاسٍ شَدَدْنَا شَدّةً

كَفَتْ الْعَدُوّ وَقِيلَ مِنْهَا : يَا احْبِسُوا

تَدْعُو هَوَازِنُ بِالْإِخَاوَةِ بَيْنَنَا

ثَدْيٌ تَمُدّ بِهِ هَوَازِنُ أَيْبَسُ

حَتّى تَرَكْنَا جَمْعَهُمْ وَكَأَنّهُ

عَيْرٌ تَعَاقَبَهُ السّبَاعُ مُفَرّسُ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : أَنْشَدَنِي خَلَفٌ الْأَحْمَرُ قَوْلَهُ " وَقِيلَ مِنْهَا يَا احْبِسُوا .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:50

[center][color:6a11=green][size=24]<469> قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا :

نَصَرْنَا رَسُولَ اللّهِ مِنْ غَضَبٍ لَهُ

بِأَلْفِ كَمِيّ لَا تُعَدّ حَوَاسِرُهْ

حَمَلْنَا لَهُ فِي عَامِلِ الرّمْحِ رَايَةً

يَذُودُ بِهَا فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ نَاصِرُهْ

وَنَحْنُ خَضَبْنَاهَا دَمًا فَهْوَ لَوْنُهَا

غَدَاةَ حُنَيْنٍ يَوْمَ صَفْوَانُ شَاجِرُهْ

وَكُنّا عَلَى الْإِسْلَامِ مَيْمَنَةً لَهُ

وَكَانَ لَنَا عَقْدُ اللّوَاءِ وَشَاهِرُهْ

وَكُنّا لَهُ دُونَ الْجُنُودِ بِطَانَةً

يُشَاوِرُنَا فِي أَمْرِهِ وَنُشَاوِرُهْ

دَعَانَا فَسَمّانَا الشّعَارَ مُقَدّمًا

وَكُنّا لَهُ عَوْنًا عَلَى مَنْ يُنَاكِرُهْ

جَزَى اللّهُ خَيْرًا مِنْ نَبِيّ مُحَمّدًا

وَأَيّدَهُ بِالنّصْرِ وَاَللّهُ نَاصِرُهْ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : أَنْشَدَنِي مِنْ قَوْلِهِ " وَكُنّا عَلَى الْإِسْلَامِ " إلَى آخِرِهَا ، بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ وَلَمْ يَعْرِفْ الْبَيْتَ الّذِي أَوّلُهُ " حَمَلْنَا لَهُ فِي عَامِلِ الرّمْحِ رَايَةً " وَأَنْشَدَنِي بَعْدَ قَوْلِهِ " وَكَانَ لَنَا عَقْدُ اللّوَاءِ وَشَاهِرُهْ " ، " وَنَحْنُ خَضَبْنَاهُ دَمًا فَهُوَ لَوْنُهُ " . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا :

مَنْ مُبْلِغُ الْأَقْوَامِ أَنّ مُحَمّدًا

رَسُولَ الْإِلَهِ رَاشِدٌ حَيْثُ يَمّمَا

دَعَا رَبّهُ وَاسْتَنْصَرَ اللّهَ وَحْدَهُ

فَأَصْبَحَ قَدْ وَفّى إلَيْهِ وَأَنْعَمَا

سَرَيْنَا وَوَاعَدْنَا قُدَيْدًا مُحَمّدًا

يَؤُمّ بِنَا أَمْرًا مِنْ اللّهِ مُحْكَمَا

تَمَارَوْا بِنَا فِي الْفَجْرِ حَتّى تَبَيّنُوا

مَعَ الْفَجْرِ فِتْيَانًا وَغَابًا مُقَوّمًا

عَلَى الْخَيْلِ مَشْدُودًا عَلَيْنَا دُرُوعُنَا

وَرَجْلًا كَدُفّاعِ الْأَتِيّ عَرَمْرَمَا

فَإِنّ سَرَاةَ الْحَيّ إنْ كُنْتَ سَائِلًا

سُلَيْمٌ وَفِيهِمْ مِنْهُمْ مَنْ تَسَلّمَا

وَجُنْدٌ مِنْ الْأَنْصَارِ لَا يَخْذُلُونَهُ

أَطَاعُوا فَمَا يَعْصُونَهُ مَا تَكَلّمَا

فَإِنْ تَكُ قَدْ أَمّرْتَ فِي الْقَوْمِ خَالِدًا

وَقَدّمْتَهُ فَإِنّهُ قَدْ تَقَدّمَا

بِجُنْدٍ هَدَاهُ اللّهُ أَنْتَ أَمِيرُهُ

تُصِيبُ بِهِ فِي الْحَقّ مَنْ كَانَ أَظْلَمَا

حَلَفْتُ يَمِينًا بَرّةً لِمُحَمّدٍ

فَأَكْمَلْتُهَا أَلْفًا مِنْ الْخَيْلِ مُلْجَمَا

وَقَالَ نَبِيّ الْمُؤْمِنِينَ تَقَدّمُوا

وَحُبّ إلَيْنَا أَنْ نَكُونَ الْمُقَدّمَا

وَبِتْنَا بِنَهْيِ الْمُسْتَدِيرِ وَلَمْ يَكُنْ

بِنَا الْخَوْفُ إلّا رَغْبَةً وَ تَحَزّمَا

أَطَعْنَاكَ حَتّى أَسْلَمَ النّاسُ كُلّهُمْ

وَحَتّى صَبَحْنَا الْجَمْعَ أَهْلَ يَلَمْلَمَا

يَضِلّ الْحِصَانُ الْأَبْلَقُ الْوَرْدُ وَسْطَهُ

وَلَا يَطْمَئِنّ الشّيْخُ حَتّى يُسَوّمَا

سَمَوْنَا لَهُمْ وِرْدَ الْقَطَا زَفّهُ

ضُحَى وَكُلّ تَرَاهُ عَنْ أَخِيهِ قَدَ احْجَمَا

لَدُنْ غُدْوَةً حَتّى تَرَكْنَا عَشِيّةً

حُنَيْنًا وَقَدْ سَالَتْ دَوَافِعُهُ دَمَا

إذَا شِئْتَ مِنْ كُلّ رَأَيْتَ طِمِرّةً

وَفَارِسَهَا يَهْوِى وَرُمْحًا مُحَطّمَا

وَقَدْ أَحْرَزَتْ مِنّا هَوَازِنُ سَرْبَهَا

وَحُبّ إلَيْهَا أَنْ نَخِيبَ وَنُحْرَمَا


[ شِعْرُ ضَمْضَمٍ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ ضَمْضَمُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُشَمِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ عُصَيّةَ السّلَمِيّ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ ، وَكَانَتْ ثَقِيفٌ أَصَابَتْ كِنَانَةَ بْنَ الْحَكَمِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الشّرِيدِ ، فَقَتَلَ بِهِ مِحْجَنًا وَابْنَ عَمّ لَهُ وَهُمَا مِنْ ثَقِيفٍ : <470> <471>

نَحْنُ جَلَبْنَا الْخَيْلَ مِنْ غَيْرِ مَجْلَبٍ

إلَى جُرَشٍ مِنْ أَهْلِ زَيّانَ وَالْفَمِ

نُقَتّلُ أَشْبَالَ الْأُسُودِ وَنَبْتَغِي

طَوَاغِيَ كَانَتْ قَبْلَنَا لَمْ تُهَدّمْ

فَإِنْ تَفْخَرُوا بِابْنِ الشّرِيدِ فَإِنّنِي

تَرَكْتُ بِوَجّ مَأْتَمًا بَعْدَ مَأْتَمِ

أَبَأْتُهُمَا بِابْنِ الشّرِيدِ وَغَرّهُ

جِوَارُكُمْ وَكَانَ غَيْرَ مُذَمّمِ

تُصِيبُ رِجَالًا مِنْ ثَقِيفٍ رِمَاحُنَا

وَأَسْيَافُنَا يَكْلِمْنَهُمْ كُلّ مَكْلَمِ


وَقَالَ ضَمْضَمُ بْنُ الْحَارِثِ أَيْضًا :

أَبْلِغْ لَدَيْكَ ذَوِي الْحَلَائِلِ آيَةً

لَا تَأْمَنَنّ الدّهْرَ ذَاتَ خِمَارِ

بَعْدَ الّتِي قَالَتْ لِجَارَةِ بَيْتِهَا

قَدْ كُنْتُ لَوْ لَبِثَ الْغَزِيّ بِدَارِ

لَمّا رَأَتْ رَجُلًا تَسَفّعَ لَوْنَهُ

وَغْرُ الْمَصِيفَةِ وَالْعِظَامُ عَوَارِي

مُشُطَ الْعِظَامِ تَرَاهُ آخِرَ لَيْلِهِ

مُتَسَرْبِلًا فِي دِرْعِهِ لِغِوَارِ

إذْ لَا أَزَالُ عَلَى رِحَالَةِ نَهْدَةٍ

جَرْدَاءَ تُلْحِقُ بِالنّجَادِ إزَارِي

يَوْمًا عَلَى أَثَرِ النّهَابِ وَتَارَةً

كُتِبَتْ مُجَاهِدَةً مَعَ الْأَنْصَارِ

وَزُهَاءَ كُلّ خَمِيلَةٍ أَزْهَقْتهَا

مَهَلًا تَمَهّلُهُ وَكُلّ خَبَارِ

كَيْمَا أُغَيّرَ مَا بِهَا مِنْ حَاجَةٍ

وَتَوَدّ أَنّي لَا أَؤُوبُ فَجَارِ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:53

[center][color:8f80=green][size=24][ شِعْرُ أَبِي خِرَاشٍ فِي رِثَاءِ ابْنِ الْعَجْوَةِ ]

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ <472> : حَدّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ أُسِرَ زُهَيْرُ بْنُ الْعَجْوَةِ الْهُذَلِيّ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَكُتّفَ فَرَآهُ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيّ ، فَقَالَ لَهُ أَأَنْتَ الْمَاشِي لَنَا بِالْمَغَايِظِ ؟ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ؟ فَقَالَ أَبُو خِرَاشٍ الْهُذَلِيّ يَرْثِيهِ وَكَانَ ابْنَ عَمّهِ <473>

عَجّفَ أَضْيَافِي جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ

بِذِي فَجَرٍ تَأْوِي إلَيْهِ الْأَرَامِلُ

طَوِيلِ نِجَادِ السّيْفِ لَيْسَ بِجَيْدَرٍ

إذَا اهْتَزّ وَاسْتَرْخَتْ عَلَيْهِ الْحَمَائِلُ

تَكَادُ يَدَاهُ تُسْلِمَانِ إزَارَهُ

مِنْ الْجُودِ لَمّا أَذْلَقَتْهُ الشّمَائِلُ

إلَى بَيْتِهِ يَأْوِي الضّرِيكُ إذَا شَتَا

وَمُسْتَنْبِحٌ بَالِي الدّرِيسَيْنِ عَائِلُ

تَرَوّحَ مَقْرُورًا وَهَبّتْ عَشِيّةً

لَهَا حَدَبٌ تَحْتَثّهُ فَيُوَائِلُ

فَمَا بَالُ أَهْلِ الدّارِ لَمْ يَتَصَدّعُوا

وَقَدْ بَانَ مِنْهَا اللّوْذَعِيّ الْحُلَاحِلُ

فَأُقْسِمُ لَوْ لَاقَيْتَهُ غَيْرَ مُوثَقٍ

لَآبَك بِالنّعْفِ الضّبَاعُ الْجَيَائِلُ

وَإِنّك لَوْ وَاجَهْته إذْ لَقِيته

فَنَازَلْته أَوْ كُنْتَ مِمّنْ يُنَازِلُ

لَظَلّ جَمِيلٌ أَفْحَشَ الْقَوْمِ صِرْعَةً

وَلَكِنّ قِرْنَ الظّهْرِ لِلْمَرْءِ شَاغِلُ

فَلَيْسَ كَعَهْدِ الدّارِ يَا أُمّ ثَابِتٍ

وَلَكِنْ أَحَاطَتْ بِالرّقَابِ السّلَاسِلُ

وَعَادَ الْفَتَى كَالشّيْخِ لَيْسَ بِفَاعِلِ

سِوَى الْحَقّ شَيْئًا وَاسْتَرَاحَ الْعَوَاذِلُ

وَأَصْبَحَ إخْوَانُ الصّفَاءِ كَأَنّمَا

أَهَالَ عَلَيْهِمْ جَانِبَ التّرْبِ هَائِلُ

فَلَا تَحْسَبِي أَنّي نَسِيتُ لَيَالِيَا

بِمَكّةَ إذْ لَمْ نَعْدُ عَمّا نُحَاوِلُ

إذْ النّاسُ نَاسٌ وَالْبِلَادُ بِغِرّةٍ

وَإِذْ نَحْنُ لَا تُثْنِي عَلَيْنَا الْمَدَاخِلُ

[ شِعْرُ ابْنِ عَوْفٍ فِي الِاعْتِذَارِ مِنْ فِرَارِهِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ <474> : وَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ وَهُوَ يَعْتَذِرُ يَوْمَئِذٍ مِنْ فِرَارِهِ

مَنَعَ الرّقَادَ فَمَا أُغَمّضُ سَاعَةً

نَعَمٌ بِأَجْزَاعِ الطّرِيقِ مُخَضْرَمُ

سَائِلْ هَوَازِنَ هَلْ أَضُرّ عَدُوّهَا

وَأُعِينُ غَارِمَهَا إذَا مَا يَغْرَمُ

وَكَتِيبَةٍ لَبّسْتُهَا بِكَتِيبَةٍ

فِئَتَيْنِ مِنْهَا حَاسِرٌ وَمُلَأّمُ

وَمُقَدّمٍ تَعْيَا النّفُوسُ لِضِيقِهِ

قَدّمْته وَشُهُودُ قَوْمِي أَعْلَمُ

فَوَرَدْته وَتَرَكْتُ إخْوَانًا لَهُ

يَرِدُونَ غَمْرَتَهُ وَغَمْرَتُهُ الدّمُ

فَإِذَا انْجَلَتْ غَمَرَاتُهُ أَوْرَثْنَنِي

مَجْدَ الْحَيَاةِ وَمَجْدَ غُنْمٍ يُقْسَمُ

كَلّفْتُمُونِي ذَنْبَ آلِ مُحَمّدٍ

وَاَللّهُ أَعْلَمُ مَنْ أَعَقّ وَأَظْلَمُ

وَخَذَلْتُمُونِي إذْ أُقَاتِلُ وَاحِدًا

وَخَذَلْتُمُونِي إذْ تُقَاتِلُ خَثْعَمُ

وَإِذَا بَنَيْتُ الْمَجْدَ يَهْدِمُ بَعْضُكُمْ

لَا يَسْتَوِي بَانٍ وَآخَرُ يَهْدِمُ

وَأَقَبّ مِخْمَاصِ الشّتَاءِ مُسَارِعٍ

فِي الْمَجْدِ يَنْمِي لِلْعُلَى مُتَكَرّمُ

أَكْرَهْتُ فِيهِ أَلّةً يَزَنِيّةً

سَحْمَاءَ يَقْدُمُهَا سِنَانٌ سَلْجَمُ

وَتَرَكْت حَنّتَهُ تَرُدّ وَلِيّهُ

وَتَقُولُ لَيْسَ عَلَى فُلَانَةَ مَقْدَمُ

وَنَصَبْتُ نَفْسِي لِلرّمَاحِ مُدَجّجًا

مِثْلَ الدّرِيّةِ تُسْتَحَلّ وَتُشْرَمُ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 12:55

[center][color:3bed=green][size=24][ شِعْرٌ لِهَوَازِنِيّ يَذْكُرُ إسْلَامَ قَوْمِهِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ <475> : وَقَالَ قَائِلٌ فِي هَوَازِنَ أَيْضًا ، يَذْكُرُ مَسِيرَهُمْ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَعَ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ بَعْدَ إسْلَامِهِ

أَذْكُرْ مَسِيرَهُمْ لِلنّاسِ إذْ جَمَعُوا

وَمَالِكٌ فَوْقَهُ الرّايَاتُ تَخْتَفِقُ

وَمَالِكُ مَالِكٌ مَا فَوْقَهُ أَحَدٌ

يَوْمَ حُنَيْنٍ عَلَيْهِ التّاجُ يَأْتَلِقُ

حَتّى لَقُوا الْبَاسَ حِينَ الْبَاسُ يَقْدُمُهُمْ

عَلَيْهِمْ الْبِيضُ وَالْأَبْدَانُ وَالدّرَقُ

فَضَارَبُوا النّاسَ حَتّى لَمْ يَرَوْا أَحَدًا

حَوْلَ النّبِيّ وَحَتّى جَنّهُ الْغَسَقُ

ثُمّتَ نُزّلَ جِبْرِيلُ بِنَصْرِهِمْ

مِنْ السّمَاءِ فَمَهْزُومٌ وَمُعْتَنَقُ

مِنّا وَلَوْ غَيْرُ جِبْرِيلِ يُقَاتِلُنَا

لَمَنّعَتْنَا إذَنْ أَسْيَافُنَا الْعُتُقُ

وَفَاتَنَا عُمَرُ الْفَارُوقُ إذْ هُزِمُوا

بِطَعْنَةٍ بَلّ مِنْهَا سَرْجَهُ الْعَلَقُ


<476>

[ شِعْرُ جُشَمِيّةٍ فِي رِثَاءِ أَخَوَيْهَا ]

وَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي جُشَمٍ تَرْثِي أَخَوَيْنِ لَهَا أُصِيبَا يَوْمَ حُنَيْنٍ :

أَعَيْنَيّ جُودَا عَلَى مَالِكٍ

مَعًا وَالْعَلَاءِ وَلَا تَجْمُدَا

هُمَا الْقَاتِلَانِ أَبَا عَامِرٍ

وَقَدْ كَانَ ذَا هَبّةٍ أَرْبَدَا

هُمَا تَرَكَاهُ لَدَى مُجْسَدٍ

يَنُوءُ نَزِيفًا وَمَا وُسّدَا

[ شِعْرُ أَبِي ثَوَابٍ فِي هِجَاءِ قُرَيْشٍ ]

وَقَالَ أَبُو ثَوَابٍ زَيْدُ بْنُ صُحَارٍ ، أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ :

أَلَا هَلْ أَتَاك أَنْ غَلَبَتْ قُرَيْشٌ

هَوَازِنَ وَالْخُطُوبُ لَهَا شُرُوطُ

وَكُنّا يَا قُرَيْشُ إذَا غَضِبْنَا

يَجِيءُ مِنْ الْغِضَابِ دَمٌ عَبِيطُ

وَكُنّا يَا قُرَيْشُ إذَا غَضِبْنَا

كَأَنّ أُنُوفَنَا فِيهَا سَعُوطُ

فَأَصْبَحْنَا تَسَوّقُنَا قُرَيْشٌ

سِيَاقَ الْعِيرِ يَحْدُوهَا النّبِيطُ

فَلَا أَنَا إنْ سُئِلْتُ الْخَسْفَ آبٍ

وَلَا أَنَا أَنْ أَلِينَ لَهُمْ نَشِيطُ

سَيُنْقَلُ لَحْمُهَا فِي كُلّ فَجّ

وَتُكْتَبُ فِي مَسَامِعِهَا الْقُطُوطُ


وَيُرْوَى " الْخُطُوطُ " ، وَهَذَا الْبَيْتُ فِي رِوَايَةِ أَبِي سَعْدٍ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ أَبُو ثَوَابٍ زِيَادُ بْنُ ثَوَابٍ . وَأَنْشَدَنِي خَلَفٌ الْأَحْمَرُ <477> قَوْلُهُ " يَجِيءُ مِنْ الْغِضَابِ دَمٌ عَبِيطُ " ، وَآخِرَهَا بَيْتًا عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 18:13

[center][color:cdd7=green][size=24][ شِعْرُ ابْنِ وَهْبٍ فِي الرّدّ عَلَى ابْنِ أَبِي ثَوَابٍ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَأَجَابَهُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَهْبٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، ثُمّ مِنْ بَنِي أُسَيّدٍ فَقَالَ

بِشَرْطِ اللّهِ نَضْرِبُ مَنْ لَقِينَا

كَأَفْضَلِ مَا رَأَيْتَ مِنْ الشّرُوطِ

وَكُنّا يَا هَوَازِنُ حِينَ نَلْقَى

نَبُلّ الْهَامَ مِنْ عَلَقٍ عَبِيطِ

بِجَمْعِكُمْ وَجَمْعِ بَنِي قَسِيّ

نَحُكّ الْبَرْكَ كَالْوَرَقِ الْخَبِيطِ

أَصَبْنَا مِنْ سَرَاتِكُمْ وَمِلْنَا

بِقَتْلٍ فِي الْمُبَايِنِ وَالْخَلِيطِ

بِهِ الْمُلْتَاثُ مُفْتَرِشٌ يَدَيْهِ

يَمُجّ الْمَوْتَ كَالْبَكْرِ النّحِيطِ

فَإِنْ تَكُ قَيْسُ عَيْلَانٍ غِضَابًا

فَلَا يَنْفَكّ يُرْغِمُهُمْ سَعُوطِي


[ شِعْرُ خَدِيجٍ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ ]

وَقَالَ خَدِيجُ بْنُ الْعَوْجَاءِ النّصْرِيّ :

لَمّا دَنَوْنَا مِنْ حُنَيْنٍ وَمَائِهِ

رَأَيْنَا سَوَادًا مُنْكَرَ اللّوْنِ أَخْصَفَا

بِمَلْمُومَةٍ شَهْبَاءَ لَوْ قَذَفُوا بِهَا

شَمَارِيخَ مِنْ عُزْوَى إذَنْ عَادَ صَفْصَفَا

وَلَوْ أَنّ قَوْمِي طَاوَعَتْنِي سَرَاتُهُمْ

إذَنْ مَا لَقِينَا الْعَارِضَ الْمُتَكَشّفَا

إذَنْ مَا لَقِينَا جُنْدَ آلِ مُحَمّدٍ

ثَمَانِينَ أَلْفًا وَاسْتَمَدّوا بِخِنْدِفَا


ذِكْرُ غَزْوَةِ الطّائِفِ بَعْدَ حُنَيْنٍ
فِي سَنَةِ ثَمَانٍ

وَلَمّا <478> قَدِمَ فَلّ ثَقِيفٍ الطّائِفَ أَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ مَدِينَتِهَا ، وَصَنَعُوا الصّنَائِعَ لِلْقِتَالِ .

[ الْمُتَخَلّفُونَ عَنْ حُنَيْنٍ وَالطّائِفِ ]
وَلَمْ يَشْهَدْ حُنَيْنًا وَلَا حِصَارَ الطّائِفِ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَلَا غَيْدَنُ بْنُ سَلَمَةَ كَانَا بِجُرَشَ يَتَعَلّمَانِ صَنْعَةَ الدّبّابَاتِ وَالْمَجَانِيقِ وَالضّبُورِ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 18:17

[center][color:731a=green][size=24][ مَسِيرُ الرّسُولِ إلَى الطّائِفِ وَشِعْرُ كَعْبٍ ]
ثُمّ سَارَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الطّائِفِ حِينَ فَرَغَ مِنْ حُنَيْنٍ ; فَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ، حِينَ أَجْمَعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ السّيْرَ إلَى الطّائِفِ : <479> <480>

قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلّ رَيْبٍ

وَخَيْبَرَ ثُمّ أَجْمَعْنَا السّيُوفَا

نُخَيّرُهَا وَلَوْ نَطَقَتْ لَقَالَتْ

قَوَاطِعُهُنّ دَوْسًا أَوْ ثَقِيفًا

فَلَسْتُ لِحَاضِنٍ إنْ لَمْ تَرَوْهَا

بِسَاحَةِ دَارِكُمْ مِنْكُمْ أُلُوفَا

وَنَنْتَزِعُ الْعُرُوشَ بِبَطْنِ وَجّ

وَتُصْبِحُ دُورُكُمْ مِنْكُمْ خُلُوفَا

وَيَأْتِيكُمْ لَنَا سَرَعَانُ خَيْلٍ

يُغَادِرُ خَلْفَهُ جَمْعًا كَثِيفَا

إذَا نَزَلُوا بِسَاحَتِكُمْ سَمِعْتُمْ

لَهَا مِمّا أَنَاخَ بِهَا رَجِيفَا

بِأَيْدِيهِمْ قَوَاضِبُ مُرْهَفَاتٌ

يُزِرْنَ الْمُصْطَلِينَ بِهَا الْحُتُوفَا

كَأَمْثَالِ الْعَقَائِقِ أَخْلَصَتْهَا

قُيُونُ الْهِنْدِ لَمْ تُضْرَبْ كَتِيفَا

تَخَالُ جَدِيّةَ الْأَبْطَالِ فِيهَا

غَدَاةَ الزّحْفِ جَادِيّا مَدُوفَا

أَجِدّهُمْ أَلَيْسَ لَهُمْ نَصِيحٌ

مِنْ الْأَقْوَامِ كَانَ بِنَا عَرِيفَا

يُخَبّرُهُمْ بِأَنّا قَدْ جَمَعْنَا

عِتَاقَ الْخَيْلِ وَالنّجُبَ الطّرُوفَا

وَأَنّا قَدْ أَتَيْنَاهُمْ بِزَحْفٍ

يُحِيطُ بِسُورِ حِصْنِهِمْ صُفُوفَا

رَئِيسُهُمْ النّبِيّ وَكَانَ صُلْبًا

نَقِيّ الْقَلْبِ مُصْطَبِرًا عَزُوفَا

رَشِيدُ الْأَمْرِ ذُو حُكْمٍ وَعِلْمٍ

وَحِلْمٍ لَمْ يَكُنْ نَزِقًا خَفِيفَا

نُطِيعُ نَبِيّنَا وَنُطِيعُ رَبّا

هُوَ الرّحْمَنُ كَانَ بِنَا رَءُوفَا

فَإِنْ تُلْقُوا إلَيْنَا السّلْمَ نَقْبَلْ

وَنَجْعَلْكُمْ لَنَا عَضُدًا وَرِيفَا

وَإِنْ تَأْبَوْا نُجَاهِدْكُمْ وَنَصْبِرْ

وَلَا يَكُ أَمْرُنَا رَعِشًا ضَعِيفَا

نُجَالِدُ مَا بَقِينَا أَوْ تُنِيبُوا

إلَى الْإِسْلَامِ إذْعَانًا مُضِيفَا

نُجَاهِدُ لَا نُبَالِي مَنْ لَقِينَا

أَأَهْلَكْنَا التّلَادَ أَمْ الطّرِيفَا

وَكَمْ مِنْ مَعْشَرٍ أَلَبُوا عَلَيْنَا

صَمِيمَ الْجِذْمِ مِنْهُمْ وَالْحَلِيفَا

أَتَوْنَا لَا يَرَوْنَ لَهُمْ كِفَاء

فَجَدّعْنَا الْمَسَامِعَ وَالْأُنُوفَا

بِكُلّ مُهَنّدٍ لَيْنٍ صَقِيلٍ

يَسُوقُهُمْ بِهَا سَوْقًا عَنِيفَا

لِأَمْرِ اللّهِ وَالْإِسْلَامِ حَتّى

يَقُومَ الدّينُ مُعْتَدِلًا حَنِيفَا

وَتُنْسَى اللّاتُ وَالْعُزّى وَوَدّ

وَنَسْلُبُهَا الْقَلَائِدَ وَالشّنُوفَا

فَأَمْسَوْا قَدْ أَقَرّوا وَاطْمَأَنّوا

وَمَنْ لَا يَمْتَنِعْ يَقْبَلْ خُسُوفَا


[ شِعْرُ كِنَانَةَ فِي الرّدّ عَلَى كَعْبٍ ]

فَأَجَابَهُ <481> كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالَيْل بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ ، فَقَالَ

مَنْ كَانَ يَبْغِينَا يُرِيدُ قِتَالَنَا

فَإِنّا بِدَارٍ مَعْلَمٍ لَا نَرِيمُهَا

وَجَدْنَا بِهَا الْآبَاءَ مِنْ قَبْلِ مَا تَرَى

وَكَانَتْ لَنَا أَطْوَاؤُهَا وَكُرُومُهَا

وَقَدْ جَرّبَتْنَا قَبْلُ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ

فَأَخْبَرَهَا ذُو رَأْيِهَا وَحَلِيمُهَا

وَقَدْ عَلِمَتْ إنْ قَالَتْ الْحَقّ أَنّنَا

إذَا مَا أَبَتْ صُعْرُ الْخُدُودِ نُقِيمُهَا

نُقَوّمُهَا حَتّى يَلِينَ شَرِيسُهَا

وَيُعْرَفُ لِلْحَقّ الْمُبِينِ ظَلُومُهَا

عَلَيْنَا دِلَاصٌ مِنْ تُرَاثِ مُحَرّقٍ

كَلَوْنِ السّمَاءِ زَيّنَتْهَا نُجُومُهَا

نُرَفّهُهَا عَنّا بِبِيضٍ صَوَارِمٍ

إذَا جُرّدَتْ فِي غَمْرَةٍ لَا نَشيِمُها[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 18:20

[center][color:9f21=green][size=24][ شِعْرُ شَدّادٍ فِي الْمَسِيرِ إلَى الطّائِفِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ شَدّادُ بْنُ عَارِضٍ الْجُشَمِيّ فِي مَسِيرِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الطّائِفِ : <482>

لَا تَنْصُرُوا اللّاتَ إنّ اللّهَ مُهْلِكُهَا

وَكَيْفَ يُنْصَرُ مَنْ هُوَ لَيْسَ يَنْتَصِرُ

إنّ الّتِي حُرّقَتْ بِالسّدّ فَاشْتَعَلَتْ

وَلَمْ يُقَاتَلْ لَدَى أَحْجَارِهَا هَدَرُ

إنّ الرّسُولَ مَتَى يَنْزِلْ بِلَادَكُمْ

يَظْعَنْ وَلَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا بَشَرُ


[الطّرِيقُ إلَى الطّائِفِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَسَلَكَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى نَخْلَةَ الْيَمَانِيَةِ ، ثُمّ عَلَى قَرْنٍ ، ثُمّ عَلَى الْمُلَيْحِ ، ثُمّ عَلَى بُحْرَةِ الرّغَاءِ مِنْ لِيّةَ ، فَابْتَنَى بِهَا مَسْجِدًا فَصَلّى فِيهِ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ : أَنّهُ أَقَادَ يَوْمَئِذٍ بِبُحْرَةِ الرّغَاءِ حِينَ نَزَلَهَا بِدَمِ وَهُوَ أَوّلُ دَمٍ أُقِيدَ بِهِ فِي الْإِسْلَامِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ هُذَيْلٍ ، فَقَتَلَهُ بِهِ وَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ بِلِيّةَ بِحِصْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ فَهُدِمَ ثُمّ سَلَكَ فِي طَرِيقٍ يُقَالُ لَهَا الضّيْقَةُ ، فَلَمّا تَوَجّهَ فِيهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا فَقَالَ مَا اسْمُ هَذِهِ الطّرِيقِ ؟ فَقِيلَ لَهُ الضّيْقَةُ ، فَقَالَ بَلْ هِيَ الْيُسْرَى ، ثُمّ خَرَجَ مِنْهَا عَلَى نَخْبٍ حَتّى نَزَلَ تَحْتَ سِدْرَةٍ يُقَالُ لَهَا الصّادِرَةُ ، قَرِيبًا مِنْ مَالِ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ فَأَرْسَلَ إلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إمّا أَنْ تَخْرُجَ وَإِمّا أَنْ نُخْرِبَ عَلَيْك حَائِطَك ، فَأَبَى أَنْ يَخْرُجَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ بِإِخْرَابِهِ .

ثُمّ مَضَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْ الطّائِفِ ، فَضَرَبَ بِهِ عَسْكَرَهُ فَقُتِلَ بِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِالنّبْلِ وَذَلِكَ أَنّ الْعَسْكَرَ اقْتَرَبَ مِنْ حَائِطِ الطّائِفِ ، فَكَانَتْ النّبْلُ تَنَالُهُمْ وَلَمْ يَقْدِرْ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنْ يَدْخُلُوا حَائِطَهُمْ أَغْلَقُوهُ دُونَهُمْ فَلَمّا أُصِيبَ أُولَئِكَ النّفَرُ مِنْ أَصْحَابِهِ بِالنّبْلِ وَضَعَ عَسْكَرَهُ عِنْدَ مَسْجِدِهِ الّذِي بِالطّائِفِ الْيَوْمَ فَحَاصَرَهُمْ بِضْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ سَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً .
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَمَعَهُ امْرَأَتَانِ مِنْ نِسَائِهِ إحْدَاهُمَا أُمّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيّةَ <483> فَضَرَبَ لَهُمَا قُبّتَيْنِ ثُمّ صَلّى بَيْنَ الْقُبّتَيْنِ . ثُمّ أَقَامَ فَلَمّا أَسْلَمَتْ ثَقِيفٌ بَنَى عَلَى مُصَلّى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَمْرُو بْنُ أُمَيّةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُعَتّبِ بْنِ مَالِكٍ مَسْجِدًا ، وَكَانَتْ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ سَارِيَةٌ فِيمَا يَزْعُمُونَ لَا تَطْلُعُ الشّمْسُ عَلَيْهَا يَوْمًا مِنْ الدّهْرِ إلّا سُمِعَ لَهَا نَقِيضٌ فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَاتَلَهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا ، وَتَرَامَوْا بِالنّبْلِ .

[الرّسُولُ أَوّلُ مَنْ رَمَى بِالْمَنْجَنِيقِ ]
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَرَمَاهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْمَنْجَنِيقِ . حَدّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَوّلُ مَنْ رَمَى فِي الْإِسْلَامِ بِالْمَنْجَنِيقِ رَمَى أَهْلَ الطّائِفِ .

[ يَوْمُ الشّدْخَةِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : حَتّى إذَا كَانَ يَوْمُ الشّدْخَةِ عِنْدَ جِدَارِ الطّائِفِ ، دَخَلَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَحْتَ دَبّابَةٍ ثُمّ زَحَفُوا بِهَا إلَى جِدَارِ الطّائِفِ لِيَخْرِقُوهُ فَأَرْسَلَتْ عَلَيْهِمْ ثَقِيفٌ سِكَكَ الْحَدِيدِ مُحْمَاةً بِالنّارِ فَخَرَجُوا مِنْ تَحْتِهَا ، فَرَمَتْهُمْ ثَقِيفٌ بِالنّبْلِ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ رِجَالًا ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِقَطْعِ أَعْنَابِ ثَقِيفٍ ، فَوَقَعَ النّاسُ فِيهَا يَقْطَعُونَ .

[ الْمُفَاوَضَةُ مَعَ ثَقِيفٍ ]
وَتَقَدّمَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ إلَى الطّائِفِ ، فَنَادَ يَا ثَقِيفًا : أَنْ أَمّنُونَا حَتّى نُكَلّمَكُمْ فَأَمّنُوهُمَا ، فَدَعَوْا نِسَاءً مِنْ نِسَاءٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَبَنِيّ كِنَانَةَ لِيَخْرُجْنَ إلَيْهِمَا ، وَهُمَا يَخَافَانِ عَلَيْهِنّ السّبَاءَ فَأَبَيْنَ مِنْهُنّ آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ كَانَتْ عِنْدَ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ لَهُ مِنْهَا دَاوُدُ بْنُ عُرْوَةَ .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ إنّ أُمّ دَاوُدَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَكَانَتْ عِنْدَ أَبِي مُرّةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ فَوَلَدَتْ لَهُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي مُرّةَ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَالْفِرَاسِيّةُ بِنْتُ سُوَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ ، لَهَا عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ قَارِبٍ <484> ، وَالْفُقَيْمِيّةُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ النّاسِي أُمَيّةَ بْنِ قَلْعٍ فَلَمّا أَبَيْنَ عَلَيْهِمَا ، قَالَ لَهُمَا ابْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودٍ يَا أَبَا سُفْيَانَ وَيَا مُغِيرَةُ أَلَا أَدُلّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمّا جِئْتُمَا لَهُ إنّ مَالَ بَنِي الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودٍ حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمَا ، وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطّائِفِ ، نَازِلًا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ الْعَقِيقُ ، إنّهُ لَيْسَ بِالطّائِفِ مَالٌ أَبْعَدُ رِشَاءً وَلَا أَشَدّ مُؤْنَةً وَلَا أَبْعَدُ عِمَارَةً مِنْ مَالِ بَنِي الْأَسْوَدِ وَإِنّ مُحَمّدًا إنْ قَطَعَهُ لَمْ يُعْمَرْ أَبَدًا ، فَكَلّمَاهُ فَلْيَأْخُذْ لِنَفْسِهِ أَوْ لِيَدَعْهُ لِلّهِ وَالرّحِمِ فَإِنّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مِنْ الْقَرَابَةِ مَا لَا يُجْهَلُ فَزَعَمُوا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَرَكَهُ لَهُمْ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 21:14

[center][color:049e=green][size=24][ رُؤْيَا الرّسُولِ وَتَفْسِيرُ أَبِي بَكْرٍ لَهَا ]

وَقَدْ بَلَغَنِي أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ وَهُوَ مُحَاصِرٌ ثَقِيفًا يَا أَبَا بَكْرٍ إنّي رَأَيْت أَنّي أُهْدِيَتْ لِي قَعْبَةٌ مَمْلُوءَةٌ زُبْدًا ، فَنَقَرَهَا دِيكٌ فَهَرَاقَ مَا فِيهَا . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا أَظُنّ أَنْ تُدْرِكَ مِنْهُمْ يَوْمَك هَذَا مَا تُرِيدُ . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَنَا لَا أَرَى ذَلِكَ

[ ارْتِحَالُ الْمُسْلِمِينَ وَسَبَبُ ذَلِكَ ]
ثُمّ إنّ خُوَيْلَةَ بِنْتَ حَكِيمِ بْنِ أُمَيّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السّلَمِيّةَ وَهِيَ امْرَأَةُ عُثْمَانَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ أَعْطِنِي إنْ فَتَحَ اللّهُ عَلَيْك الطّائِفَ حُلِيّ بَادِيَةَ بِنْتِ غَيْلَانَ بْنِ مَظْعُونِ بْنِ سَلَمَةَ أَوْ حُلِيّ الْفَارِعَةِ بِنْتِ عُقَيْلٍ وَكَانَتَا مِنْ أَحْلَى نِسَاءِ ثَقِيفٍ .

فَذُكِرَ لِي أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لَهَا : وَإِنْ كَانَ لَمْ يُؤْذَنْ لِي فِي ثَقِيفٍ يَا خُوَيْلَةُ ؟ فَخَرَجَتْ خُوَيْلَةُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ ( يَا رَسُولَ اللّه ) : مَا حَدِيثٌ حَدّثَتْنِيهِ خُوَيْلَةُ زَعَمَتْ أَنّك قُلْته ؟ قَالَ قَدْ قُلْته ؟ قَالَ أَوَمَا أُذِنَ لَك فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ لَا . قَالَ أَفَلَا أُؤَذّنُ بِالرّحِيلِ ؟ قَالَ بَلَى قَالَ فَأَذّنَ عُمَرُ بِالرّحِيلِ

[ عُيَيْنَةُ وَمَا كَانَ يُخْفِي مِنْ نِيّتِه ِ ]

فَلَمّا <485> اسْتَقَلّ النّاسُ نَادَى سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْن عِلَاجٍ أَلَا إنّ الْحَيّ مُقِيمٌ . قَالَ يَقُولُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ أَجَلْ وَاَللّهِ مَجَدَةً كِرَامًا ; فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَاتَلَك اللّهُ يَا عُيَيْنَةُ أَتَمْدَحُ الْمُشْرِكِينَ بِالِامْتِنَاعِ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَدْ جِئْت تَنْصُرُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ إنّي وَاَللّهِ مَا جِئْت لِأُقَاتِلَ ثَقِيفًا مَعَكُمْ وَلَكِنّي أَرَدْت أَنْ يَفْتَحَ مُحَمّدٌ الطّائِفَ فَأُصِيبَ مِنْ ثَقِيفٍ جَارِيَةً أَتّطِئُهَا لَعَلّهَا تَلِدُ لِي رَجُلًا ، فَإِنّ ثَقِيفًا قَوْمٌ مَنَاكِيرُ .

وَنَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي إقَامَتِهِ مِمّنْ كَانَ مُحَاصَرًا بِالطّائِفِ عَبِيدٌ ، فَأَسْلَمُوا ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

[ عُتَقَاءُ ثَقِيفٍ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي مَنْ لَا أَتّهِمُ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُكَدّمٍ عَنْ رِجَالٍ مِنْ ثَقِيفٍ ، قَالُوا : لَمّا أَسْلَمَ أَهْلُ الطّائِفِ تَكَلّمَ نَفَرٌ مِنْهُمْ فِي أُولَئِكَ الْعَبِيدِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا ، أُولَئِكَ عُتَقَاءُ اللّهِ ، وَكَانَ مِمّنْ تَكَلّمَ فِيهِمْ الْحَارِثُ بْنُ كَلَدَةَ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَقَدْ سَمّى ابْنُ إسْحَاقَ مَنْ نَزَلَ مِنْ أُولَئِكَ الْعَبِيدِ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 21:16

[center][size=24][color:1ce3=green][ إطْلَاقُ أُبَيّ بْنِ مَالِكٍ مِنْ يَدِ مَرْوَانَ وَشِعْرُ الضّحّاكِ فِي ذَلِكَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَدْ كَانَتْ ثَقِيفٌ أَصَابَتْ أَهْلًا لِمَرْوَانَ بْنِ قَيْسٍ الدّوْسِيّ وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ ، وَظَاهَرَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى ثَقِيفٍ ، فَزَعَمَتْ ثَقِيفٌ ، وَهُوَ الّذِي تَزْعُمُ بِهِ ثَقِيفٌ أَنّهَا مِنْ قَيْسٍ : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لِمَرْوَانَ بْنِ قَيْسٍ : خُذْ يَا مَرْوَانُ بِأَهْلِك
أَوّلَ رَجُلٍ مِنْ قَيْسٍ تَلْقَاهُ فَلَقِيَ أُبَيّ بْنَ مَالِكٍ الْقُشَيْرِيّ ، فَأَخَذَهُ حَتّى يُؤَدّوا إلَيْهِ أَهْلَهُ فَقَامَ فِي ذَلِكَ الضّحّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلَابِيّ ، فَكَلّمَ ثَقِيفًا حَتّى أَرْسَلُوا أَهْلَ مَرْوَانَ وَأَطْلَقَ لَهُمْ أُبَيّ بْنَ مَالِكٍ فَقَالَ الضّحّاكُ بْنُ سُفْيَانَ فِي شَيْءٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُبَيّ بْنِ مَالِكٍ <486>

أَتَنْسَى بَلَائِي يَا أُبَيّ بْنَ مَالِكٍ

غَدَاةَ الرّسُولُ مُعْرِضٌ عَنْك أَشْوَسُ

يَقُودُك مَرْوَانُ بْنُ قَيْسٍ بِحَبْلِهِ

ذَلِيلًا كَمَا قِيدَ الذّلُولُ الْمُخَيّسُ

فَعَادَتْ عَلَيْكَ مِنْ ثَقِيفٍ عِصَابَةٌ

مَتَى يَأْتِهِمْ مُستَقْبِسُ الشّرّ يُقْبِسُوا

فَكَانُوا هُمْ الْمَوْلَى فَعَادَتْ حُلُومُهُمْ

عَلَيْك وَقَدْ كَادَتْ بِك النّفْسُ تَيْأَسُ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : " يُقْبِسُوا " عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ .

[ شُهَدَاءُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الطّائِفِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَهَذِهِ تَسْمِيَةُ مَنْ اُسْتُشْهِدَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ الطّائِفِ .

مِنْ قُرَيْشٍ ، ثُمّ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ : سَعِيدُ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيّةَ ، وَعُرْفُطَةُ بْنُ جَنّابٍ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ الْأُسْدِ بْنِ الْغَوْثِ .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ ابْنُ حُبَابٍ .
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَمِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرّةَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيقُ ، رُمِيَ بِسَهْمِ فَمَاتَ مِنْهُ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

وَمِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي أُمَيّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ مِنْ رَمْيَةٍ رُمِيَهَا يَوْمَئِذٍ .
وَمِنْ بَنِي عَدِيّ بْنِ كَعْبٍ : عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، حَلِيفٌ لَهُمْ .
وَمِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرٍو : السّائِبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيّ ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ الْحَارِثِ .
وَمِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ جُلَيْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ .

وَاسْتُشْهِدَ مِنْ الْأَنْصَارِ : مِنْ بَنِي سَلِمَةَ ثَابِتُ بْنُ الْجَذَعِ .
<487> وَمِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النّجّارِ الْحَارِثُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ .
وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ .
وَمِنْ الْأَوْسِ : رُقَيْمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ .

فَجَمِيعُ مَنْ اُسْتُشْهِدَ بِالطّائِفِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا ، سَبْعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، ، وَأَرْبَعَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ .[/color][/size][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 21:18

[center][color:bd37=green][size=24][color:bd37=green][ شِعْرُ بُجَيْرٍ فِي حُنَيْنٍ وَالطّائِفِ ]

فَلَمّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ الطّائِفِ بَعْدَ الْقِتَالِ وَالْحِصَارِ قَالُ بُجَيْرُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى يَذْكُرُ حُنَيْنًا وَالطّائِفَ :

كَانَتْ عُلَالَةَ يَوْمَ بَطْنِ حُنَيْنٍ

وَغَدَاةَ أَوْطَاسٍ وَيَوْمَ الْأَبْرَقِ

جَمَعَتْ بِإِغْوَاءِ هَوَازِنُ جَمْعَهَا

فَتَبَدّدُوا كَالطّائِرِ الْمُتَمَزّقِ

لَمْ يَمْنَعُوا مِنّا مَقَامًا وَاحِدًا

إلّا جِدَارَهُمْ وَبَطْنَ الْخَنْدَقِ

وَلَقَدْ تَعَرّضْنَا لِكَيْمَا يَخْرُجُوا

فَتَحَصّنُوا مِنّا بِبَابٍ مُغْلَقِ

تَرْتَدّ حَسْرَانًا إلَى رَجْرَاجَةٍ

شَهْبَاءَ تَلْمَعُ بِالْمَنَايَا فَيْلَقِ

مَلْمُومَةٍ خَضْرَاءَ لَوْ قَذَفُوا بِهَا

حَضَنًا لَظَلّ كَأَنّهُ لَمْ يُخْلَقْ

مَشْيَ الضّرَاءِ عَلَى الْهَرَاسِ كَأَنّنَا

قُدْرٌ تَفَرّقُ فِي الْقِيَادِ وَتَلْتَقِي

فِي كُلّ سَابِغَةٍ إذَا مَا اسْتَحْصَنَتْ

كَالنّهْيِ هَبّتْ رِيحُهُ الْمُتَرَقْرِقِ

جُدُلٌ تَمَسّ ، فُضُولُهُنّ نِعَالَنَا

مِنْ نَسْجِ دَاوُدٍ وَآلِ مُحَرّقِ


أَمْرُ أَمْوَالِ هَوَازِنَ وَسَبَايَاهَا وَعَطَايَا الْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْهَا
وَإِنْعَامُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِيهَا
ثُمّ <488> خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ انْصَرَفَ عَنْ الطّائِفِ عَلَى دَحْنَا حَتّى نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ النّاسِ وَمَعَهُ مِنْ هَوَازِنَ سَبْيٌ كَثِيرٌ وَقَدْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ . يَوْمَ ظَعَنَ عَنْ ثَقِيفٍ : يَا رَسُولَ اللّهِ اُدْعُ عَلَيْهِمْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اللّهُمّ اهْدِ ثَقِيفًا وَأْتِ بِهِمْ .[/color][/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 21:23

[center][color:2759=green][size=24][ مَنّ الرّسُولِ عَلَى هَوَازِنَ ]
ثُمّ أَتَاهُ وَفْدُ هَوَازِنَ بِالْجِعْرَانَةِ وَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ سَبْيِ هَوَازِنَ سِتّةُ آلَافٍ مِنْ الذّرَارِيّ وَالنّسَاءِ وَمِنْ الْإِبِلِ وَالشّاءِ مَا لَا يُدْرَى مَا عِدّتُهُ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو : أَنّ وَفْدَ هَوَازِنَ أَتَوْا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَدْ أَسْلَمُوا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ إنّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنْ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْك ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا ، مَنّ اللّهُ عَلَيْك . قَالَ وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ ، ثُمّ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ، يُقَالُ لَهُ زُهَيْرٌ يُكْنَى أَبَا صُرَدٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّمَا فِي الْحَظَائِرِ عَمّاتُك <489> وَخَالَاتُك وَحَوَاضِنُك اللّاتِي كُنّ يَكْفُلْنَك ، وَلَوْ أَنّا مَلَحْنَا لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ ، أَوْ لِلنّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ثُمّ نَزَلَ مِنّا بِمِثْلِ الّذِي نَزَلْت بِهِ رَجَوْنَا عَطْفَهُ وَعَائِدَتَهُ عَلَيْنَا ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُرْوَى وَلَوْ أَنّا مَالَحْنَا الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شِمْرٍ ، أَوْ النّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ .
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : حَدّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبّ إلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالُكُمْ ؟ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ خَيّرْتَنَا بَيْنَ أَمْوَالِنَا وَأَحْسَابِنَا ، بَلْ تَرُدّ إلَيْنَا نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَهُوَ أَحَبّ إلَيْنَا ، فَقَالَ لَهُمْ أَمّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ وَإِذَا مَا أَنَا صَلّيْت الظّهْرَ بِالنّاسِ فَقُومُوا فَقُولُوا : إنّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللّهِ إلَى الْمُسْلِمِينَ وَبِالْمُسْلِمِينَ إلَى رَسُولِ اللّهِ فِي أَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا ، فَسَأُعْطِيكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَسْأَلُ لَكُمْ فَلَمّا صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالنّاسِ الظّهْرَ قَامُوا فَتَكَلّمُوا بِاَلّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَمّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ . فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . وَقَالَتْ الْأَنْصَارُ : وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ أَمّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ فَلَا . وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ أَمَا أَنَا وَبَنُو فَزَارَةَ فَلَا . وَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَمّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ فَلَا . فَقَالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ : بَلَى ، مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . قَالَ يَقُولُ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ لِبَنِي سُلَيْمٍ وَهّنْتُمُونِي . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمّا مَنْ تَمَسّكَ مِنْكُمْ بِحَقّهِ مِنْ هَذَا السّبْيِ <490> فَلَهُ بِكُلّ إنْسَانٍ سِتّ فَرَائِضَ مِنْ أَوّلِ سَبْيٍ أُصِيبُهُ فَرَدّوا إلَى النّاسِ أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي أَبُو وَجْزَةَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ السّعْدِيّ : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَعْطَى عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا رَيْطَةُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ حَيّانَ بْنِ عُمَيْرَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ قُصَيّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَأَعْطَى عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ بِنْتُ حَيّانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَيّانَ ، وَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ جَارِيَةً فَوَهَبَهَا لِعَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ابْنِهِ . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ بَعَثْتُ بِهَا إلَى أَخْوَالِي مِنْ بَنِي جُمَحٍ لِيُصْلِحُوا لِي مِنْهَا ، وَيُهَيّئُوهَا ، حَتّى أَطُوفَ بِالْبَيْتِ ثُمّ آتِيَهُمْ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصِيبَهَا إذَا رَجَعْت إلَيْهَا . قَالَ فَخَرَجْت مِنْ الْمَسْجِدِ حِينَ فَرَغْتُ فَإِذَا النّاسُ يَشْتَدّونَ فَقُلْت : مَا شَأْنُكُمْ ؟ قَالُوا : رَدّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَقُلْت : تِلْكُمْ صَاحِبَتُكُمْ فِي بَنِي جُمَحٍ فَاذْهَبُوا فَخُذُوهَا ، فَذَهَبُوا إلَيْهَا ، فَأَخَذُوهَا .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَأَمّا عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ فَأَخَذَ عَجُوزًا مِنْ عَجَائِزِ هَوَازِنَ ، وَقَالَ حِينَ أَخَذَهَا : أَرَى عَجُوزًا إنّي لَأَحْسِبُ لَهَا فِي الْحَيّ نَسَبًا ، وَعَسَى أَنْ يَعْظُمَ فِدَاؤُهَا . فَلَمّا رَدّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ السّبَايَا بِسِتّ فَرَائِضَ أَبَى أَنْ يَرُدّهَا ، فَقَالَ لَهُ زُهَيْرٌ أَبُو صُرَدٍ خُذْهَا عَنْك ، فَوَاَللّهِ مَا فُوهَا بِبَارِدِ وَلَا ثَدْيُهَا بِنَاهِدِ وَلَا بَطْنُهَا بِوَالِدِ وَلَا زَوْجُهَا بِوَاجِدِ وَلَا دَرّهَا بِمَاكِدِ فَرَدّهَا بِسِتّ فَرَائِضَ حِينَ قَالَ لَهُ زُهَيْرٌ مَا قَالَ فَزَعَمُوا أَنّ عُيَيْنَةَ لَقِيَ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ فَشَكَا إلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ إنّك وَاَللّهِ مَا أَخَذْتهَا بَيْضَاءَ غَرِيرَةً وَلَا نَصَفًا وَثِيرَةً .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:14

[center][color:cf58=green][size=24][ إسْلَامُ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ النّصْرِيّ ]

وَقَالَ <491> رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِوَفْدِ هَوَازِ نَ ، وَسَأَلَهُمْ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ مَا فَعَلَ ؟ فَقَالُوا : هُوَ بِالطّائِفِ مَعَ ثَقِيفٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَخْبِرُوا مَالِكًا أَنّهُ إنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْت عَلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ وَأَعْطَيْته مِئَةً مِنْ الْإِبِلِ فَأَتَى مَالِكٌ بِذَلِكَ فَخَرَجَ إلَيْهِ مِنْ الطّائِفِ . وَقَدْ كَانَ مَالِكٌ خَافَ ثَقِيفًا عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَعْلَمُوا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لَهُ مَا قَالَ فَيَحْبِسُوهُ فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَهُيّئَتْ لَهُ وَأَمَرَ بِفَرَسِ لَهُ فَأُتِيَ بِهِ إلَى الطّائِفِ ، فَخَرَجَ لَيْلًا ، فَجَلَسَ عَلَى فَرَسِهِ فَرَكَضَهُ حَتّى أَتَى رَاحِلَتَهُ حَيْثُ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُحْبَسَ فَرَكِبَهَا ، فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَدْرَكَهُ بِالْجِعْرَانَةِ أَوْ بِمَكّةَ فَرَدّ عَلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ وَأَعْطَاهُ مِئَةً مِنْ الْإِبِلِ وَأَسْلَمَ فَحَسُنَ إسْلَامُهُ فَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ حِينَ أَسْلَمَ :

مَا إنْ رَأَيْتُ وَلَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ

فِي النّاسِ كُلّهِمْ بِمِثْلِ مُحَمّدِ

أَوْفَى وَأَعْطَى لِلْجَزِيلِ إذَا اُجْتُدِيَ

وَمَتَى تَشَأْ يُخْبِرْكَ عَمّا فِي غَدِ

وَإِذَا الْكَتِيبَةُ عَرّدَتْ أَنْيَابُهَا

بِالسّمْهَرِيّ وَضَرْبِ كُلّ مُهَنّدِ

فَكَأَنّهُ لَيْثٌ عَلَى أَشْبَالِهِ

وَسْطَ الْهَبَاءَةِ خَادِرٌ فِي مَرْصَدِ


فَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَتِلْكَ الْقَبَائِلُ ثُمَالَةُ وَسَلِمَةُ وَفَهْمٌ فَكَانَ يُقَاتِلُ بِهِمْ ثَقِيفًا ، لَا يَخْرُجُ لَهُمْ سَرْحٌ إلّا أَغَارَ عَلَيْهِ حَتّى ضَيّقَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ أَبُو مِحْجَنِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ الثّقَفِي :

هَابَتْ الْأَعْدَاءُ جَانِبَنَا

ثُمّ تَغْزُونَا بَنُو سَلِمَهْ

وَأَتَانَا مَالِكٌ بِهِمْ

نَاقِضًا لِلْعَهْدِ وَالْحُرْمَهْ

وَأَتَوْنَا فِي مَنَازِلِنَا

وَلَقَدْ كُنّا أُولِي نَقِمَهْ


[ قَسْمُ الْفَيْءِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ <492> : وَلَمّا فَرَغَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ رَدّ سَبَايَا حُنَيْنٍ إلَى أَهْلِهَا ، رَكِبَ وَاتّبَعَهُ النّاسُ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ اقْسِمْ عَلَيْنَا فَيْئًا مِنْ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ حَتّى أَلْجَئُوهُ إلَى شَجَرَةٍ فَاخْتَطَفَتْ عَنْهُ رِدَاءَهُ فَقَالَ أَدّوا عَلَيّ رِدَائِي أَيّهَا النّاسُ فَوَاَللّهِ أَنْ لَوْ كَانَ لَكُمْ بِعَدَدِ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَمْته عَلَيْكُمْ ثُمّ مَا أَلْفَيْتُمُونِي بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذّابًا ، ثُمّ قَامَ إلَى جَنْبِ بَعِيرٍ فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ سَنَامِهِ فَجَعَلَهَا بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ ثُمّ رَفَعَهَا ، ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ وَاَللّهِ مَالِي مِنْ فَيْئِكُمْ وَلَا هَذِهِ الْوَبَرَةُ إلّا الْخُمُسُ وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ . فَأَدّوا الْخِيَاطَ وَالْمِخْيَطَ فَإِنّ الْغُلُولَ يَكُونُ عَلَى أَهْلِهِ عَارًا وَنَارًا وَشَنَارًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ . قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ بِكُبّةٍ مِنْ خُيُوطِ شَعَرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَخَذْت هَذِهِ الْكُبّةَ أَعْمَلُ بِهَا بَرْذَعَةَ بَعِيرٍ لِي دَبِرَ فَقَالَ أَمّا نَصِيبِي مِنْهَا فَلَك قَالَ أَمّا إذْ بَلَغَتْ هَذَا فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا ، ثُمّ طَرَحَهَا مِنْ يَدِهِ

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَذَكَرَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ دَخَلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ عَلَى امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَسَيْفُهُ مُتَلَطّخٌ دَمًا ، فَقَالَتْ إنّي قَدْ عَرَفْت أَنّك قَدْ قَاتَلْت ، فَمَاذَا أَصَبْت مِنْ غَنَائِمِ الْمُشْرِكِينَ ؟ فَقَالَ دُونَكِ هَذِهِ الْإِبْرَةَ تَخِيطِينَ بِهَا ثِيَابَك ، فَدَفَعَهَا إلَيْهَا ، فَسَمِعَ مُنَادِيَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَلْيَرُدّهُ حَتّى الْخِيَاطَ وَالْمِخْيَطَ . فَرَجَعَ عَقِيلٌ فَقَالَ مَا أَرَى إبْرَتَكِ إلّا قَدْ ذَهَبَتْ فَأَخَذَهَا ، فَأَلْقَاهَا فِي الْغَنَائِمِ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:16

[center][color:92b5=green][size=24][ عَطَاءُ الْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَأَعْطَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمُؤَلّفَةَ قُلُوبُهُمْ وَكَانُوا أَشْرَافًا مِنْ أَشْرَافِ النّاسِ يَتَأَلّفُهُمْ وَيَتَأَلّفُ بِهِمْ قَوْمَهُمْ فَأَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ <493> بْنَ حَرْبٍ مِئَةَ بَعِيرٍ وَأَعْطَى ابْنَهُ مُعَاوِيَةَ مِئَةَ بَعِيرٍ وَأَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ مِئَةَ بَعِيرٍ وَأَعْطَى الْحَارِثَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ ، أَخَا بَنِي عَبْدِ الدّارِ مِئَةَ بَعِيرٍ .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : نَصِيرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُ اسْمُهُ الْحَارِثَ أَيْضًا .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَأَعْطَى الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ مِئَةَ بَعِيرٍ وَأَعْطَى سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو مِئَةَ بَعِيرٍ وَأَعْطَى حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ أَبِي قَيْسٍ مِئَةَ بَعِيرٍ وَأَعْطَى الْعَلَاءَ بْنَ جَارِيَةَ الثّقَفِيّ حَلِيفَ بَنِي زُهْرَةَ مِئَةَ بَعِيرٍ وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ مِئَةَ بَعِيرٍ وَأَعْطَى الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ التّمِيمِيّ مِئَةَ بَعِيرٍ . وَأَعْطَى مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ النّصْرِيّ مِئَةَ بَعِيرٍ وَأَعْطَى صَفْوَانَ بْنَ أُمَيّةَ مِئَةَ بَعِيرٍ فَهَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الْمِئِينَ وَأَعْطَى دُونَ الْمِئَةِ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ ، مِنْهُمْ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الزّهْرِيّ ، وَعُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الْجُمَحِيّ ، وَهِشَامُ بْنُ عَمْرٍو أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ ، لَا أَحْفَظُ مَا أَعْطَاهُمْ وَقَدْ عَرَفْت أَنّهَا دُونَ الْمِئَةِ وَأَعْطَى سَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعِ بْنَ عَنْكَثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ خَمْسِينَ مِنْ الْإِبِلِ وَأَعْطَى السّهْمِيّ خَمْسِينَ مِنْ الْإِبِلِ .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَاسْمُهُ عَدِيّ بْنُ قَيْسٍ .

[ شِعْرُ ابْنِ مِرْدَاسٍ يَسْتَقِلّ مَا أَخَذَ وَإِرْضَاءُ الرّسُولِ لَهُ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَأَعْطَى عَبّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ أَبَاعِرَ فَسَخِطَهَا ، فَعَاتَبَ فِيهَا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ يُعَاتِبُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ

كَانَتْ نِهَابًا تَلَافَيْتُهَا

بِكَرّي عَلَى الْمُهْرِ فِي الْأَجْرَعِ

وَإِيقَاظِي الْقَوْمَ أَنْ يَرْقُدُوا

إذَا هَجَعَ النّاسُ لَمْ أَهْجَعْ

فَأَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ الْعَبِيدِ

بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ

وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تُدْرَإٍ

فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعْ

إلّا أَفَائِلَ أُعْطِيتُهَا

عَدِيدَ قَوَائِمِهَا الْأَرْبَعِ

وَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلَا حَابِسٌ

يَفُوقَانِ شَيْخِي فِي الْمَجْمَعِ

وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئِ مِنْهُمَا

وَمَنْ تَضَعْ الْيَوْمَ لَا يُرْفَعْ


<494> قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : أَنْشَدَنِي يُونُسُ النّحْوِيّ :

فَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلَا حَابِسٌ

يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي الْمَجْمَعِ


قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اذْهَبُوا بِهِ فَاقْطَعُوا عَنّي لِسَانَهُ ، فَأَعْطَوْهُ حَتّى رَضِيَ فَكَانَ ذَلِك قَطْعَ لِسَانِهِ الّذِي أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَحَدّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنّ عَبّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ أَتَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْتَ الْقَائِلُ " فَأَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ الْعَبِيدِ بَيْنَ الْأَقْرَعِ وَعُيَيْنَةَ " ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ : بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هُمَا وَاحِدٌ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَشْهَدُ أَنّك كَمَا قَالَ اللّهُ وَمَا عَلّمْنَاهُ الشّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:18

[center][color:4b4d=green][size=24][ تَوْزِيعُ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ عَلَى الْمُبَايِعِينَ ]
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَحَدّثَنِي ، مَنْ أَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي إسْنَادٍ لَهُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ الزّهْرِيّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ ، قَالَ بَايَعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ فَأَعْطَاهُمْ يَوْمَ الْجِعْرَانَةِ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ .

مِنْ بَنِي أُمَيّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ : أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيّةَ ، وَطَلِيقُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيّةَ ، وَخَالِدُ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيّةَ .

<495> وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدّارِ بْنِ قُصَيّ : شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدّارِ وَأَبُو السّنَابِلِ بْنِ بَعْكَكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْلَةَ بْنِ السّبّاقِ بْنِ عَبْدِ الدّارِ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدّارِ .

وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ زُهَيْرُ بْنُ أَبِي أُمَيّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَخَالِدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَهِشَامُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَسُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَالسّائِبُ بْنُ أَبِي السّائِبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ .

وَمِنْ بَنِي عَدِيّ بْنِ كَعْبٍ : مُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ .
وَمِنْ بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرٍو : صَفْوَانُ بْنُ أُمَيّةَ بْنِ خَلَفٍ ، وَأُحَيْحَةُ بْنُ أُمَيّةَ بْنِ خَلَفٍ ، وَعُمَيْرُ بْنُ وَهْبِ بْنِ خَلَفٍ .
وَمِنْ بَنِي سَهْمٍ عَدِيّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ .
وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ : حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ وَهِشَامُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حُبَيّبٍ .

وَمِنْ أَفْنَاءِ الْقَبَائِلِ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ رَزْنِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيّ بْنِ الدّيلِ .
وَمِنْ بَنِي قَيْسٍ ، ثُمّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ثُمّ مِنْ بَنِي كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَلَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ .
وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ : خَالِدُ بْنُ هَوْذَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَحَرْمَلَةُ بْنُ هَوْذَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو .

وَمِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَالِكُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ .
وَمِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ عَبّاسُ بْنُ مِرْدَاسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ : أَخُو بَنِي الْحَارِثِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ .

وَمِنْ بَنِي غَطَفَانَ ، ثُمّ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ .
<496> وَمِنْ بَنِي تَمِيمٍ ثُمّ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسِ بْنِ عِقَالٍ مِنْ بَنِي مُجَاشِعِ بْنِ دَارِم .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:19

[center][color:83d2=green][size=24]قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التّيْمِيّ : أَنّ قَائِلًا قَالَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ أَصْحَابِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ أَعْطَيْت عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِئَةً مِئَةً وَتَرَكْت جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ الضّمْرِيّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمَا وَاَلّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَجُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ خَيْرٌ مِنْ طِلَاعِ الْأَرْضِ كُلّهُمْ مِثْلُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ وَلَكِنّي تَأَلّفْتهمَا لِيُسْلِمَا ، وَوَكَلْتُ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ إلَى إسْلَامِهِ .

[ اعْتِرَاضُ ذِي الْخُوَيْصِرَةِ التّمِيمِيّ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ عَمّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، عَنْ مِقْسَمِ أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، قَالَ خَرَجْت أَنَا وَتَلِيدُ بْنُ كِلَابٍ اللّيْثِيّ ، حَتّى أَتَيْنَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُعَلّقًا نَعْلَهُ بِيَدِهِ فَقُلْنَا لَهُ هَلْ حَضَرْتَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ كَلّمَهُ التّمِيمِيّ يَوْمَ حُنَيْنٍ ؟ قَالَ نَعَمْ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُعْطِي النّاسَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَجَلْ فَكَيْفَ رَأَيْت ؟ فَقَالَ لَمْ أَرَك عَدَلْت ؟ قَالَ فَغَضِبَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ قَالَ وَيْحَك إذَا لَمْ يَكُنْ الْعَدْلُ عِنْدِي ، فَعِنْدَ مَنْ يَكُونُ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ : يَا رَسُولَ اللّهِ أَلَا أَقْتُلُهُ ؟ فَقَالَ لَا ، دَعْهُ فَإِنّهُ سَيَكُونُ لَهُ شِيعَةٌ يَتَعَمّقُونَ فِي الدّينِ حَتّى يَخْرُجُوا مِنْهُ كَمَا يَخْرُجُ السّهْمُ مِنْ الرّمِيّةِ يُنْظَرُ فِي النّصْلِ فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ ثُمّ فِي الْفِدْحِ فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ ثُمّ فِي الْفُوقِ فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدّمَ <497> .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَبُو جَعْفَرٍ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ وَسَمّاهُ ذَا الْخُوَيْصِرَةِ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:21

[center][color:0c85=green][size=24][ شِعْرُ حَسّانَ فِي حِرْمَانِ الْأَنْصَارِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَلَمّا أَعْطَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا أَعْطَى فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ ، وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا ، قَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ يُعَاتِبُهُ فِي ذَلِكَ

زَادَتْ هُمُومٌ فَمَاءُ الْعَيْنِ مُنْحَدِرُ

سَحّا إذَا حَفَلَتْهُ عَبْرَةٌ دَرِرُ

وَجْدًا بِشَمّاءَ إذْ شَمّاءُ بَهْكَنَةٌ

هَيْفَاءُ لَا دَنَسٌ فِيهَا وَلَا خَوَرُ

دَعْ عَنْك شَمّاءَ إذْ كَانَتْ مَوَدّتُهَا

نَزْرًا وَشَرّ وِصَالِ الْوَاصِلِ النّزِرُ

وَأْتِ الرّسُولَ فَقُلْ يَا خَيْرَ مُؤْتَمَنٍ

لِلْمُؤْمِنِينَ إذَا مَا عُدّدَ الْبَشَرُ

عَلَامَ تُدْعَى سُلَيْمٌ وَهْي نَازِحَةٌ

قُدّامَ قَوْمٍ هُمْ آوَوْا وَهُمْ نَصَرُوا

سَمّاهُمْ اللّهُ أَنْصَارًا بِنَصْرِهِمْ

دِينَ الْهُدَى وَعَوَانُ الْحَرْبِ تَسْتَعِرُ

وَسَارَعُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْتَرَفُوا

لِلنّائِبَاتِ وَمَا خَامُوا وَمَا ضَجِرُوا

وَالنّاسُ أَلْبٌ عَلَيْنَا فِيك لَيْسَ لَنَا

إلّا السّيُوفَ وَأَطْرَافَ الْقَنَا وَزَرُ

نُجَالِدُ النّاسَ لَا نُبْقِي عَلَى أَحَدٍ

وَلَا نُضَيّعُ مَا تُوحِي بِهِ السّوَرُ

وَلَا تَهِرّ جُنَاةُ الْحَرْبِ نَادِيَنَا

وَنَحْنُ حِينَ تَلَظّى نَارُهَا سُعُرُ

كَمَا رَدَدْنَا بِبَدْرٍ دُونَ مَا طَلَبُوا

أَهْلَ النّفَاقِ وَفِينَا يُنْزَلُ الظّفَرُ

وَنَحْنُ جُنْدُك يَوْمَ النّعْفِ مِنْ أُحُدٍ

إذْ حَزّبَتْ بَطَرًا أَحْزَابَهَا مُضَرُ

فَمَا وَنِيّنَا وَمَا خِمْنَا وَمَا خَبَرُوا

مِنّا عِثَارًا وَكُلّ النّاسِ قَدْ عَثَرُوا


. [ وَجَدَ الْأَنْصَارُ لِحِرْمَانِهِمْ فَاسْتَرْضَاهُمْ الرّسُولُ ]
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ <498> : حَدّثَنِي زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ قَالَ حَدّثَنَا ابْنُ إسْحَاقَ : قَالَ وَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، . عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ . قَالَ لَمّا أَعْطَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا ، فِي قُرَيْشٍ وَفِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَيّ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ ؟ حَتّى كَثُرَتْ مِنْهُمْ الْقَالَةُ حَتّى قَالَ قَائِلُهُمْ لَقَدْ لَقِيَ وَاَللّهِ رَسُولُ اللّهِ قَوْمَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ هَذَا الْحَيّ مِنْ الْأَنْصَارِ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْك فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْت فِي هَذَا الْفَيْءِ <499> الّذِي أَصَبْتَ قَسَمْت فِي قَوْمِك ، وَأَعْطَيْت عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، وَلَمْ يَكُ فِي هَذَا الْحَيّ مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ .

قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَنَا إلّا مِنْ قَوْمِي . قَالَ فَاجْمَعْ لِي قَوْمَك فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ . قَالَ فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ الْأَنْصَارَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ . قَالَ فَجَاءَ رِجَالٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا ، وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدّهُمْ . فَلَمّا اجْتَمَعُوا لَهُ أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ قَدْ اجْتَمَعَ لَك هَذَا الْحَيّ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَحَمِدَ اللّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمّ قَالَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ : مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا عَلَيّ فِي أَنْفُسِكُمْ ؟ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلّالًا فَهَدَاكُمْ اللّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلّفَ اللّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ قَالُوا : بَلَى ، اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنّ وَأَفْضَلُ . ثُمّ قَالَ أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ؟ قَالُوا : بِمَاذَا نُجِيبُك يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنّ وَالْفَضْلُ . قَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمَا وَاَللّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَلَصُدّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذّبًا فَصَدّقْنَاك ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاك ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاك ، وَعَائِلًا فَآسَيْنَاك . أَوَجَدْتُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِكُمْ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدّنْيَا تَأَلّفْت بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا . وَوَكَلْتُكُمْ إلَى إسْلَامِكُمْ أَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النّاسُ بِالشّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُوا بِرَسُولِ اللّهِ إلَى رِحَالِكُمْ ؟ فَوَاَلّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْت امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ ، وَلَوْ سَلَكَ النّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا ، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ . اللّهُمّ ارْحَمْ الْأَنْصَارَ ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ . وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ .

قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا : رَضِينَا بِرَسُولِ اللّهِ قَسْمًا ، وَحَظّا . ثُمّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَتَفَرّقُوا <500> .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:23

[center][color:4878=green][size=24]عُمْرَةُ الرّسُولِ مِنْ الْجِعْرَانَةِ
وَاسْتِخْلَافُهُ عَتّابَ بْنَ أَسِيدٍ عَلَى مَكّةَ

وَحَجّ عَتّابٌ بِالْمُسْلِمِينَ سَنَةَ ثَمَانِي

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمّ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الْجِعْرَانَةِ مُعْتَمِرًا ، وَأَمَرَ بِبَقَايَا الْفَيْءِ فَحُبِسَ بِمَجَنّةَ ، بِنَاحِيَةِ مَرّ الظّهْرَانِ ، فَلَمّا فَرَغَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ عُمْرَتِهِ انْصَرَفَ رَاجِعًا إلَى الْمَدِينَةِ ، وَاسْتَخْلَفَ عَتّابَ بْنَ أَسِيدٍ عَلَى مَكّةَ ، وَخَلّفَ مَعَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، يُفَقّهُ النّاسَ فِي الدّينِ وَيُعَلّمُهُمْ الْقُرْآنَ وَاتّبِعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِبَقَايَا الْفَيْءِ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَبَلَغَنِي عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنّهُ قَالَ لَمّا اسْتَعْمَلَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَتّابَ بْنَ أَسِيدٍ عَلَى مَكّةَ رَزَقَهُ كُلّ يَوْمٍ دِرْهَمًا ، فَقَامَ فَخَطَبَ النّاسَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ أَجَاعَ اللّهُ كَبِدَ مَنْ جَاعَ عَلَى دِرْهَمٍ ، فَقَدْ رَزَقَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ دِرْهَمًا كُلّ يَوْمٍ فَلَيْسَتْ . بِي حَاجَةٌ إلَى أَحَدٍ

[وَقْتُ الْعُمْرَةِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَتْ عُمْرَةُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ فَقَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ فِي بَقِيّةِ ذِي الْقَعْدَةِ أَوْ فِي ذِي الْحِجّةِ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ وَقَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ لِسِتّ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فِيمَا زَعَمَ أَبُو عَمْرٍو الْمَدَنِيّ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَجّ النّاسُ تِلْكَ السّنَةَ عَلَى مَا كَانَتْ الْعَرَبُ تَحُجّ عَلَيْهِ وَحَجّ بِالْمُسْلِمِينَ تِلْكَ السّنَةَ عَتّابُ بْنُ أَسِيدٍ ، وَهِيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَقَامَ أَهْلُ الطّائِفِ عَلَى <501> شِرْكِهِمْ وَامْتِنَاعِهِمْ فِي طَائِفِهِمْ مَا بَيْنَ ذِي الْقَعْدَةِ إذْ انْصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ .

أَمْرُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ بَعْدَ الِانْصِرَافِ عَنْ الطّائِفِ

وَلَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ مُنْصَرَفِهِ عَنْ الطّائِفِ كَتَبَ بُجَيْرُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى إلَى أَخِيهِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ يُخْبِرُهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَتَلَ رِجَالًا بِمَكّةَ ، مِمّنْ كَانَ يَهْجُوهُ وَيُؤْذِيهِ وَأَنّ مَنْ بَقِيَ مِنْ شُعَرَاءِ قُرَيْشٍ ، ابْنَ الزّبَعْرَى وَهُبَيْرَةَ بْنَ أَبِي وَهْبٍ ، قَدْ هَرَبُوا فِي كُلّ وَجْهٍ فَإِنْ كَانَتْ لَك فِي نَفْسِك حَاجَةٌ فَطِرْ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَإِنّهُ لَا يَقْتُلُ أَحَدًا جَاءَهُ تَائِبًا ، وَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَانْجُ إلَى نَجَائِك مِنْ الْأَرْضِ وَكَانَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ قَدْ قَالَ

أَلَا أَبْلِغَا عَنّي بُجَيْرًا رِسَالَةً

فَهَلْ لَكَ فِيمَا قُلْتُ وَيْحَك هَلْ لَكَا ؟

فَبَيّنْ لَنَا إنْ كُنْتَ لَسْتَ بِفَاعِلٍ

عَلَى أَيّ شَيْءٍ غَيْرَ ذَلِكَ دَلّكَا

عَلَى خُلُقٍ لَمْ أُلْفِ يَوْمًا أَبَا لَهُ

عَلَيْهِ وَمَا تُلْفِي عَلَيْهِ أَبَا لَكَا

فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَلَسْتُ بِآسِفٍ

وَلاَ قَائِلٌ إِمّا عَثَرْتَ لَعًا لَكَا

سَقَاكَ بِهَا الْمَأْمُونُ كَأْسًا رَوِيّةً

فَأَنْهَلَكَ الْمَأْمُونُ مِنْهَا وَعَلّكَا


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُرْوَى " الْمَأْمُورُ " . وَقَوْلُهُ " فَبَيّنْ لَنَا " : عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ ، <502> وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ وَحَدِيثِهِ

مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي بُجَيْرًا رِسَالَةً

فَهَلْ لَكَ فِيمَا قُلْت بِالْخَيْفِ هَلْ لَكَا

شَرِبْتَ مَعَ الْمَأْمُونِ كَأْسًا رَوِيّةً

فَأَنْهَلَكَ الْمَأْمُونُ مِنْهَا وَعَلّكَا

وَخَالَفْتَ أَسْبَابَ الْهُدَى وَاتّبَعْتَهُ

عَلَى أَيّ شَيْءٍ وَيْبَ غَيْرِك دَلّكَا

عَلَى خُلُقٍ لَمْ تُلْفِ أُمّا وَلَا أَبًا

عَلَيْهِ وَلَمْ تُدْرِكْ عَلَيْهِ أَخًا لَكَا

فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَلَسْتُ بِآسِفِ

وَلَا قَائِلٍ إمّا عَثَرْتَ لَعًا لَكَا


قَالَ وَبَعَثَ بِهَا إلَى بُجَيْرٍ ، فَلَمّا أَتَتْ بُجَيْرًا كَرِهَ أَنْ يَكْتُمَهَا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَنْشَدَهُ إيّاهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمّا سَمِعَ " سَقَاك بِهَا الْمَأْمُونُ " : صَدَقَ وَإِنّهُ لَكَذُوبٌ ، أَنَا الْمَأْمُونُ . وَلَمّا سَمِعَ " عَلَى خُلُقٍ لَمْ تُلْفِ أُمّا وَلَا أَبًا عَلَيْهِ " قَالَ أَجَلْ لَمْ يُلْفِ عَلَيْهِ أَبَاهُ وَلَا أُمّهُ . ثُمّ قَالَ بُجَيْرٌ لِكَعْبِ

مَنْ مُبْلِغٌ كَعْبًا فَهَلْ لَكَ فِي الّتِي

تَلُومُ عَلَيْهَا بَاطِلًا وَهْيَ أَحْزَمُ

إلَى اللّهِ ( لَا الْعُزّى وَلَا اللّاتِ ) وَحْدَهُ

فَتَنْجُو إذَا كَانَ النّجَاءُ وَتَسْلَمُ

لَدَى يَوْمِ لَا يَنْجُو وَلَيْسَ بِمُفْلِتٍ

مِنْ النّاسِ إلّا طَاهِرُ الْقَلْبِ مُسْلِمُ

فَدِينُ زُهَيْرٍ وَهُوَ لَا شَيْءَ دِينُهُ

وَدِينُ أَبِي سُلْمَى عَلَى مُحَرّمِ


قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَإِنّمَا يَقُولُ كَعْبٌ " الْمَأْمُونُ " ، وَيُقَالُ " الْمَأْمُورُ " فِي قَوْلِ ابْنِ هِشَامٍ لِقَوْلِ قُرَيْشٍ الّذِي كَانَتْ تَقُولُهُ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:26

[center][color:e8f2=green][size=24][ قُدُومُ كَعْبٍ عَلَى الرّسُولِ وَقَصِيدَتُهُ اللّامِيّةُ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَلَمّا بَلَغَ كَعْبًا الْكِتَابُ ضَاقَتْ بِهِ الْأَرْضُ وَأَشْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ <503> وَأَرْجَفَ بِهِ مَنْ كَانَ فِي حَاضِرِهِ مِنْ عَدُوّهِ فَقَالُوا : هُوَ مَقْتُولٌ . فَلَمّا لَمْ يَجِدْ مِنْ شَيْءٍ بُدّا ؟ قَالَ قَصِيدَتَهُ الّتِي يَمْدَحُ فِيهَا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَذَكَرَ فِيهَا خَوْفَهُ وَإِرْجَافَ الْوُشَاةِ بِهِ مِنْ عَدُوّهِ ثُمّ خَرَجَ حَتّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَنَزَلَ عَلَى رَجُلٍ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَعْرِفَةٌ . مِنْ جُهَيْنَةَ ، كَمَا ذُكِرَ لِي ، فَغَدَا بِهِ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ صَلّى الصّبْحَ فَصَلّى مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ أَشَارَ لَهُ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ هَذَا رَسُولُ اللّهِ فَقُمْ إلَيْهِ فَاسْتَأْمِنْهُ .

فَذُكِرَ لِي أَنّهُ قَامَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى جَلَسَ إلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا يَعْرِفُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ كَعْبَ بْنَ زُهَيْرٍ قَدْ جَاءَ لِيَسْتَأْمِنَ مِنْك تَائِبًا مُسْلِمًا ، فَهَلْ أَنْتَ قَابِلٌ مِنْهُ إنْ أَنَا جِئْتُك بِهِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَعَمْ ؟ قَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ : أَنّهُ وَثَبَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ دَعْنِي وَعَدُوّ اللّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ دَعْهُ عَنْك فَإِنّهُ قَدْ جَاءَ تَائِبًا ، نَازِعًا ( عَمّا كَانَ عَلَيْهِ ) قَالَ فَغَضِبَ كَعْبٌ عَلَى هَذَا الْحَيّ مِنْ الْأَنْصَارِ ، لِمَا صَنَعَ بِهِ صَاحِبُهُمْ وَذَلِكَ أَنّهُ لَمْ يَتَكَلّمْ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ إلّا بِخَيْرِ فَقَالَ فِي قَصِيدَتِهِ الّتِي قَالَ حِينَ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ <504> :

بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مُتَبْولُ

مُتَيّمٌ إثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ

وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إذْ رَحَلُوا

إلّا أَغَنّ غَضِيضُ الطّرْفِ مَكْحُولُ

هَيْفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً

لَا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ

تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَتْ

كَأَنّهُ مُنْهَلٌ بِالرّاحِ مَعْلُولُ

شُجّتْ بِذِي شَيَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ

صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهْوَ مَشْمُولُ

تَنْفِي الرّيَاحُ الْقَذَى عَنْهُ وَأَفْرَطَهُ

مِنْ صَوْبِ غَادِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ


فَيَالَهَا خُلّةً لَوْ أَنّهَا صَدَقَتْ

بِوَعْدِهَا أَوْ لَوَ انّ النّصْحَ مَقْبُولُ

لَكِنّهَا خُلّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا

فَجْعٌ وَوَلْغٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ

فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا

كَمَا تَلَوّنُ فِي أَثْوَابِهَا الْغُولُ

وَمَا تَمَسّكُ بِالْعَهْدِ الّذِي زَعَمَتْ

إلّا كَمَا يُمْسِكُ الْمَاءَ الْغَرَابِيلُ

فَلَا يَغُرّنْكَ مَا مَنّتْ وَمَا وَعَدَتْ

إنّ الْأَمَانِيّ وَالْأَحْلَامَ تَضْلِيلُ

كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا

وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلّا الْأَبَاطِيلُ

أَرْجُو وَآمُلُ أَنْ تَدْنُو مَوَدّتُهَا

وَمَا إخَالُ لَدَيْنَا مِنْكِ تَنْوِيلُ

أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ لَا يُبَلّغُهَا

إلّا الْعِتَاقُ النّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ

وَلَنْ يُبَلّغَهَا إلّا عُذَافِرَةٌ

لَهَا عَلَى الْأَيْنِ إرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ

مِنْ كُلّ نَضّاخَةِ الذّفْرَى إذَا عَرِقَتْ

عُرْضَتُهَا طَامِسُ الْأَعْلَامِ مَجْهُولُ

تَرْمِي الْغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرِدٍ لَهَقٍ

إذَا تَوَقّدَتْ الْحِزّانُ وَالْمِيلُ

ضَخْمٌ مُقَلّدُهَا فَعْمٌ مُقَيّدُهَا

فِي خَلْقِهَا عَنْ بَنَاتِ الْفَحْلِ تَفْضِيلُ

غَلْبَاءُ وَجْنَاءُ عُلْكُومٌ مُذَكّرَةٌ

فِي دَفّهَا سَعَةٌ قُدّامُهَا مِيلُ

وَجِلْدُهَا مِنْ أُطُومٍ مَا يُؤَيّسُهُ

طِلْحٌ بِضَاحِيَةِ الْمَتْنَيْنِ مَهْزُولُ

حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوهَا مِنْ مُهَجّنَةٍ

وَعَمّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ

يَمْشِي الْقُرَادُ عَلَيْهَا ثُمّ يُزْلِقُهُ

مِنْهَا لَبَانٌ وَأَقْرَابٌ زَهَالِيلُ

عَيْرَانَةٌ قُذِفَتْ بِالنّحْضِ عَنْ عُرُضٍ

مِرْفَقُهَا عَنْ بَنَاتِ الزّوْرِ مَفْتُولُ

كَأَنّمَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا

مِنْ خَطْمِهَا وَمِنْ اللّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ

تَمُرّ مِثْلَ عَسِيبِ النّخْلِ ذَا خُصَلٍ

فِي غَارِزٍ لَمْ تَخَوّنْهُ الْأَحَالِيلُ

قَنْوَاءُ فِي حُرّتَيْهَا لِلْبَصِيرِ بِهَا

عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدّيْنِ تَسْهِيلُ

تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاحِقَةٌ

ذَوَابِلٍ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ

سُمْرِ الْعُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَى زِيَمًا

لَمْ يَقِهِنّ رُءُوسَ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ

كَأَنّ أَوْبَ ذِرَاعَيْهَا وَقَدْ عَرِقَتْ

وَقَدْ تَلَفّعَ بِالْقُورِ الْعَسَاقِيلُ


<505> <506> <507> <508>[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:33

[center][color:b874=green][size=24]يَوْمًا يَظَلّ بِهِ الْحِرْبَاءُ مُصْطَخِدًا

كَأَنّ ضَاحِيَهُ بِالشّمْسِ مَمْلُولُ

وَقَالَ لِلْقَوْمِ حَادِيهِمْ وَقَدْ جَفَلَتْ

وُرْقُ الْجَنَادِبِ يَرْكُضْنَ الْحَصَا قِيلُوا

شَدّ النّهَارِ ذِرَاعَا عَيْطَلٍ نَصَفٍ

قَامَت فَجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ

نَوّاحَةٍ رِخْوَةِ الضّبْعَيْنِ لَيْسَ لَهَا

لَمّا نَعَى بِكْرَهَا النّاعُونَ مَعْقُولُ

تَفْرِى اللّبَانَ بِكَفّيْهَا وَمِدْرَعُهَا

مُشَقّقٌ عَنْ تَرَاقِيهَا رَعَابِيلُ

تَسْعَى الْغُوَاةُ جَنَابَيْهَا وَقَوْلُهُمْ

إنّك يَا بْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ

وَقَالَ كُلّ صَدِيقٍ كُنْتُ آمُلُهُ

لَا أُلْهِيَنّكَ إنّي عَنْكَ مَشْغُولُ

فَقُلْتُ خَلّوا سَبِيلِي لَا أَبَا لَكُمْ

فَكُلّ مَا قَدّرَ الرّحْمَنُ مَفْعُولُ

كُلّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ

يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ

نُبّئْتُ أَنّ رَسُولَ اللّهِ أَوْعَدَنِي

وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ مَأْمُولُ

مَهْلًا هَدَاك الّذِي أَعْطَاك نَافِلَةَ الْ

قُرْآنِ فِيهَا مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ

لَا تَأْخُذَنّي بِأَقْوَالِ الْوُشَاةِ وَلَمْ

أُذْنِبْ وَلَوْ كَثُرَتْ فِيّ الْأَقَاوِيلُ

لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ بِهِ

أَرَى وَأَسْمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ

لَظَلّ يَرْعَدُ إلّا أَنْ يَكُونَ لَهُ

مِنْ الرّسُولِ بِإِذْنِ اللّهِ تَنْوِيلُ

حَتّى وَضَعْتُ يَمِينِي مَا أُنَازِعُهُ

فِي كَفّ ذِي نَقِمَاتٍ قِيلُهُ الْقِيلُ

فَلَهْوَ أَخْوَفُ عِنْدِي إذْ أُكَلّمُهُ

وَقِيلَ إنّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْئُولُ

مِنْ ضَيْغَمٍ بِضَرَاءِ الْأَرْضِ مُخْدَرُهُ

فِي بَطْنِ عَثّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ

يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عَيْشُهُمَا

لَحْمُ مِنْ النّاسِ مَعْفُورٌ خَرَادِيلُ

إذَا يُسَاوِرُ قِرْنًا لَا يَحِلّ لَهُ

أَنْ يَتْرُكَ الْقِرْنَ إلّا وَهُوَ مَفْلُولُ

مِنْهُ تَظَلّ سِبَاعُ الْجَوّ نَافِرَةً

وَلَا تَمَشّى بِوَادِيهِ الْأَرَاجِيلُ

وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ

مُضَرّجُ الْبَزّ وَالدّرْسَانِ مَأْكُولُ

إنّ الرّسَولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ

مُهَنّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ مَسْلُولُ


<509> <510> <511> <512>

فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ

بِبَطْنِ مَكّةَ لَمّا أَسْلَمُوا زُولُوا

زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشُفُ

عِنْدَ اللّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ

شُمّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالُ لَبُوسُهُمْ

مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الْهَيْجَا سَرَابِيلُ

بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكّتْ لَهَا حَلَقٌ

كَأَنّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ

لَيْسُوا مَفَارِيحَ إنْ نَالَتْ رِمَاحُهُمْ

قَوْمًا وَلَيْسُوا مَجَازِيعًا إذَا نِيلُوا

يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ الزّهْرِ يَعْصِمُهُمْ

ضَرْبٌ إذَا عَرّدَ السّودُ التّنَابِيلُ

لَا يَقَعَ الطّعْنُ إلّا فِي نُحُورِهِمْ

وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ


<513> قَالَ ابْنُ هِشَامٍ <514> قَالَ كَعْبٌ هَذِهِ الْقَصِيدَةُ بَعْدَ قُدُومِهِ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ . وَبَيْتُهُ " حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوهَا " وَبَيْتُهُ " يَمْشِي الْقُرَادُ " ، وَبَيْتُهُ " عَيْرَانَةٌ قُذِفَتْ " ، وَبَيْتُهُ " تُمِرّ مِثْلَ عَسِيبِ النّخْلِ " ، وَبَيْتُهُ " تَفْرِي اللّبَان " ، وَبَيْتُهُ " إذَا يُسَاوِرُ قِرْنَا " ، وَبَيْتُهُ " وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ " : عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:35

[center][color:6ef0=green][size=24][ اسْتِرْضَاءُ كَعْبٍ الْأَنْصَارَ بِمَدْحِهِ إيّاهُمْ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ : فَلَمّا قَالَ كَعْبٌ " إذَا عَرّدَ السّودُ التّنَابِيلُ " ، وَإِنّمَا يُرِيدُنَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، لِمَا كَانَ صَاحِبُنَا صَنَعَ بَهْ مَا صَنَعَ وَخَصّ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِمِدْحَتِهِ غَضِبَتْ عَلَيْهِ الْأَنْصَارُ ; فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ يَمْدَحُ الْأَنْصَارَ ، وَيَذْكُرُ بَلَاءَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَمَوْضِعَهُمْ مِنْ الْيَمَنِ <515> :

مَنْ سَرّهُ كَرْمُ الْحَيَاةِ فَلَا يَزَلْ

فِي مِقْنَبٍ مِنْ صَالِحِي الْأَنْصَارِ

وَرِثُوا الْمَكَارِمَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ

إنّ الْخِيَارَ هُمْ بَنُو الْأَخْيَارِ

الْمُكْرِهِينَ السّمْهَرِيّ بِأَذْرُعٍ

كَسَوَالِفِ الْهِنْدِيّ غَيْرَ قِصَارِ

وَالنّاظِرِينَ بِأَعْيُنٍ مُحْمَرّةٍ

كَالْجَمْرِ غَيْرَ كَلَيْلَةِ الْأَبْصَارِ

وَالْبَائِعِينَ نُفُوسَهُمْ لِنَبِيّهِمْ

لِلْمَوْتِ يَوْمَ تَعَانُقٍ وَكِرَارِ

وَالْقَائِدِينَ النّاسَ عَنْ أَدْيَانِهِمْ

بِالْمَشْرَفِيّ وَبِالْقَنَا الْخَطّارِ

يَتَطَهّرُونَ يَرَوْنَهُ نُسْكًا لَهُمْ

بِدِمَاءِ مَنْ عَلِقُوا مِنْ الْكُفّارِ

دَرِبُوا كَمَا دَرِبَتْ بِبَطْنٍ خَفِيّةٍ

غُلْبُ الرّقَابِ مِنْ الْأَسْوَدِ ضَوَارِي

وَإِذَا حَلَلْتَ لِيَمْنَعُوك إلَيْهِمْ

أَصْبَحْتَ عِنْدَ مَعَاقِلِ الْأَعْفَارِ

ضَرَبُوا عَلِيّا يَوْمَ بَدْرٍ ضَرْبَةً

دَانَتْ لِوَقْعَتِهَا جَمِيعُ نِزَارِ

لَوْ يَعْلَمُ الْأَقْوَامُ عِلْمِي كُلّهُ

فِيهِمْ لَصَدّقَنِي الّذِينَ أُمَارِي

قَوْمٌ إذَا خَوَتْ النّجُومُ فَإِنّهُمْ

لِلطّارِقِينَ النّازِلِينَ مَقَارِي

فِي الْغُرّ مِنْ غَسّانَ مِنْ جُرْثُومَةٍ

أَعْيَتْ مَحَافِرُهَا عَلَى الْمِنْقَارِ


قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لَهُ حَيْنَ أَنْشَدَهُ "

بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ


لَوْلَا ذَكَرْت الْأَنْصَارَ بِخَيْرِ ، فَإِنّهُمْ لِذَلِكَ أَهْلٌ فَقَالَ كَعْبٌ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ وَهِيَ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَذَكَرَ لِي عَنْ عَلِيّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ أَنّهُ قَالَ أَنْشَدَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْمَسْجِدِ "

بَانَتْ سُعَادٌ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ


غَزْوَةُ تَبُوكَ
فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ

قَالَ حَدّثَنَا أَبُو مُحَمّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الْبَكّائِيّ ، عَنْ مُحَمّدِ بْنِ إسْحَاقَ الْمُطّلِبِيّ قَالَ <516> ثُمّ أَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْمَدِينَةِ مَا بَيْن ذِي الْحَجّةِ إلَى رَجَبٍ ثُمّ أَمَرَ النّاسَ بِالتّهَيّؤِ لِغَزْوِ الرّومِ

وَقَدْ ذَكَرَ لَنَا الزّهْرِيّ وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ عُلَمَائِنَا ، كُلّ حَدّثَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مَا بَلَغَهُ عَنْهَا ، وَبَعْضُ الْقَوْمِ يُحَدّثُ مَا لَا يُحَدّثُ بَعْضٌ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالتّهَيّؤِ لِغَزْوِ الرّومِ ، وَذَلِكَ فِي زَمَانٍ مِنْ عُسْرَةِ النّاسِ وَشِدّةٍ مِنْ الْحَرّ وَجَدْبٍ مِنْ الْبِلَادِ وَحِينَ طَابَتْ الثّمَارُ وَالنّاسُ يُحِبّونَ الْمُقَامَ فِي ثِمَارِهِمْ وَظِلَالِهِمْ وَيَكْرَهُونَ الشّخُوصَ عَلَى الْحَالِ مِنْ الزّمَانِ الّذِي هُمْ عَلَيْهِ وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَلّمَا يَخْرُجُ فِي غَزْوَةٍ إلّا كَنّى عَنْهَا ، وَأَخْبَرَ أَنّهُ يُرِيدُ غَيْرَ الْوَجْهِ الّذِي يَصْمُدُ لَهُ إلّا مَا كَانَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَإِنّهُ بَيّنَهَا لِلنّاسِ لِبُعْدِ الشّقّةِ وَشِدّةِ الزّمَانِ وَكَثْرَةِ الْعَدُوّ الّذِي يَصْمُدُ لَهُ لِيَتَأَهّبَ النّاسُ لِذَلِكَ أُهْبَتَهُ فَأَمَرَ النّاسَ بِالْجِهَازِ وَأَخْبَرَهُمْ أَنّهُ يُرِيدُ الرّومَ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:41

[center][color:944c=green][size=24][ تَخَلّفَ الْجَدّ وَمَا نَزَلَ فِيهِ ]
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ فِي جِهَازِهِ ذَلِك لِلْجَدّ بْنِ قِيسٍ أَحَدِ بَنِي سَلِمَةَ يَا جَدّ ، هَلْ لَك الْعَامَ فِي جِلَادِ بَنِي الْأَصْفَرِ ؟ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَوْ تَأْذَنُ لِي وَلَا تَفْتِنّي ؟ فَوَاَللّهِ لَقَدْ عَرَفَ قَوْمِي أَنّهُ مَا مِنْ رَجُلٍ بِأَشَدّ عُجْبًا بِالنّسَاءِ مِنّي ، وَإِنّي أَخْشَى إنْ رَأَيْتَ نِسَاءَ بَنِي الْأَصْفَرِ أَنْ لَا أَصْبِرَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَالَ قَدْ أَذِنْتُ لَك

فَفِي الْجَدّ بْنِ قِيسٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ أَيْ إنْ كَانَ إنّمَا خَشَى الْفِتْنَةَ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الْأَصْفَرِ وَلَيْسَ ذَلِك بِهِ فَمَا سَقَطَ فِيهِ مِنْ الْفِتْنَةِ أَكْبَرُ بِتَخَلّفِهِ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَالرّغْبَة بِنَفْسِهِ عَنْ نَفْسِهِ يَقُولُ تَعَالَى : وَإِنّ جَهَنّمَ لَمِنْ وَرَائِهِ . <517>

[ مَا نَزَلَ فِي الْقَوْمِ الْمُثَبّطِينَ ]
وَقَالَ قَوْمٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرّ زَهَادَةٌ فِي الْجِهَادِ وَشَكّا فِي الْحَقّ وَإِرْجَافًا بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَنْزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِمْ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرّ قُلْ نَارُ جَهَنّمَ أَشَدّ حَرّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ .

[ تَحْرِيقُ بَيْتِ سُوَيْلِمٍ وَشِعْرُ الضّحّاكِ فِي ذَلِكَ ]

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَحَدّثَنِي الثّقَةُ عَمّنْ حَدّثَهُ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ عَنْ إسْحَاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ حَارِثَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ قَالَ بَلَغَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّ نَاسًا مِنْ الْمُنَافِقِينَ يَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتِ سُوَيْلِمٍ الْيَهُودِيّ ، وَكَانَ بَيْتُهُ عِنْدَ جَاسُومَ ، يُثَبّطُونَ النّاسَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَبَعَثَ إلَيْهِمْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللّهِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُحَرّقَ عَلَيْهِمْ بَيْتَ سُوَيْلِمٍ فَفَعَلَ طَلْحَةُ . فَاقْتَحَمَ الضّحّاكُ بْنُ خَلِيفَةَ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ وَاقْتَحَمَ أَصْحَابُهُ فَأَفْلَتُوا . فَقَالَ الضّحّاكُ فِي ذَلِكَ

كَادَتْ وَبَيْتِ اللّهِ نَارُ مُحَمّدٍ

يَشِيطُ بِهَا الضّحّاكُ وَابْنُ أُبَيْرِقِ

وَظَلْتُ وَقَدْ طَبّقْتُ كِبْسَ سُوَيْلِمٍ

أَنَوْءُ عَلَى رِجْلِي كَسِيرًا وَمِرْفَقَى

سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا أَعُودُ لِمِثْلِهَا

أَخَافُ وَمَنْ تَشْمَلْ بِهِ النّارُ يُحْرَق[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:44

[center][color:85c8=green][size=24][ حَثّ الرّسُولِ عَلَى النّفَقَةِ وَشَأْنُ عُثْمَانَ فِي ذَلِكَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمّ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَدّ فِي سَفَرِهِ وَأَمَرَ النّاسَ بِالْجِهَازِ وَالِانْكِمَاشِ وَجَضّ أَهْلَ الْغِنَى عَلَى النّفَقَةِ وَالْحُمْلَانِ فِي سَبِيلِ <518> اللّهِ فَحَمَلَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْغِنَى وَاحْتَسَبُوا ، وَأَنْفَقَ عُثْمَانُ بْنُ عَفّانَ فِي ذَلِكَ نَفَقَةً عَظِيمَةً لَمْ يُنْفِقْ أَحَدٌ مِثْلَهَا .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : حَدّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ أَنّ عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ أَنْفَقَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اللّهُمّ ارْضَ عَنْ عُثْمَانَ ، فَإِنّي عَنْهُ رَاضٍ

[ شَأْنُ الْبَكّائِينَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمّ إنّ رِجَالًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُمْ الْبَكّاءُونَ ، وَهُمْ سَبْعَةُ نَفَرٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَعُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ ، أَخُو بَنِي حَارِثَةَ وَأَبُو لَيْلَى عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ أَخُو بَنِي مَازِنِ بْنِ النّجّارِ وَعَمْرُو بْنُ حُمَامِ بْنِ الْجَمُوحِ أَخُو بَنِي سَلِمَةَ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ الْمُغَفّلِ الْمُزَنِيّ - وَبَعْضُ النّاسِ يَقُولُ بَلْ هُوَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيّ - وَهَرَمِيّ بْنُ عَبْدِ اللّهِ أَخُو بَنِي وَاقِفٍ وَعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ الْفَزَارِيّ . فَاسْتَحْمَلُوا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانُوا أَهْلَ حَاجَةِ فَقَالَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ، فَتَوَلّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدّمْعِ حَزَنًا أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَبَلَغَنِي أَنّ ابْنَ يَامِينَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ كَعْبٍ النّضْرِيّ لَقَى أَبَا لَيْلَى عَبْدَ الرّحْمَنِ بْنَ كَعْبٍ وَعَبْدَ اللّهِ بْنَ مُغَفّلٍ وَهُمَا يَبْكِيَانِ فَقَالَ مَا يُبْكِيكُمَا ؟ قَالَا : جِئْنَا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِيَحْمِلَنَا ، فَلَمْ نَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا عَلَيْهِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نَتَقَوّى بِهِ عَلَى الْخُرُوجِ مَعَهُ فَأَعْطَاهُمَا نَاضِحًا لَهُ فَارْتَحَلَاهُ وَرَوّدَهُمَا شَيْئًا مِنْ تَمْرٍ فَخَرَجَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأحد 7 يونيو 2009 - 22:49

[center][color:a558=green][size=24][ شَأْنُ الْمُعَذّرِينَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَجَاءَهُ الْمُعَذّرُونَ مِنْ الْأَعْرَابِ ، فَاعْتَذَرُوا إلَيْهِ فَلَمْ يَعْذِرْهُمْ اللّهُ تَعَالَى . وَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنّهُمْ نَفَرٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ <519> .

[ تَخَلّفُ نَفَرٍ عَنْ غَيْرِ شَكّ ]

ثُمّ اسْتَتَبّ بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَفَرُهُ وَأَجْمَعَ السّيْرَ وَقَدْ كَانَ نَفَرٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَبْطَأَتْ بِهِمْ النّيّةُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى تَخَلّفُوا عَنْهُ عَنْ غَيْرِ شَكّ وَلَا ارْتِيَابٍ مِنْهُمْ كَعْبُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبٍ ، أَخُو بَنِي سَلِمَةَ وَمُرَارَةُ بْنُ الرّبِيعِ أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيّةَ ، أَخُو بَنِي وَاقِفٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ أَخُو بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ . وَكَانُوا نَفَرَ صِدْقٍ لَا يُتّهَمُونَ فِي إسْلَامِهِمْ .

[ خُرُوجُ الرّسُولِ وَاسْتِعْمَالُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ ]
فَلَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ضَرَبَ عَسْكَرَهُ عَلَى ثَنِيّةِ الْوَدَاعِ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ مُحَمّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيّ

وَذَكَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمّدٍ الدّرَاوَرْدِيّ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ ، مَخْرَجَهُ إلَى تَبُوكَ ، سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ .

[ تَخَلّفُ الْمُنَافِقِينَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَضَرَبَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُبَيّ مَعَهُ عَلَى حِدَةٍ عَسْكَرَهُ أَسْفَلَ مِنْهُ نَحْوَ ذُبَابٍ ، وَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ لَيْسَ بِأَقَلّ الْعَسْكَرَيْنِ . فَلَمّا سَارَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَخَلّفَ عَنْهُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُبَيّ ، فِيمَنْ تَخَلّفَ مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَأَهْلِ الرّيْبِ .

[ شَأْنُ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ]

وَخَلّفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْهِ عَلَى أَهْلِهِ وَأَمَرَهُ بِالْإِقَامَةِ فِيهِمْ فَأَرْجَفَ بِهِ الْمُنَافِقُونَ وَقَالُوا : مَا خَلّفَهُ إلّا اسْتِثْقَالًا لَهُ وَتَخَفّفًا مِنْهُ . فَلَمّا قَالَ ذَلِكَ الْمُنَافِقُونَ أَخَذَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْهِ سِلَاحَهُ ثُمّ خَرَجَ حَتّى أَتَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجُرْفِ فَقَالَ يَا نَبِيّ اللّهِ زَعَمَ الْمُنَافِقُونَ أَنّكَ إنّمَا خَلّفَتْنِي أَنّك اسْتَثْقَلْتنِي وَتَخَفّفَتْ مِنّي ، فَقَالَ كَذَبُوا ، وَلَكِنّنِي خَلّفْتُك لِمَا تَرَكْتُ وَرَائِي ، فَارْجِعْ فَاخْلُفْنِي فِي أَهْلِي وَأَهْلِك ، أَفَلَا تَرْضَى يَا عَلِيّ أَنْ تَكُونَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ؟ إلّا أَنّهُ لَا نَبِيّ بَعْدِي ، فَرَجَعَ عَلَيّ إلَى الْمَدِينَةِ ; وَمَضَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى سَفَرِهِ <520>

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ لِعَلِيّ هَذِهِ الْمَقَالَةَ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:31

[center][color:a65e=green][size=24]شَأْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمّ رَجَعَ عَلِيّ إلَى الْمَدِينَةِ ، وَمَضَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى سَفَرِهِ ثُمّ إنّ أَبَا خَيْثَمَةَ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ سَارَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَيّامًا إلَى أَهْلِهِ فِي يَوْمٍ حَارّ فَوَجَدَ امْرَأَتَيْنِ لَهُ فِي عَرِيشَيْنِ لَهُمَا فِي حَائِطِهِ قَدْ رَشّتْ كُلّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَرِيشَهَا ، وَبَرّدَتْ لَهُ فِيهِ مَاءً وَهَيّأَتْ لَهُ فِيهِ طَعَامًا . فَلَمّا دَخَلَ قَامَ عَلَى بَابِ الْعَرِيشِ فَنَظَرَ إلَى امْرَأَتَيْهِ وَمَا صَنَعَتَا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الضّحّ وَالرّيحِ وَالْحَرّ وَأَبُو خَيْثَمَةَ فِي ظِلّ بَارِدٍ وَطَعَامٍ مُهَيّأٍ وَامْرَأَةٍ حَسْنَاءَ فِي مَالِهِ مُقِيمٌ مَا هَذَا بِالنّصَفِ ثُمّ قَالَ وَاَللّهِ لَا أَدْخُلُ عَرِيشَ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا حَتّى أَلْحَقَ بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَهَيّئَا ; لِي زَادًا ، فَفَعَلَتَا . ثُمّ قَدّمَ نَاضِحَهُ فَارْتَحَلَهُ ثُمّ خَرَجَ فِي طَلَبِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى أَدْرَكَهُ حِينَ نَزَلَ تَبُوكَ . وَقَدْ كَانَ أَدْرَكَ أَبَا خَيْثَمَةَ عُمَيْر بْنَ وَهْبٍ الْجُمَحِيّ فِي الطّرِيقِ يَطْلُبُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَتَرَافَقَا ، حَتّى إذَا دَنَوَا مِنْ تَبُوكَ . قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ لِعُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ إنّ لِي ذَنْبًا ، فَلَا عَلَيْك أَنْ تَخَلّفَ عَنّي حَتّى آتِيَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَفَعَلَ حَتّى إذَا دَنَا . مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِتَبُوكَ قَالَ النّاسُ هَذَا رَاكِبٌ عَلَى الطّرِيقِ مُقْبِلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ ; فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ وَاَللّهِ أَبُو خَيْثَمَةَ . فَلَمّا أَنَاخَ أَقْبَلَ فَسَلّمَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَوْلَى لَكَ يَا أَبَا خَيْثَمَةَ . ثُمّ أَخْبَرَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْخَبَرَ ; فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَيْرًا ، وَدَعَا لَهُ بِخَيْرِ <521> .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا ، وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ قَيْسٍ :

لَمّا رَأَيْتُ النّاسَ فِي الدّينِ نَافَقُوا

أَتَيْتُ الّتِي كَانَتْ أَعَفّ وَأَكْرَمَا

وَبَايَعْتُ بِالْيُمْنَى يَدِي لِمُحَمّدٍ

فَلَمْ أَكْتَسِبْ إثْمًا وَلَمْ أَغْشَ مَحْرَمًا

تَرَكْتُ خَضِيبًا فِي الْعَرِيشِ وَصِرْمَةً

صفايا كِرَامًا بُسْرُهَا قَدْ تَحَمّمَا

وَكُنْتُ إذَا شَكّ الْمُنَافِقُ أَسْمَحَتْ

إلَى الدّينِ نَفْسِي شَطْرَهُ حَيْثُ يَمّمَا[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:33

[center][color:33cd=green][size=24][النّبِيّ وَالْمُسْلِمُونَ بِالْحِجْرِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ مَرّ بِالْحِجْرِ نَزَلَهَا ، وَاسْتَقَى النّاسُ مِنْ بِئْرِهَا . فَلَمّا رَاحُوا قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا تَشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا ، وَلَا تَتَوَضّئُوا مِنْهُ لِلصّلَاةِ وَمَا كَانَ مِنْ عَجِينٍ عَجَنْتُمُوهُ فَاعْلِفُوهُ الْإِبِلَ وَلَا تَأْكُلُوا مِنْهُ شَيْئًا ، وَلَا يَخْرُجَنّ أَحَدٌ مِنْكُمْ اللّيْلَةَ إلّا وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ . فَفَعَلَ النّاسُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلّا أَنّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ خَرَجَ أَحَدُهُمَا لِحَاجَتِهِ وَخَرَجَ الْآخَرُ فِي طَلَبِ بَعِيرٍ لَهُ فَأَمّا الّذِي ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ فَإِنّهُ خُنِقَ عَلَى مَذْهَبِهِ وَأَمّا الّذِي ذَهَبَ فِي طَلَبِ بَعِيرِهِ فَاحْتَمَلَتْهُ الرّيحُ حَتّى طَرَحَتْهُ بِجَبَلَيْ طَيّئٍ . فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهِ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ يَخْرُجَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إلّا وَمَعَهُ صَاحِبُهُ ثُمّ دَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِلّذِي أُصِيبَ عَلَى مَذْهَبِهِ فَشُفِيَ وَأَمّا الْآخَرُ الّذِي وَقَعَ بِجَبَلَيْ طَيّئٍ فَإِنّ طَيّئًا أَهْدَتْهُ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ <522> .

وَالْحَدِيثُ عَنْ الرّجُلَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عَبّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السّاعِدِيّ ; وَقَدْ حَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنْ قَدْ سَمّى لَهُ الْعَبّاسُ الرّجُلَيْنِ وَلَكِنّهُ اسْتَوْدَعَهُ إيّاهُمَا ، فَأَبَى عَبْدُ اللّهِ أَنْ يُسَمّيَهُمَا لِي .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : بَلَغَنِي عَنْ الزّهْرِيّ أَنّهُ قَالَ لَمّا مَرّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْحِجْرِ سَجّى ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَاسْتَحَثّ رَاحِلَتَهُ ثُمّ قَالَ لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ الّذِينَ ظَلَمُوا إلّا وَأَنْتُمْ بَاكُونَ خَوْفًا أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَلَمّا أَصْبَحَ النّاسُ وَلَا مَاءَ مَعَهُمْ شَكَوْا ذَلِكَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَرْسَلَ اللّهُ سُبْحَانَهُ سَحَابَةً فَأَمْطَرَتْ حَتّى ارْتَوَى النّاسُ وَاحْتَمَلُوا حَاجَتَهُمْ مِنْ الْمَاءِ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيَدٍ ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ قُلْت لِمَحْمُودِ هَلْ كَانَ النّاسُ يَعْرِفُونَ النّفَاقَ فِيهِمْ ؟ قَالَ نَعَمْ وَاَللّهِ إنْ كَانَ الرّجُلُ لَيَعْرِفُهُ مِنْ أَخِيهِ وَمِنْ أَبِيهِ وَمِنْ عَمّهِ وَفِي عَشِيرَتِهِ ثُمّ يَلْبَسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى ذَلِكَ . ثُمّ قَالَ مَحْمُودٌ لَقَدْ أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ قَوْمِي عَنْ رَجُلٍ مِنْ الْمُنَافِقِينَ مَعْرُوفٌ نِفَاقُهُ كَانَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَيْثُ سَارَ فَلَمّا كَانَ مِنْ أَمْرِ النّاسِ بِالْحِجْرِ مَا كَانَ وَدَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ دَعَا ، فَأَرْسَلَ اللّهُ السّحَابَةَ فَأَمْطَرَتْ حَتّى ارْتَوَى النّاسُ قَالُوا : أَقْبَلْنَا عَلَيْهِ نَقُولُ وَيْحَك ، هَلْ بَعْدَ هَذَا شَيْءٌ قَالَ سَحَابَةٌ مَارّةٌ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:36

[center][color:1777=green][size=24][ نَاقَةٌ لِلرّسُولِ ضَلّتْ وَحَدِيثُ ابْنِ اللّصَيْتِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمّ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَارَ حَتّى إذَا كَانَ بِبَعْضِ الطّرِيقِ ضَلّتْ نَاقَتُهُ فَخَرَجَ أَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهَا ، وَعِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ <523> رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ ، وَكَانَ عَقَبِيّا بَدْرِيّا ؟ وَهُوَ عَمّ بَنِي عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، وَكَانَ فِي رَحْلِهِ زَيْدُ بْنُ اللّصَيْتِ الْقَيْنُقَاعِيّ وَكَانَ مُنَافِقًا .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ ابْنُ لُصَيْبٍ ( بِالْبَاءِ ) .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيَدٍ ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالُوا : فَقَالَ زَيْدُ بْنُ اللّصَيْتِ وَهُوَ فِي رَحْلِ عُمَارَةَ وَعُمَارَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَلَيْسَ مُحَمّدٌ يَزْعُمُ أَنّهُ نَبِيّ ، وَيُخْبِرُكُمْ عَنْ خَبَرِ السّمَاءِ وَهُوَ لَا يَدْرِي أَيْنَ نَاقَتُهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعُمَارَةُ عِنْدَهُ إنّ رَجُلًا قَالَ هَذَا مُحَمّدٌ يُخْبِرُكُمْ أَنّهُ نَبِيّ ، وَيَزْعُمُ أَنّهُ يُخْبِرُكُمْ بِأَمْرِ السّمَاءِ وَهُوَ لَا يَدْرِي أَيْنَ نَاقَتُهُ وَإِنّي وَاَللّهِ مَا أَعْلَمُ إلّا مَا عَلّمَنِي اللّهُ وَقَدْ دَلّنِي اللّهُ عَلَيْهَا ، وَهِيَ فِي هَذَا الْوَادِي ، فِي شِعْبِ كَذَا وَكَذَا ، قَدْ حَبَسَتْهَا شَجَرَةٌ بِزِمَامِهَا ، فَانْطَلِقُوا حَتّى تَأْتُونِي بِهَا ، فَذَهَبُوا ، فَجَاءُوا بِهَا . فَرَجَعَ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ إلَى رَحْلِهِ فَقَالَ وَاَللّهِ لَعَجَبٌ مِنْ شَيْءٍ حَدّثَنَاهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ آنِفًا ، عَنْ مَقَالَةِ قَائِلٍ أَخْبَرَهُ اللّهُ عَنْهُ بِكَذَا وَكَذَا ، لِلّذِي قَالَ زَيْدُ بْنُ لُصَيْتٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِمّنْ كَانَ فِي رَحْلِ عُمَارَةَ وَلَمْ يَحْضُرْ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ زَيْدٌ وَاَللّهِ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ . فَأَقْبَلَ عُمَارَةُ عَلَى زَيْدٍ يَجَأُ فِي عُنُقِهِ وَيَقُولُ إلَيّ عِبَادَ اللّهِ إنّ فِي رَحْلِي لَدَاهِيَةً وَمَا أَشْعُرُ اُخْرُجْ أَيْ عَدُوّ اللّهِ مِنْ رَحْلِي ، فَلَا تَصْحَبْنِي[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:39

[center][color:7408=green][size=24][ شَأْنُ أَبِي ذَرّ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : <524> فَزَعَمَ بَعْضُ النّاسِ أَنّ زَيْدًا تَابَ بَعْدَ
ذَلِكَ وَقَالَ بَعْضُ النّاسِ لَمْ يَزَلْ مُتّهَمًا بِشَرّ حَتّى هَلَكَ . ثُمّ مَضَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَائِرًا ، فَجَعَلَ يَتَخَلّفُ عَنْهُ الرّجُلُ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ تَخَلّفَ فُلَانٌ فَيَقُولُ دَعُوهُ فَإِنْ يَكُ فِيهِ خَيْرٌ فَسَيَلْحَقُهُ اللّهُ تَعَالَى بِكَمْ وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمْ اللّهُ مِنْهُ حَتّى قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ تَخَلّفَ أَبُو ذَرّ وَأَبْطَأَ بِهِ بَعِيرُهُ فَقَالَ دَعُوهُ فَإِنْ يَكُ فِيهِ خَيْرٌ فَسَيَلْحَقُهُ اللّهُ بِكَمْ ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمْ اللّهُ مِنْهُ وَتَلَوّمَ أَبُو ذَرّ عَلَى بَعِيرِهِ فَلَمّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ أَخَذَ مَتَاعَهُ فَحَمَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ ثُمّ خَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَاشِيًا . وَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ فِي بَعْضِ مَنَازِلِهِ فَنَظَرَ نَاظِرٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ هَذَا الرّجُلَ يَمْشِي عَلَى الطّرِيقِ وَحْدَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كُنْ أَبَا ذَرّ . فَلَمّا تَأَمّلَهُ الْقَوْمُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ وَاَللّهِ أَبُو ذَرّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَحِمَ اللّهُ أَبَا ذَرّ ، يَمْشِي وَحْدَهُ وَيَمُوتُ وَحْدَهُ وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ

وَقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْأَسْلَمِيّ ، عَنْ مُحَمّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيّ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ لَمّا نَفَى عُثْمَانُ أَبَا ذَرّ إلَى الرّبَذَةِ ، وَأَصَابَهُ بِهَا قَدَرُهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ إلّا امْرَأَتُهُ وَغُلَامُهُ فَأَوْصَاهُمَا أَنْ اغْسِلَانِي وَكَفّنَانِي ، ثُمّ ضَعَانِي عَلَى قَارِعَةِ الطّرِيقِ فَأَوّلُ رَكْبٍ يَمُرّ بِكَمْ فَقُولُوا : هَذَا أَبُو ذَرّ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَعِينُونَا عَلَى دَفْنِهِ . فَلَمّا مَاتَ فَعَلَا ذَلِكَ بِهِ . ثُمّ وَضَعَاهُ عَلَى قَارِعَةِ الطّرِيقِ وَأَقْبَلَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عُمّارٍ فَلَمْ يَرُعْهُمْ إلّا بِالْجِنَازَةِ عَلَى ظَهْرِ الطّرِيقِ قَدْ كَادَتْ الْإِبِلُ تَطَؤُهَا ، وَقَامَ إلَيْهِمْ الْغُلَامُ . فَقَالَ هَذَا أَبُو ذَرّ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَعِينُونَا عَلَى دَفْنِهِ . قَالَ فَاسْتَهَلّ عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَبْكِي وَيَقُولُ صَدَقَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَمْشِي وَحْدَك وَتَمُوتُ وَحْدَك ، وَتُبْعَثُ وَحْدَك . ثُمّ نَزَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَوَارَوْهُ ثُمّ حَدّثَهُمْ عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَدِيثَهُ وَمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي مَسِيرِهِ إلَى تَبُوكَ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:41

[center][color:f3b2=green][size=24][ تَخْذِيلُ الْمُنَافِقِينَ لِلْمُسْلِمَيْنِ وَمَا نَزَلَ فِيهِمْ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَدْ كَانَ رَهْطٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ مِنْهُمْ وَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتٍ ، أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَمِنْهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ حَلِيفٌ لِبَنِي سَلِمَةَ يُقَالُ لَهُ مُخَشّنُ بْنُ حُمَيّر ٍ

- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ مَخْشِيّ - يُشِيرُونَ إلَى رَسُولِ اللّهِ <525> صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إلَى تَبُوكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ أَتَحْسِبُونَ جَلّادَ بَنِي الْأَصْفَرِ كَقِتَالِ الْعَرَبِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَاَللّهِ لَكَأَنّا بِكَمْ غَدًا مُقَرّنِينَ فِي الْحِبَالِ إرْجَافًا وَتَرْهِيبًا لِلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ مُخَشّنُ بْنُ حُمَيّرٍ : وَاَللّهِ لَوَدِدْت أَنّي أُقَاضِي عَلَى أَنْ يُضْرَبُ كُلّ ( رَجُلٍ ) مِنّا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَإِنّا نَنْفَلِتُ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا قُرْآنٌ لِمَقَالَتِكُمْ هَذِهِ . وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - فِيمَا بَلَغَنِي - لِعَمّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَدْرِكْ الْقَوْمَ فَإِنّهُمْ قَدْ احْتَرَقُوا ، فَسَلْهُمْ عَمّا قَالُوا ، فَإِنْ أَنْكَرُوا فَقُلْ بَلَى ، قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا . فَانْطَلَقَ إلَيْهِمْ عَمّارٌ فَقَالَ ذَلِكَ لَهُمْ فَأَتَوْا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَعْتَذِرُونَ إلَيْهِ فَقَالَ وَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَاقِفٌ عَلَى نَاقَتِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ وَهُوَ آخِذٌ بِحَقَبِهَا : يَا رَسُولَ اللّهِ إنّمَا كُنّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنّ إِنّمَا كُنّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ وَقَالَ مُخَشّنُ بْنُ حُمَيّرٍ : يَا رَسُولَ اللّهِ قَعَدَ بِي اسْمِي وَاسْمُ أَبِي ; وَكَأَنّ الّذِي عُفِيَ عَنْهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مُخَشّنُ بْنُ حُمَيّرٍ ، فَتَسَمّى عَبْدَ الرّحْمَنِ وَسَأَلَ اللّهَ تَعَالَى أَنْ يَقْتُلَهُ شَهِيدًا لَا يُعْلَمُ بِمَكَانِهِ فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ أَثَرٌ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:43

[center][color:77d3=green][size=24][الصّلْحُ بَيْنَ الرّسُولِ وَيُحَنّةَ ]
وَلَمّا انْتَهَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى تَبُوكَ ، أَتَاهُ يُحَنّةُ بْنُ رُؤْبَةَ ، صَاحِبُ أَيْلَةَ ، فَصَالَحَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ وَأَتَاهُ أَهْلَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ ، فَأَعْطَوْهُ الْجِزْيَةَ فَكَتَبَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَهُمْ كِتَابًا ، فَهُوَ عِنْدَهُمْ .

[ كِتَابُ الرّسُولِ لِيُحَنّةَ ]

فَكَتَبَ لِيُحَنّةَ بْنِ رُؤْبَةَ <526> بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ هَذِهِ أَمَنَةٌ مِنْ اللّهِ ، مُحَمّدٍ النّبِيّ رَسُولِ اللّهِ لِيُحَنّةَ بْنِ رُؤْبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ ، سُفُنُهُمْ وَسَيّارَتُهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ لَهُمْ ذِمّةُ اللّهِ وَذِمّةُ مُحَمّدٍ النّبِيّ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشّامِ ، وَأَهْلِ الْيَمَنِ ، وَأَهْلِ الْبَحْرِ فَمَنْ أَحْدَثَ مِنْهُمْ حَدَثًا ، فَإِنّهُ لَا يَحُولُ مَالُهُ دُونَ نَفْسِهِ . وَإِنّهُ طَيّبٌ لِمَنْ أَخَذَهُ مِنْ النّاسِ وَإِنّهُ لَا يَحِلّ أَنْ يُمْنَعُوا مَاءً يَرِدُونَهُ وَلَا طَرِيقًا يُرِيدُونَهُ مِنْ بَرّ أَوْ بَحْرٍ
[ حَدِيثُ أَسْرِ أُكَيْدِرٍ ثُمّ مُصَالَحَتُهُ ]
ثُمّ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ دَعَا خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، فَبَعَثَهُ إلَى أُكَيْدِرِ دَوْمَةَ ، وَهُوَ أُكَيْدِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ كَانَ مَلِكًا عَلَيْهَا ، وَكَانَ نَصْرَانِيّا ; فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِخَالِدِ إنّك سَتَجِدُهُ يَصِيدُ الْبَقَرَ ، فَخَرَجَ خَالِدٌ حَتّى إذَا كَانَ مِنْ حِصْنِهِ بِمَنْظَرِ الْعَيْنِ وَفِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ صَائِفَةٍ وَهُوَ عَلَى سَطْحٍ لَهُ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَبَاتَتْ الْبَقَرُ تَحُكّ بِقُرُونِهَا بَابَ الْقَصْرِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ هَلْ رَأَيْت مِثْلَ هَذَا قَطّ ؟ قَالَ لَا وَاَللّهِ قَالَتْ فَمَنْ يَتْرُكُ هَذِهِ ؟ قَالَ لَا أَحَدَ .

فَنَزَلَ فَأَمَرَ بِفَرَسِهِ فَأُسْرِجَ لَهُ وَرَكِبَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فِيهِمْ أَخٌ يُقَالُ لَهُ حَسّانُ . فَرَكِبَ وَخَرَجُوا مَعَهُ بِمُطَارِدِهِمْ . فَلَمّا خَرَجُوا تَلَقّتْهُمْ خَيْلُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخَذَتْهُ ؟ وَقَتَلُوا أَخَاهُ وَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُخَوّصٌ بِالذّهَبِ فَاسْتَلَبَهُ خَالِدٌ فَبَعَثَ بِهِ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَبْلَ قُدُومِهِ بِهِ عَلَيْهِ

قَالَ ابْنَ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ رَأَيْت قَبَاءَ أُكَيْدِرٍ حِينَ قَدِمَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَلْمِسُونَهُ بِأَيْدِيهِمْ وَيَتَعَجّبُونَ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا ؟ فَوَاَلّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمّ إنّ خَالِدًا قَدِمَ بِأُكَيْدِرٍ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَحَقَنَ لَهُ دَمَهُ وَصَالَحَهُ عَلَى الْجِزْيَةِ ثُمّ خَلّى سَبِيلَهُ فَرَجَعَ إلَى قَرْيَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ طَيّئٍ : يُقَالُ لَهُ بُجَيْرُ بْنُ بُجْرَةَ يَذْكُرُ قَوْلَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِخَالِدِ إنّك سَتَجِدُهُ يَصِيدُ الْبَقَرَ وَمَا صَنَعَتْ الْبَقَرُ تِلْكَ اللّيْلَةَ حَتّى اسْتَخْرَجَتْهُ لِتَصْدِيقِ قَوْلِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ <527>

تَبَارَكَ سَائِقُ الْبَقَرَاتِ إنّي

رَأَيْتُ اللّهَ يَهْدِي كُلّ هَادِ

فَمَنْ يَكُ حَائِدًا عَنْ ذِي تَبُوكِ

فَإِنّا قَدْ أُمِرْنَا بِالْجِهَادِ


[ الرّجُوعُ إلَى الْمَدِينَةِ ]
فَأَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِتَبُوكَ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لَمْ يُجَاوِزْهَا ، ثُمّ انْصَرَفَ قَافِلًا إلَى الْمَدِينَةِ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:47

[center][color:1980=green][size=24][ حَدِيثُ وَادِي الْمُشَقّقِ وَمَائِهِ ]
وَكَانَ فِي الطّرِيقِ مَاءٌ يَخْرُجُ مِنْ وَشَلٍ ، مَا يَرْوِي الرّاكِبَ وَالرّاكِبَيْنِ وَالثّلَاثَةَ بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ وَادِي الْمُشَقّقِ ; فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ سَبَقَنَا إلَى ذَلِكَ الْوَادِي فَلَا يَسْتَقِيَنّ مِنْهُ شَيْئًا حَتّى نَأْتِيَهُ . قَالَ فَسَبَقَهُ إلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ فَاسْتَقَوْا مَا فِيهِ فَلَمّا أَتَاهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَفَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا . فَقَالَ مَنْ سَبَقَنَا إلَى هَذَا الْمَاءِ ؟ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَقَالَ أَوْ لَمْ أَنْهَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنْهُ شَيْئًا حَتّى آتِيَهُ ثُمّ لَعَنَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَدَعَا عَلَيْهِمْ . ثُمّ نَزَلَ فَوَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ الْوَشَلِ فَجَعَلَ يَصُبّ فِي يَدِهِ مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يَصُبّ ثُمّ نَضَحَهُ بِهِ وَمَسَحَهُ بِيَدِهِ وَدَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِمَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ فَانْخَرَقَ مِنْ الْمَاءِ - كَمَا يَقُولُ مَنْ سَمِعَهُ - مَا إنّ لَهُ حِسّا كَحِسّ الصّوَاعِقِ فَشَرِبَ النّاسُ وَاسْتَقَوْا حَاجَتَهُمْ مِنْهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَئِنْ بَقِيتُمْ أَوْ مَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ لَتَسْمَعُنّ بِهَذَا الْوَادِي ، وَهُوَ أَخْصَبُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَا خَلْفَهُ .

[ وَفَاةُ ذِي الْبِجَادَيْنِ وَقِيَامُ الرّسُولِ عَلَى دَفْنِهِ ]
قَالَ وَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التّيْمِيّ ، <528> أَنّ عَبْدَ اللّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يُحَدّثُ قَالَ قُمْت مِنْ جَوْفِ اللّيْلِ وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، قَالَ فَرَأَيْت شُعْلَةً مِنْ نَارٍ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ قَالَ فَاتّبَعْتهَا أَنْظُرُ إلَيْهَا ، فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَإِذَا عَبْدُ اللّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ الْمُزَنِيّ قَدْ مَاتَ وَإِذَا هُمْ قَدْ حَفَرُوا لَهُ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي حُفْرَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يُدَلّيَانِهِ إلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ أَدْنِيَا إلَيّ أَخَاكُمَا ، فَدَلّيَاهُ إلَيْهِ فَلَمّا هَيّأَهُ لِشِقّهِ قَالَ اللّهُمّ إنّي أَمْسَيْت رَاضِيًا عَنْهُ فَارْضَ عَنْهُ . قَالَ يَقُولُ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : يَا لَيْتَنِي كُنْتُ صَاحِبَ الْحُفْرَةِ

[ سَبَبُ تَسْمِيَتِهِ ذَا الْبِجَادَيْنِ ]

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَإِنّمَا سُمّيَ ذَا الْبِجَادَيْنِ لِأَنّهُ كَانَ يُنَازِعُ إلَى الْإِسْلَامِ فَيَمْنَعُهُ قَوْمُهُ مِنْ ذَلِكَ وَيُضَيّقُونَ عَلَيْهِ حَتّى تَرَكُوهُ فِي بِجَادِ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ وَالْبِجَادُ الْكِسَاءُ الْغَلِيظُ الْجَافِي ، فَهَرَبَ مِنْهُمْ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَلَمّا كَانَ قَرِيبًا مِنْهُ شَقّ بِجَادَهُ بِاثْنَيْنِ فَاِتّزَرَ بِوَاحِدِ وَاشْتَمَلَ بِالْآخَرِ ثُمّ أَتَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقِيلَ لَهُ ذُو الْبِجَادَيْنِ لِذَلِكَ وَالْبِجَادُ أَيْضًا : الْمِسْحُ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ :

كَأَنّ أَبَانًا فِي عَرَانِينِ وَدْقِهِ

كَبِيرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمّلِ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:48

[center][color:5c47=green][size=24][ سُؤَالُ الرّسُولِ لِأَبِي رُهْمٍ عَمّنْ تَخَلّفَ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَذَكَرَ ابْنُ شِهَابٍ الزّهْرِيّ ، عَنْ ابْنِ أُكَيْمَةَ اللّيْثِيّ <529> عَنْ ابْنِ أَخِي أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيّ أَنّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ كُلْثُومَ بْنَ الْحُصَيْنِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشّجَرَةِ ، يَقُولُ غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ ، فَسِرْت ذَاتَ لَيْلَةٍ مَعَهُ وَنَحْنُ بِالْأَخْضَرِ قَرِيبًا مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَلْقَى اللّهُ عَلَيْنَا النّعَاسَ فَطَفِقْتُ أَسْتَيْقِظُ وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَيُفْزِعُنِي دُنُوّهَا مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ أُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ فَطَفِقْت أَحُوزُ رَاحِلَتِي عَنْهُ حَتّى غَلَبَتْنِي عَيْنَيّ فِي بَعْضِ الطّرِيقِ وَنَحْنُ فِي بَعْضِ اللّيْلِ فَزَاحَمَتْ رَاحِلَتِي رَاحِلَةَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَرِجْلُهُ فِي الْغَرْزِ فَمَا اسْتَيْقَظْت إلّا بِقَوْلِهِ حَسّ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللّهِ اسْتَغْفِرْ لِي . فَقَالَ سِرْ فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَسْأَلُنِي عَمّنْ تَخَلّفَ عَنْ بَنِي غِفَارٍ ، فَأَخْبَرَهُ بِهِ فَقَالَ وَهُوَ يَسْأَلُنِي : مَا فَعَلَ النّفَرُ الْحُمْرُ الطّوَالُ الثّطَاطُ . فَحَدّثْته بِتَخَلّفِهِمْ . قَالَ فَمَا فَعَلَ النّفَرُ السّودُ الْجِعَادُ الْقِصَارُ ؟ قَالَ قُلْت : وَاَللّهِ مَا أَعْرِفُ هَؤُلَاءِ مِنّا . قَالَ بَلَى ، الّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ شَدَخٍ فَتَذَكّرْتهمْ فِي بَنِي غِفَارٍ ، وَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتّى ذَكَرْتُ أُمّ لَهُمْ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ كَانُوا حُلَفَاءَ فِينَا ، فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللّهِ أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ ، حَلْفَاءُ فِينَا ; فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا مَنَعَ أَحَدٌ أُولَئِكَ حِينَ تَخَلّفَ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إبِلِهِ امْرَأً نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللّهِ إنّ أَعَزّ أَهْلِي عَلَيّ أَنْ يَتَخَلّفَ عَنّي الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارُ وَغُفَارٌ وَأَسْلَمُ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:51

[center][color:a0e3=green][size=24]أَمْرُ مَسْجِدِ الضّرَارِ عِنْدَ الْقُفُولِ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى نَزَلَ بِذِي أَوَانَ بَلَدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ وَكَانَ أَصْحَابُ مَسْجِدِ الضّرَارِ قَدْ كَانُوا أَتَوْهُ وَهُوَ يَتَجَهّزُ إلَى تَبُوكَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ إنّا قَدْ بَنَيْنَا مَسْجِدًا لِذِي الْعِلّةِ وَالْحَاجَةِ وَاللّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ وَاللّيْلَةِ الشّاتِيَةِ وَإِنّا نُحِبّ أَنْ تَأْتِيَنَا ، فَتُصَلّي لَنَا فِيهِ فَقَالَ إنّي عَلَى جَنَاحِ سَفَرٍ وَحَالِ شُغْلٍ ، أَوْ كَمَا قَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَلَوْ قَدْ قَدِمْنَا إنْ شَاءَ اللّهُ لَأَتَيْنَاكُمْ فَصَلّيْنَا لَكُمْ فِيهِ <530> .

[ أَمْرُ الرّسُولِ اثْنَيْنِ بِهَدْمِهِ ]

فَلَمّا نَزَلَ بِذِي أَوَانَ ، أَتَاهُ خَبَرُ الْمَسْجِدِ فَدَعَا رَسُولُ ؟ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَالِكَ بْنَ الدّخْشُمِ ، أَخَا بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ وَمَعْنِ بْنِ عَدِيّ أَوْ أَخَاهُ عَاصِمُ بْنُ عَدِيّ ، أَخَا بَنِي الْعَجْلَانِ فَقَالَ انْطَلِقَا إلَى هَذَا الْمَسْجِدِ الظّالِمِ أَهْلُهُ فَاهْدِمَاهُ وَحَرّقَاهُ . فَخَرَجَا سَرِيعَيْنِ حَتّى أَتَيَا بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ وَهُمْ رَهْطُ مَالِكِ بْنِ الدّخْشُمِ ، فَقَالَ مَالِكٌ لِمَعْنِ أَنْظِرْنِي حَتّى أَخْرُجَ إلَيْك بِنَارٍ مِنْ أَهْلِي . فَدَخَلَ إلَى أَهْلِهِ فَأَخَذَ سَعَفًا مِنْ النّخْلِ فَأَشْعَلَ فِيهِ نَارًا ، ثُمّ خَرَجَا يَشْتَدّانِ حَتّى دَخَلَاهُ وَفِيهِ أَهْلُهُ فَحَرّقَاهُ وَهَدّمَاهُ وَتَفَرّقُوا عَنْهُ وَنَزَلَ فِيهِمْ مِنْ الْقُرْآنِ مَا نَزَلَ وَالّذِينَ اتّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ . . . إلَى آخِرِ الْقِصّةِ .

[ أَسَمَاءُ بُنَاتِهِ ]

وَكَانَ الّذِينَ بَنُوهُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا : خِذَامُ بْنُ خَالِدٍ مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ أَحَدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَمِنْ دَارِهِ أُخْرِجَ مَسْجِدُ الشّقَاقِ ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ بْنِ زَيْدٍ وَمُعَتّبُ بْنُ قُشَيْرٍ ، مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ وَأَبُو حَبِيبَةَ بْنِ الْأَزْعَرِ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعَبّادِ بْنِ حُنَيْفٍ أَخُو سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَجَارِيَةُ بْنُ عَامِرٍ وَابْنَاهُ مُجَمّعُ بْنُ جَارِيَةَ ، وَزَيْدُ بْنُ جَارِيَةَ وَنَبْتَلُ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ وَبَحْزَجُ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ وَبِجَادُ بْنُ عُثْمَانَ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ وَوَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَهُوَ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ ( بْنِ زَيْدٍ ) رَهْطُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 9:54

[center][color:efcb=green][size=24][ مَسَاجِدُ الرّسُولِ فِيمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ إلَى تَبُوكَ ]
وَكَانَتْ مَسَاجِدُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِيمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ إلَى تَبُوكَ مَعْلُومَةً مُسَمّاةً مَسْجِدٌ بِتَبُوكَ وَمَسْجِدٌ بِثَنِيّةِ مِدْرَانَ ، وَمَسْجِدٌ بِذَاتِ الزّرَابِ وَمَسْجِدٌ بِالْأَخْضَرِ وَمَسْجِدٌ بِذَاتِ الْخِطْمِيّ وَمَسْجِدٌ بِأَلَاءَ وَمَسْجِدٌ بِطَرَفِ الْبَتْرَاءِ ، مِنْ ذَنْبِ كَوَاكِب ، وَمَسْجِدٌ بِالشّقّ شِقّ تَارَا ، وَمَسْجِدٌ بِذِي الْجِيفَةِ ، وَمَسْجِدٌ <531> بِصَدْرِ حَوْضَى ، وَمَسْجِدٌ بِالْحِجْرِ وَمَسْجِدٌ بِالصّعِيدِ وَمَسْجِدٌ بِالْوَادِي ، الْيَوْمَ وَادِي الْقُرَى ، وَمَسْجِدٌ بِالرّقُعَة مِنْ الشّقّةِ شِقّةِ بَنِي عُذْرَةَ ، وَمَسْجِدٌ بِذِي الْمَرْوَةِ ، وَمَسْجِدٌ بِالْفَيْفَاءِ ، وَمَسْجِدٌ بِذِي خُشُبٍ .

أَمْرُ الثّلَاثَةِ الّذِينَ خُلّفُوا وَأَمْرُ الْمُعَذّرِينَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ
وَقَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ كَانَ تَخَلّفَ عَنْهُ رَهْطٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَتَخَلّفَ أُولَئِكَ الرّهْطُ الثّلَاثَةُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ غَيْرِ شَكّ وَلَا نِفَاقٍ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ، وَمُرَارَةُ بْنُ الرّبِيعِ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيّةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِأَصْحَابِهِ لَا تُكَلّمُنّ أَحَدًا مِنْ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةِ ، وَأَتَاهُ مَنْ تَخَلّفَ عَنْهُ مِنْ الْمُنَافِقِينَ فَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ لَهُ وَيَعْتَذِرُونَ فَصَفَحَ عَنْهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَلَمْ يَعْذِرْهُمْ اللّهُ وَلَا رَسُولُهُ . وَاعْتَزَلَ الْمُسْلِمُونَ كَلَامَ أُولَئِكَ النّفَرِ الثّلَاثَةِ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 10:00

[center][color:f043=green][size=24][ حَدِيثُ كَعْبٍ عَنْ تَخَلّفِهِ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَذَكَرَ الزّهْرِيّ مُحَمّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ : أَنّ أَبَاهُ عَبْدَ اللّهِ وَكَانَ قَائِدَ أَبِيهِ حِينَ أُصِيبَ بَصَرُهُ قَالَ سَمِعْت أَبِي كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ يُحَدّثُ حَدِيثَهُ حِينَ تَخَلّفَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَحَدِيثَ صَاحِبَيْهِ قَالَ مَا تَخَلّفْت عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطّ ، غَيْرَ أَنّي كُنْت قَدْ تَخَلّفْت عَنْهُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ وَكَانَتْ غَزْوَةً لَمْ يُعَاتِبْ اللّهُ وَلَا رَسُولُهُ أَحَدًا تَخَلّفَ عَنْهَا ، وَذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّمَا خَرَجَ يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ ، حَتّى جَمَعَ اللّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَدُوّهِ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ وَلَقَدْ شَهِدْت مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْعَقَبَةَ ، وَحِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ وَمَا أُحِبّ أَنّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ وَإِنْ كَانَتْ غَزْوَةُ بَدْرٍ هِيَ أَذْكَرُ فِي النّاسِ مِنْهَا .

قَالَ كَانَ مِنْ خَبَرِي حِينَ تَخَلّفْت عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَنّي لَمْ أَكُنْ قَطّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنّي حِينَ تَخَلّفْت عَنْهُ <532> فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ وَوَاللّهِ مَا اجْتَمَعَتْ لِي رَاحِلَتَانِ قَطّ حَتّى اجْتَمَعَتَا فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَلّمَا يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوهَا إلّا وَرّى بِغَيْرِهَا ، حَتّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ فَغَزَاهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي حَرّ شَدِيدٍ وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا ، وَاسْتَقْبَلَ غَزْوَ عَدُوّ كَثِيرٍ فَجَلّى لِلنّاسِ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهّبُوا لِذَلِكَ أُهْبَتَهُ وَأَخْبَرَهُمْ خَبَرَهُ بِوَجْهِهِ الّذِي يُرِيدُ وَالْمُسْلِمُونَ مَنْ تَبِعَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَثِيرٌ لَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ يَعْنِي بِذَلِكَ الدّيوَانَ يَقُولُ لَا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانٌ مَكْتُوبٌ .

قَالَ كَعْبٌ فَقَلّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيّبَ إلّا ظَنّ أَنّهُ سَيَخْفَى لَهُ ذَلِكَ مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحَيّ مِنْ اللّهِ وَغَزَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تِلْكَ الْغَزْوَةِ حِينَ طَابَتْ الثّمَارُ وَأُحِبّتْ الظّلَالُ فَالنّاسُ إلَيْهَا صُعْرٌ فَتَجَهّزَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَتَجَهّزَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَجَعَلْت أَغْدُو لِأَتَجَهّزَ مَعَهُمْ فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ حَاجَةً فَأَقُولُ فِي نَفْسِي ، أَنَا قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ إذَا أَرَدْت ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ يَتَمَادَى بِي حَتّى شَمّرَ النّاسُ بِالْجَدّ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ غَادِيًا ، وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا ، فَقُلْت : أَتَجَهّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمِ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمّ أَلْحَقُ بِهِمْ فَغَدَوْت بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لِأَتَجَهّزَ فَرَجَعْت وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا ، ثُمّ غَدَوْت فَرَجَعْت وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ يَتَمَادَى بِي حَتّى أَسْرَعُوا ، وَتَفَرّطَ الْغَزْوُ فَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكُهُمْ وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ فَلَمْ أَفْعَلْ وَجَعَلْت إذَا خَرَجْت فِي النّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ، فَطُفْتُ فِيهِمْ يَحْزُنُنِي أَنّي لَا أَرَى إلّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ فِي النّفَاقِ أَوْ رَجُلًا مِمّنْ عَذَرَ اللّهُ مِنْ الضّعَفَاءِ وَلَمْ يَذْكُرنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى بَلَغَ تَبُوكَ ، فَقَالَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ بِتَبُوكَ مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ

يَا رَسُولَ اللّهِ حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَالنّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : بِئْسَ مَا قُلْت وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا عَلِمْنَا مِنْهُ إلّا خَيْرًا ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . <533> فَلَمّا بَلَغَنِي أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ تَوَجّهَ قَافِلًا مِنْ تَبُوكَ ، حَضَرَنِي بَثّي ، فَجَعَلْت أَتَذَكّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ

بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخْطَةِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ غَدًا وَأَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ كُلّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي ; فَلَمّا قِيلَ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ أَظَلّ قَادِمًا زَاحَ عَنّي الْبَاطِلُ وَعَرَفْت أَنّي لَا أَنْجُو مِنْهُ إلّا بِالصّدْقِ فَأَجْمَعْت أَنْ أَصْدُقَهُ وَصَبّحَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ ، وَكَانَ إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ ، فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمّ جَلَسَ لِلنّاسِ فَلَمّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلّفُونَ فَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ لَهُ وَيَعْتَذِرُونَ وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا ، فَيَقْبَلُ مِنْهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَانِيَتَهُمْ وَأَيْمَانَهُمْ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ إلَى اللّهِ تَعَالَى ، حَتّى جِئْت فَسَلّمْت عَلَيْهِ فَتَبَسّمَ تَبَسّمَ الْمُغْضَبِ ثُمّ قَالَ لِي :

تَعَالَهْ فَجِئْت أَمْشِي ، حَتّى جَلَسْت بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ لِي :

مَا خَلّفَك ؟ أَلَمْ تَكُنْ ابْتَعْت ظَهْرَك ؟

.[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 10:02

[center][color:16ff=green][size=24]قَالَ قُلْت : إنّي يَا رَسُولَ اللّهِ وَاَللّهِ لَوْ جَلَسْت عِنْدَ غَيْرِك مِنْ أَهْلِ الدّنْيَا ، لَرَأَيْت أَنّي سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرِ وَلَقَدْ أُعْطِيت جَدَلًا ، وَلَكِنْ وَاَللّهِ لَقَدْ عَلِمْت لَئِنْ حَدّثْتُك الْيَوْمَ حَدِيثًا كَذِبًا لَتَرْضِيَنّ عَنّي ، وَلَيُوشِكَنّ اللّهُ أَنْ يُسْخِطَك عَلَيّ وَلَئِنْ حَدّثْتُك حَدِيثًا صِدْقًا تَجِدُ عَلَيّ فِيهِ إنّي لَأَرْجُو عُقْبَايَ مِنْ اللّهِ فِيهِ وَلَا وَاَللّهِ مَا كَانَ لِي عُذْرٌ وَاَللّهِ مَا كُنْت قَطّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنّي حِينَ تَخَلّفْت عَنْك .

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمّا هَذَا فَقَدْ صَدَقْت فِيهِ ، فَقُمْ حَتّى يَقْضِيَ اللّهُ فِيك . فَقُمْت ، وَثَارَ مَعِي رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتّبَعُونِي فَقَالُوا لِي : وَاَللّهِ مَا عَلِمْنَاك كُنْتَ أَذْنَبْت ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا ، وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَنْ لَا تَكُونَ اعْتَذَرْت إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِمَا اعْتَذَرَ بِهِ إلَيْهِ الْمُخَلّفُونَ قَدْ كَانَ كَافِيك ذَنْبُكَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَك فَوَاَللّهِ مَا زَالُوا بِي حَتّى أَرَدْت أَنْ أَرْجِعَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأُكَذّبُ نَفْسِي ، ثُمّ قُلْت لَهُمْ هَلْ لَقَى هَذَا أَحَدٌ غَيْرِي ؟

قَالُوا : نَعَمْ رَجُلَانِ قَالَا مِثْلَ مَقَالَتِك ، وَقِيلَ لَهُمَا مِثْلَ مَا قِيلَ <534> لَك ; قُلْت : مَنْ هُمَا ؟

قَالُوا : مُرَارَةُ بْنُ الرّبِيعِ العَمْرِيّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهِلَالُ بْنُ ( أَبِي ) أُمَيّةَ الْوَاقِفِيّ فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ فِيهِمَا أُسْوَةٌ فَصَمَتّ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي ، وَنَهَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ كَلَامِنَا أَيّهَا الثّلَاثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلّفَ عَنْهُ فَاجْتَنَبَنَا النّاسُ وَتَغَيّرُوا لَنَا ، حَتّى تَنَكّرَتْ لِي نَفْسِي وَالْأَرْضُ فَمَا هِيَ بِالْأَرْضِ الّتِي كُنْت أَعْرِفُ فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً فَأَمّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا ، وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا ، وَأَمّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ فَكُنْت أَخْرُجُ وَأَشْهَدُ الصّلَوَاتِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَأَطُوفُ بِالْأَسْوَاقِ وَلَا يُكَلّمُنِي أَحَدٌ ، وَآتِي رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأُسَلّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصّلَاةِ فَأَقُولُ فِي نَفْسِي ، هَلْ حَرّك شَفَتَيْهِ بِرَدّ السّلَامِ عَلَيّ أَمْ لَا ؟

ثُمّ أُصَلّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النّظَرَ فَإِذَا أَقْبَلْت عَلَى صَلَاتِي نَظَرَ إلَيّ وَإِذَا الْتَفَتّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنّي ، حَتّى إذَا طَالَ ذَلِكَ عَلَيّ مِنْ جَفْوَةِ الْمُسْلِمِينَ مَشَيْتُ حَتّى تَسَوّرْت جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ . وَهُوَ ابْنُ عَمّي ، وَأَحَبّ النّاسِ إلَيّ فَسَلّمْت عَلَيْهِ فَوَاَللّهِ مَا رَدّ عَلَيّ السّلَامَ فَقُلْت : يَا أَبَا قَتَادَةَ ، أَنْشُدُك بِاَللّهِ هَلْ تَعْلَمُ أَنّي أُحِبّ اللّهَ وَرَسُولَهُ ؟

فَسَكَتَ . فَعُدْت فَنَاشَدْته ، فَسَكَتَ عَنّي ، فَعُدْت فَنَاشَدْته ، فَسَكَتَ عَنّي ، فَعُدْت فَنَاشَدْته ، فَقَالَ اللّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَفَاضَتْ عَيْنَايَ وَوَثَبْت فَتَسَوّرْت الْحَائِطَ ، ثُمّ غَدَوْت إلَى السّوقِ فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِالسّوقِ إذَا نَبَطِيّ يَسْأَلُ عَنّي مِنْ نَبَطِ الشّامِ ، مِمّنْ قَدِمَ بِالطّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ مَنْ يَدُلّ عَلَيّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ؟ قَالَ فَجَعَلَ النّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إلَيّ حَتّى جَاءَنِي ، فَدَفَعَ إلَيّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسّانَ ، وَكَتَبَ كِتَابًا فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَإِذَا فِيهِ

" أَمّا بَعْدُ فَإِنّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنّ صَاحِبَك قَدْ جَفَاك ، وَلَمْ يَجْعَلْك اللّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ فَالْحَقْ <535> بِنَا نُوَاسِك " . قَالَ قُلْت حِينَ قَرَأْتهَا : وَهَذَا مِنْ الْبَلَاءِ أَيْضًا ، قَدْ بَلَغَ بِي مَا وَقَعْت فِيهِ أَنْ طَمِعَ فِيّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشّرْكِ . قَالَ فَعَمَدْت بِهَا إلَى تَنّورٍ فَسَجَرْته بِهَا .

فَأَقَمْنَا عَلَى ذَلِكَ حَتّى إذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنْ الْخَمْسِينَ إذَا رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ يَأْتِينِي ، فَقَالَ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَأْمُرُك أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَك ، قَالَ قُلْت : أُطَلّقُهَا أَمْ مَاذَا ، قَالَ لَا ، بَلْ اعْتَزِلْهَا وَلَا تَقْرَبْهَا ، وَأَرْسَلَ إلَيّ صَاحِبِي بِمِثْلِ ذَلِكَ فَقُلْت لِامْرَأَتِي : الْحَقِي بِأَهْلِك ، فَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتّى يَقْضِي اللّهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ مَا هُوَ قَاضٍ .

قَالَ وَجَاءَتْ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيّةَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ هِلَالَ بْنَ أُمَيّةَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ضَائِعٌ لَا خَادِمَ لَهُ أَفَتَكْرَهُ أَنْ أَخْدِمَهُ ؟ قَالَ لَا ، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبَنّكِ ; قَالَتْ وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا بِهِ مِنْ حَرَكَةٍ إلَيّ وَاَللّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إلَى يَوْمهِ هَذَا ، وَلَقَدْ تَخَوّفَتْ عَلَى بَصَرِهِ .

قَالَ فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي : لَوْ اسْتَأْذَنْت رَسُولَ اللّهِ لِامْرَأَتِك ، فَقَدْ أَذِنَ لِامْرَأَةِ هِلَالِ بْنِ أُمَيّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ قَالَ فَقُلْت : وَاَللّهِ لَا اْسَتَأْذِنُهُ فِيهَا ، مَا أَدْرِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِي فِي ذَلِكَ إذَا اسْتَأْذَنْته فِيهَا ، وَأَنَا رَجُلٌ شَابّ .

قَالَ فَلَبِثْنَا بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ فَكَمُلَ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينِ نَهَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا ، ثُمّ صَلّيْت الصّبْحَ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا ، عَلَى الْحَالِ الّتِي ذَكَرَ اللّهُ مِنّا ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْنَا الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيّ نَفْسِي ، وَقَدْ كُنْت ابْتَنَيْت خَيْمَةً فِي ظَهْرِ سَلْعٍ ، فَكُنْت أَكُونُ فِيهَا إذْ سَمِعْت صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى ظَهْرِ سَلْعٍ يَقُولُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ ، أَبْشِرْ قَالَ فَخَرَرْت سَاجِدًا ، وَعَرَفْت أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 10:03

[center][color:a1ab=green][size=24][ تَوْبَةُ اللّهِ عَلَيْهِمْ ]
قَالَ <536> وَآذَنَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ النّاسَ بِتَوْبَةِ اللّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلّى الْفَجْرَ فَذَهَبَ النّاسُ يُبَشّرُونَنَا ، وَذَهَبَ نَحْوَ صَاحِبَيّ مُبَشّرُونَ وَرَكَضَ رَجُلٌ إلَيّ فَرَسًا ، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ ، حَتّى أَوْفَى عَلَى الْجَبَلِ فَكَانَ الصّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ الْفَرَسِ ; فَلَمّا جَاءَنِي الّذِي سَمِعْت صَوْتَهُ يُبَشّرُنِي ، نَزَعْت ثَوْبَيّ فَكَسَوْتهمَا إيّاهُ بِشَارَةً وَاَللّهِ مَا أَمْلِكُ يَوْمئِذٍ غَيْرَهُمَا ، وَاسْتَعَرْت ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتهمَا ، ثُمّ انْطَلَقْت أَتَيَمّمُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَتَلَقّانِي النّاسُ يُبَشّرُونَنِي بِالتّوْبَةِ يَقُولُونَ لِيَهْنِكَ تَوْبَةُ اللّهِ عَلَيْك ، حَتّى دَخَلْت الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَالِسٌ حَوْلَهُ النّاسُ فَقَامَ إلَيّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ ، فَحَيّانِي وَهَنّأَنِي ، وَوَاللّهِ مَا قَامَ إلَيّ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ . قَالَ فَكَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ لَا يَنْسَاهَا لِطَلْحَةِ . قَالَ كَعْبٌ فَلَمّا سَلّمْت عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لِي ، وَوَجْهُهُ يَبْرُقُ مِنْ السّرُورِ أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرّ عَلَيْك مُنْذُ وَلَدَتْك أُمّك ، قَالَ قُلْت : أَمِنْ عِنْدَك يَا رَسُولَ اللّهِ أَمْ مِنْ عِنْدَ اللّهِ ؟ قَالَ بَلْ مِنْ عِنْدِ اللّهِ قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا اسْتَبْشَرَ كَأَنّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ . قَالَ وَكُنّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ . قَالَ فَلَمّا جَلَسْت بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْت : يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ مِنْ تَوْبَتِي إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي ، صَدَقَةً إلَى اللّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمْسِكْ عَلَيْك بَعْضَ مَالِكٍ ، فَهُوَ خَيْرٌ لَك . قَالَ قُلْت : إنّي مُمْسِكٌ سَهْمِي الّذِي بِخَيْبَرِ وَقُلْت : يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ اللّهَ قَدْ نَجّانِي بِالصّدْقِ وَإِنّ مِنْ تَوْبَتِي إلَى اللّهِ أَنْ لَا أُحَدّثَ إلّا صِدْقًا مَا حَيِيت ، وَاَللّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ النّاسِ أَبْلَاهُ اللّهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ذَلِكَ أَفَضْلَ مِمّا أَبْلَانِي اللّهُ وَاَللّهِ مَا تَعَمّدْت مِنْ كَذْبَةٍ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى يَوْمِي هَذَا ، وَإِنّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظنِي اللّهُ فِيمَا بَقِيَ . وَأَنْزَلَ اللّهُ تَعَالَى : لَقَدْ تَابَ اللّهُ عَلَى النّبِيّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الّذِينَ اتّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ وَعَلَى الثّلَاثَةِ الّذِينَ خُلّفُوا . . . إلَى قَوْلِهِ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ . <537> قَالَ كَعْبٌ فَوَاَللّهِ مَا أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيّ نِعْمَةً قَطّ بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ كَانَتْ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمئِذٍ أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْته ، فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الّذِينَ كَذَبُوا ، فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ فِي الّذِينَ كَذّبُوهُ حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ شَرّ مَا قَالَ لِأَحَدِ قَالَ سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنّ اللّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ

قَالَ وَكُنّا خُلّفْنَا أَيّهَا الثّلَاثَةُ عَنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ الّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ حَلَفُوا لَهُ فَعَذَرَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمْرَنَا ، حَتّى قَضَى اللّهُ فِيهِ مَا قَضَى ، فَبِذَلِكَ قَالَ اللّهُ تَعَالَى : وَعَلَى الثّلَاثَةِ الّذِينَ خُلّفُوا

وَلَيْسَ الّذِي ذَكَرَ اللّهُ مِنْ تَخْلِيفِنَا لِتَخَلّفِنَا عَنْ الْغَزْوَةِ وَلَكِنْ لِتَخْلِيفِهِ إيّانَا ، وَإِرْجَائِهِ أَمْرَنَا عَمّنْ حَلَفَ لَهُ وَاعْتَذَرَ إلَيْهِ فَقَبِلَ مِنْهُ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 10:04

[center][color:7aa2=green][size=24]أَمْرُ وَفْدِ ثَقِيفٍ وَإِسْلَامُهَا
فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ مِنْ تَبُوكَ فِي رَمَضَانَ وَقَدِمَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الشّهْرِ وَفْدُ ثَقِيفٍ .

وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِمْ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمّا انْصَرَفَ عَنْهُمْ اتّبَعَ أَثَرَهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثّقَفِيّ ، حَتّى أَدْرَكَهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إلَى الْمَدِينَةِ ، فَأَسْلَمَ وَسَأَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ إلَى قَوْمِهِ بِالْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَمَا يَتَحَدّثُ قَوْمُهُ إنّهُمْ قَاتَلُوك ، : وَعَرَفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّ فِيهِمْ نَخْوَةَ الِامْتِنَاعِ الّذِي كَانَ مِنْهُمْ فَقَالَ عُرْوَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا أَحَبّ إلَيْهِمْ مِنْ أَبْكَارِهِمْ

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ فِي أَبْصَارِهِمْ . <538>

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَ فِيهِمْ كَذَلِكَ مُحَبّبًا مُطَاعًا ، فَخَرَجَ يَدْعُو قَوْمَهُ إلَى الْإِسْلَامِ رَجَاءَ أَنْ لَا يُخَالِفُوهُ لِمَنْزِلَتِهِ فِيهِمْ فَلَمّا أَشْرَفَ لَهُمْ عَلَى عَلِيّةٍ لَهُ وَقَدْ دَعَاهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ وَأَظْهَرَ لَهُمْ دِينَهُ رَمَوْهُ بِالنّبْلِ مِنْ كُلّ وَجْهٍ فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ فَتَزْعُمُ بَنُو مَالِكٍ أَنّهُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ ، أَخُو بَنِي سَالِمِ بْنِ مَالِكٍ وَتَزْعُمُ الْأَحْلَافُ أَنّهُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ بَنِي عَتّابِ بْنِ مَالِكٍ يُقَالُ لَهُ وَهْبُ بْنُ جَابِرٍ فَقِيلَ لِعُرْوَةِ مَا تَرَى فِي دَمِك ؟ قَالَ كَرَامَةٌ أَكَرَمَنِي اللّهُ بِهَا ، وَشَهَادَةٌ سَاقَهَا اللّهُ إلَيّ فَلَيْسَ فِيّ إلّا مَا فِي الشّهَدَاءِ الّذِينَ قَتَلُوا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ عَنْكُمْ فَادْفِنُونِي مَعَهُمْ فَدَفَنُوهُ مَعَهُمْ فَزَعَمُوا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ فِيهِ إنّ مِثْلَهُ فِي قَوْمِهِ لَكَمِثْلِ صَاحِبِ يَاسِينَ فِي قَوْمِهِ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 10:06

[center][color:661a=green][size=24][ ائْتِمَارُ ثَقِيفٍ عَلَى إرْسَالِ نَفَرٍ لِلرّسُولِ ]
ثُمّ أَقَامَتْ ثَقِيفٌ بَعْدَ قَتْلِ عُرْوَةَ أَشْهُرًا ، ثُمّ إنّهُمْ ائْتَمَرُوا بَيْنَهُمْ وَرَأَوْا أَنّهُ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِحَرْبِ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنْ الْعَرَبِ وَقَدْ بَايَعُوا وَأَسْلَمُوا .

حَدّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنّ عَمْرَو بْنَ أُمَيّةَ أَخَا بَنِي عِلَاجٍ كَانَ مُهَاجِرًا لِعَبْدِ يَالَيْلَ بْنِ عَمْرِو ، الّذِي بَيْنَهُمَا سُبِئَ وَكَانَ عَمْرُو بْنُ أُمَيّةَ مِنْ أَدْهَى الْعَرَبِ ، فَمَشَى إلَى عَبْدِ يَالَيْلَ بْنِ عَمْرٍو ، حَتّى دَخَلَ دَارَهُ ثُمّ أَرْسَلَ إلَيْهِ أَنّ عَمْرَو بْنَ أُمَيّةَ يَقُولُ لَك : اخْرَجْ إلَيّ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ يَالَيْلَ لِلرّسُولِ وَيْلَك أَعَمْرٌو أَرْسَلَك إلَيّ ؟ قَالَ نَعَمْ وَهَا هُوَ ذَا وَاقِفًا فِي دَارِك ، فَقَالَ إنّ هَذَا الشّيْءَ مَا كُنْت أَظُنّهُ لَعَمْرٌو كَانَ أَمْنَعَ فِي نَفْسِهِ مِنْ ذَلِكَ فَخَرَجَ إلَيْهِ فَلَمّا رَآهُ رَحّبَ بِهِ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : إنّهُ قَدْ نَزَلَ بِنَا أَمْرٌ لَيْسَتْ مَعَهُ هِجْرَةٌ إنّهُ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ هَذَا الرّجُلِ مَا قَدْ رَأَيْت ، قَدْ أَسْلَمَتْ الْعَرَبُ كُلّهَا ، وَلَيْسَتْ لَكُمْ بِحَرْبِهِمْ طَاقَةٌ فَانْظُرُوا فِي أَمْرِكُمْ . فَعِنْدَ ذَلِكَ ائْتَمَرَتْ ثَقِيفٌ بَيْنَهَا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ <539> أَفَلَا تَرَوْنَ أَنّهُ لَا يَأْمَنُ لَكُمْ سِرْبٌ وَلَا يَخْرُجُ مِنْكُمْ أَحَدٌ إلّا اُقْتُطِعَ فَأْتَمِرُوا بَيْنَهُمْ وَأَجْمَعُوا أَنْ يُرْسِلُوا إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَجُلًا ، كَمَا أَرْسَلُوا عُرْوَةَ فَكَلّمُوا عَبْدَ يَالَيْلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ ، وَكَانَ سِنّ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَرَضُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَفْعَلَ وَخَشِيَ أَنْ يُصْنَعَ بِهِ إذَا رَجَعَ كَمَا صُنِعَ بِعُرْوَةِ . فَقَالَ لَسْت فَاعِلًا حَتّى تُرْسِلُوا مَعِي رِجَالًا ، فَأَجْمَعُوا أَنْ يَبْعَثُوا مَعَهُ رَجُلَيْنِ مِنْ الْأَحْلَافِ ، وَثَلَاثَةً مِنْ بَنِي مَالِكٍ فَيَكُونُوا سِتّةً فَبَعَثُوا مَعَ عَبْدِ يَالَيْلَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ مُعَتّبٍ ، وَشُرَحْبِيلَ بْنَ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مُعَتّبٍ ، وَمِنْ بَنِي مَالِكٍ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ دُهْمَانَ ، أَخَا بَنِي يَسَارٍ وَأَوْسَ بْنَ عَوْفٍ ، أَخَا بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ وَنُمَيْرَ بْنَ خَرَشَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، أَخَا بَنِي الْحَارِثِ فَخَرَجَ بِهِمْ عَبْدُ يَالَيْلَ وَهُوَ نَابَ الْقَوْمَ وَصَاحِبُ أَمْرِهِمْ وَلَمْ يَخْرُجْ بِهِمْ إلّا خَشْيَةَ مِنْ مِثْلِ مَا صُنِعَ بِعُرْوَةِ بْنِ مَسْعُودٍ لِكَيْ يَشْغَلَ كُلّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إذَا رَجَعُوا إلَى الطّائِفِ رَهْطَهُ .

[ قُدُومُهُمْ الْمَدِينَةَ وَسُؤَالُهُمْ الرّسُولَ أَشْيَاءَ أَبَاهَا عَلَيْهِمْ ]

فَلَمّا دَنَوْا مِنْ الْمَدِينَةِ ، وَنَزَلُوا قَنَاةَ ، أَلْفَوْا بِهَا الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ ، يَرْعَى فِي تَوْبَتِهِ رِكَابَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَتْ رِعْيَتُهَا نُوَبًا عَلَى أَصْحَابِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَلَمّا رَآهُمْ تَرَكَ الرّكَابَ عِنْدَ الثّقَفِيّينَ وَضَبَرَ يَشْتَدّ ، لِيُبَشّرَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِقُدُومِهِمْ عَلَيْهِ فَلَقِيَهُ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخْبَرَهُ عَنْ رَكْبِ ثَقِيفٍ أَنْ قَدْ قَدِمُوا يُرِيدُونَ الْبَيْعَةَ وَالْإِسْلَامَ بِأَنْ يَشْرُطَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شُرُوطًا ، وَيَكْتَتِبُوا مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كِتَابًا فِي قَوْمِهِمْ وَبِلَادِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلْمُغِيرَةِ أَقْسَمْت عَلَيْك بِاَللّهِ لَا تَسْبِقُنِي إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى أَكُونَ أَنَا أُحَدّثُهُ فَفَعَلَ الْمُغِيرَةُ . فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

<540> فَأَخْبَرَهُ بِقُدُومِهِمْ عَلَيْهِ ثُمّ خَرَجَ الْمُغِيرَةُ إلَى أَصْحَابِهِ فَرَوّحَ الظّهْرَ مَعَهُمْ وَعَلّمَهُمْ كَيْفَ يُحَيّونَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَلَمْ يَفْعَلُوا إلّا بِتَحِيّةِ الْجَاهِلِيّةِ . وَلَمّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ضَرَبَ عَلَيْهِمْ قُبّةً فِي نَاحِيَةِ مَسْجِدِهِ كَمَا يَزْعُمُونَ فَكَانَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، هُوَ الّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى اكْتَتَبُوا كِتَابَهُمْ وَكَانَ خَالِدٌ هُوَ الّذِي كَتَبَ كِتَابَهُمْ بِيَدِهِ وَكَانُوا لَا يَطْعَمُونَ طَعَامًا يَأْتِيهِمْ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى يَأْكُلَ مِنْهُ خَالِدٌ حَتّى أَسْلَمُوا وَفَرَغُوا مِنْ كِتَابِهِمْ وَقَدْ كَانَ فِيمَا سَأَلُوا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ يَدَعَ لَهُمْ الطّاغِيَةَ ، وَهِيَ اللّاتِي ، لَا يَهْدِمُهَا ثَلَاثَ سِنِينَ فَأَبَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَمَا بَرِحُوا يَسْأَلُونَهُ سَنَةً سَنَةً وَيَأْبَى عَلَيْهِمْ حَتّى سَأَلُوا شَهْرًا وَاحِدًا بَعْدَ مَقْدَمِهِمْ فَأَبَى عَلَيْهِمْ أَنْ يَدَعَهَا شَيْئًا مُسَمّى ، وَإِنّمَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ فِيمَا يُظْهِرُونَ أَنْ يَتَسَلّمُوا بِتَرْكِهَا مِنْ سُفَهَائِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَذَرَارِيّهِمْ وَيَكْرَهُونَ أَنْ يُرَوّعُوا قَوْمَهُمْ بِهَدْمِهَا حَتّى يَدْخُلَهُمْ الْإِسْلَامُ فَأَبَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلّا أَنْ يَبْعَثَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ فَيَهْدِمَاهَا ، وَقَدْ كَانُوا سَأَلُوهُ مَعَ تَرْكِ الطّاغِيَةِ أَنْ يُعْفِيَهُمْ مِنْ الصّلَاةِ وَأَنْ لَا يَكْسِرُوا أَوْثَانَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمّا كَسْرُ أَوْثَانِكُمْ بِأَيْدِيكُمْ فَسَنُعْفِيكُمْ مِنْهُ وَأَمّا الصّلَاةُ فَإِنّهُ لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا صَلَاةَ فِيهِ فَقَالُوا : يَا مُحَمّدُ فَسَنُؤْتِيكهَا ، وَإِنْ كَانَتْ دَنَاءَةً

[ تَأْمِيرُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ عَلَيْهِمْ ]

فَلَمّا أَسْلَمُوا وَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كِتَابَهُمْ أَمّرَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ ، وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنّا ، وَذَلِكَ أَنّهُ كَانَ أَحْرَصَهُمْ عَلَى التّفَقّهِ فِي الْإِسْلَامِ وَتَعَلّمِ الْقُرْآنِ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّي قَدْ رَأَيْتُ هَذَا الْغُلَامَ مِنْهُمْ مِنْ أَحْرَصِهِمْ عَلَى التّفَقّهِ فِي الْإِسْلَامِ وَتَعَلّمِ الْقُرْآنِ[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الوسام : سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Idara10
توقيع توقيع : توقيع المنتدى
عارضة طاقة :
سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Left_bar_bleue80 / 10080 / 100سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Right_bar_bleue

احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100
ذكر نقاط : 39005
السٌّمعَة : 22

سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة ابن هشام ج2   سيرة ابن هشام ج2 - صفحة 5 Emptyالأربعاء 10 يونيو 2009 - 10:08

[center][color:7524=green][size=24][ بِلَالٌ وَوَفْدُ ثَقِيفٍ فِي رَمَضَانَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي <541> عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَطِيّةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ رَبِيعَةَ الثّقَفِيّ ، عَنْ بَعْضِ وَفْدِهِمْ . قَالَ كَانَ بَلَالٌ يَأْتِينَا حِينَ أَسْلَمْنَا وَصُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا بَقِيَ مِنْ رَمَضَانَ بِفِطْرِنَا وَسَحُورنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَيَأْتِينَا بِالسّحُورِ وَإِنّا لَنَقُولُ إنّا لَنَرَى الْفَجْرَ قَدْ طَلَعَ فَيَقُولُ قَدْ تَرَكْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَتَسَحّرُ لِتَأْخِيرِ السّحُورِ وَيَأْتِينَا بِفِطْرِنَا ، وَإِنّا لَنَقُولُ مَا نَرَى الشّمْسَ كُلّهَا ذَهَبَتْ بَعْدُ . فَيَقُولُ مَا جِئْتُكُمْ حَتّى أَكَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ يَضَعُ يَدَهُ فِي الْجَفْنَةِ فَيَلْتَقِمُ مِنْهَا . قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : بِفَطُورِنَا وَسَحُورِنَا .

[ عَهْدُ الرّسُولِ لَابْنِ أَبِي الْعَاصِ حِينَ أَمّرَهُ عَلَى ثَقِيفٍ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ مُطَرّفِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الشّخّيرِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، قَالَ كَانَ مِنْ آخِرِ مَا عَهِدَ إلَيّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ بَعَثَنِي عَلَى ثَقِيفٍ أَنْ قَالَ يَا عُثْمَانُ تُجَاوِزْ فِي الصّلَاةِ ، وَاقْدُرْ النّاسَ بِأَضْعَفِهِمْ فَإِنّ فِيهِمْ الْكَبِيرَ وَالصّغِيرَ وَالضّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ

[هَدْمُ الطّاغِيَةِ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَلَمّا فَرَغُوا مِنْ أَمْرِهِمْ وَتَوَجّهُوا إلَى بِلَادِهِمْ رَاجِعِينَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَعَهُمْ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ ، فِي هَدْمِ الطّاغِيَةِ . فَخَرَجَا مَعَ الْقَوْمِ حَتّى إذَا قَدِمُوا الطّائِفَ أَرَادَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ أَنْ يُقَدّمَ أَبَا سُفْيَانَ فَأَبَى ذَلِكَ أَبُو سُفْيَانَ عَلَيْهِ وَقَالَ اُدْخُلْ أَنْتَ عَلَى قَوْمِك ; وَأَقَامَ أَبُو سُفْيَانَ بِمَالِهِ بِذِي الْهَدْمِ ; فَلَمّا دَخَلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ عَلَاهَا يَضْرِبُهَا بِالْمِعْوَلِ وَقَامَ قَوْمُهُ دُونَهُ بَنُو مُعَتّبٍ ، خَشْيَةَ أَنْ يُرْمَى أَوْ يُصَابَ كَمَا أُصِيبَ عُرْوَةُ وَخَرَجَ نِسَاءُ ثَقِيفٍ حُسّرًا يَبْكِينَ عَلَيْهَا وَيَقُلْنَ

لَتُبْكَيَنّ دُفّاعُ

أَسْلَمَهَا الرّضّاعُ


لَمْ يُحْسِنُوا الْمِصَاعَ

<542> قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : " لَتُبْكَيَنّ " عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَيَقُولُ أَبُو سُفْيَانَ وَالْمُغِيرَةُ يَضْرِبُهَا بِالْفَأْسِ وَاهَا لَك آهَا لَك فَلَمّا هَدَمَهَا الْمُغِيرَةُ وَأَخَذَ مَالَهَا وَحُلِيّهَا أَرْسَلَ إلَى أَبِي سُفْيَانَ وَحُلِيّهَا مَجْمُوعٌ وَمَا لَهَا مِنْ الذّهَبِ وَالْجَزْعِ .[/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة ابن هشام ج2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 5 من اصل 7انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة ابن هشام ج1
» عرض بوربوينت سيرة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم
» سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
» سيرة علي ابن ابي طالب رضي الله عنه
» كيف تتعامل مع سيرة رسول الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحكمة والابداع :: السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: